الأحد، 16 أكتوبر 2016

مرض هودجكين



مرض هودجكين


ما هو مرض هودجكين؟
مرض هودجكين هو نوع من السرطان ينشأ في خلايا الجهاز المناعي، تحديداً في خلايا الدم البيضاء المصممة لمحاربة العدوى وحماية الجسم من الأمراض. وهو واحد من مجموعة الأمراض السرطانية التي تسمى أمراض الأورام الليمفاوية، والنوع الآخر يسمى الورم الليمفاوي عدا هودجكن.

يتم تمييز مرض هودجكن بحسب وجود نوع من الخلايا يدعى (ريد-ستيرنبيرغ)، وهو نوعان:
مرض هودجكن الكلاسيكي (Classical Hodgkin lymphoma)
غلبة الليمفاوي العقيدي (Nodular lymphocyte predominant- Hodgkin lymphoma)

ما هي أسباب مرض هودجكن؟
يتطور مرض هودجكن عندما يبدأ نوع معين من خلايا الدم البيضاء تسمى خلايا بي بالنمو بشكل غير طبيعي. هذه الخلية غير الطبيعية تسمى خلية (ريد-ستيرنبيرغ)، وهي أكبر بكثير من الخلية الطبيعية. تبدأ خلايا (ريد-ستيرنبيرغ) بالنمو والانقسام وإنتاج المزيد من الخلايا الشاذة، والتي تعمل بدورها على منع الجهاز المناعي من القيام بوظيفته في حماية الجسم، حيث أن هذه الخلايا الشاذة لا تحارب العدوى مثلما تفعل الخلايا الطبيعية.

لا يوجد هناك مسببات معروفة لحد الآن لمرض هودجكن، ولكن هناك العديد من عوامل الخطورة التي عرفت بأنها قد تزيد من خطورة الإصابة به، وهي:
الإصابة بعدوى فيروس ابشتاين بار (EBV)، وهي عدوى فيروسية شائعة تسبب مرض يسمى (mononucleosis)
التاريخ العائلي (وجود أخ أو أخت أصيبوا بالمرض)
العمر (بين عمر 15-19 سنة)

وجود أحد عوامل الخطورة هذه لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بمرض هودجكن.


ما هي أعراض مرض هودجكن؟
تورم غير مؤلم في العقد الليمفاوية
تورم في الرأس أو الرقبة أو الجزء العلوي من الجسم أو الذراعين
الحمى
خسارة الوزن غير المفسر
تعرق ليلي
سعال مستمر
ضيق في التنفس
ارتفاع صوت التنفس
قد تكون هذه الأعراض أيضا مؤشرات لحالات مرضية أخرى، لذا يجب استشارة الطبيب في حال اظهار طفلك لأي منها.

كيف يتم تشخيص مرض هودجكن؟
يستخدم الأطباء في مركز الحسين للسرطان إجراءات وفحوصات مختلفة للوصول إلى تشخيص مرض هودجكن بدقة وتحديد مرحلته:
من الضروري أخذ خزعة للحصول على تشخيص صحيح وتحديد نوع المرض الفرعي.
صورة أشعة سينية للصدر
تصوير مقطعي للمناطق المصابة والأعضاء الداخلية للكشف عن مدى انتشار المرض خاصة في الصدر والبطن.
تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan) من خلال جهاز موجود في مركز الحسين للسرطان يعمل على دمج صور التصوير المقطعي (CTScan) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني  (PET scan) للحصول على درجة أعلى من الدقة.
خزعة نخاع العظم.
فحوصات الدم، بما فيها تحليل سرعة الترسيب في الدم (ESR)، وتعداد الدم الكامل (CBC) وفحوصات وظائف الكبد والكلى.

كيف يتم علاج مرض هودجكن في مركز الحسين للسرطان؟
لا يوجد مريضين متشابهين، حتى وإن كانا يعانيان من نفس نوع الورم الليمفاوي. لذا، يتم التعامل مع كل حالة على حدة.
يقوم الطبيب المعالج بعرض الحالة على فريق العيادات متعددة التخصصات، حيث يتم دراسة عينات الأنسجة ونتائج الأشعة بعناية شديدة، وطرح الأسئلة المتعلقة بالحالة للوصول إلى خطة علاج شاملة.
من المهم جداً تحديد مرحلة المرض بدقة (أي مدى انتشار المرض في الجسم) وتحديد جميع الأعضاء المصابة. يحتاج معظم المرضى إلى مزيج من العلاج الكيماوي والإشعاعي، حيث تعتمد كمية العلاج الكيماوي والإشعاعي التي يحتاجها المريض على مرحلة المرض. وفي حالة مقاومة العلاج (عندما لا يستجيب السرطان للعلاج الموصوف) أو حالة الانتكاس، يخضع المرضى عادة لعملية زراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية المحيطية وتكون النتائج جيدة. ولا تعتبر الجراحة غالباً خياراً في علاج مرضى هودجكن.

الأطباء
يتلقى المرضى الأطفال في مركز الحسين للسرطان أفضل رعاية طبية بأعلى جودة من خلال فريق متعدد التخصصات من أطباء أورام الأطفال، والمكرّس تماماً لتشخيص وعلاج سرطانات الأطفال.

الرعاية الداعمة
تعمل عيادة الأطفال متعددة التخصصات بالتعاون الوثيق مع أقسام أخرى في مركز الحسين للسرطان حتى يتوفر للمرضى الأطفال أفضل رعاية شمولية ممكنة.
تتضمن خدمات الرعاية الداعمة في مركز الحسين للسرطان ما يلي:
الدعم النفسي-الاجتماعي
غرفة الألعاب والعلاج باللعب
برنامج العودة إلى المدرسة
الرعاية الروحية
العلاج الطبيعي
التغذية
الرعاية التنفسية
مجموعات دعم مرضى السرطان

الثلاثاء، 5 مايو 2015

لِمفومةُ هودجكين



تنشأ لِمفومةُ هودجكين، وهي نوعٌ من السرطان، في خلايا الجهاز المناعي. وهي تحدث عندما تصبح بعضُ الخلايا في الجهاز المناعي غير طبيعية أو شاذَّة، وتبدأ بنسخ نفسها بطريقةٍ لا يمكن السيطرة عليها. إنَّ مُعظم الناس المُصابين بلِمفومة هودجكين يكون لديهم النوع الكلاسيكي منها. يبدأ الشكلُ الكلاسيكي من لِمفومة هودجكين عندما تُصبح خلية لِمفيَّة (لِمفاويَّة)، من الخلايا البائيَّة عادةً، شاذَّة، وتُسمَّى الخلايا الشاذَّة عندئذ "خلايا ريد شتيرنبرغ". وتُعدُّ لِمفومةُ هودجكين العُقيديَّة ذات اللٍمفاويات المُسيطرة نوعاً نادراً من لمفومة هودجكين، حيث تُدعى الخلايا الشاذَّة فيها "الخلايا الفُشاريَّة". وتكون المرحلةُ مُؤشِّراً يدلُّ على مدى انتشار المرض في الجسم. يتضمَّن التصنيفُ إلى مراحل عدَّة إجراءات لتحديد أجزاء الجسم التي قد أُصيبت بالمرض. ويجري تحديدُ المعالجة استناداً إلى المرحلة التي بلغها السرطان. قد تكون معالجةُ لِمفومة هودجكين إشعاعية أو كيميائية أو بزراعة الخلايا الجذعية. وقد تُستخدَم هذه الطُرُق كلُّها معاً في بعض الأحيان. وتعتمد قراراتُ المعالجة على المرحلة التي بلغها المرض، وموضعه في الجسم، وعلى الأعراض التي ظهرت عند المريض، وعلى الحالة الصحِّية العامَّة للمريض وعمره. يُمكن شفاءُ مُعظم الناس الذين يوضع لهم تشخيص الإصابة بلمفومة هودجكين في هذه الأيَّام، أو يُمكن على الأقل السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة. 
مُقدِّمة
لِمفومةُ هودجكين هي نوع من السرطان الذي يبدأ في خلايا الجهاز المناعي. والجهازُ المناعيُّ يقاوم الأمراضَ المُعدِية والأمراض الأُخرى. تنشأ لِمفومة هودجكين عندما تُصبح خلايا من الجهاز المناعي شاذَّة، وتبدأ بنسخ نفسها بطريقةٍ غير مضبوطة. تعدُّ لِمفومةُ هودجكين قابلةً للمعالجة إلى حدٍّ كبير. يُمكن شفاء مُعظم الناس الذين يوضع لهم تشخيصُ الإصابة بِلمفومة هودجكين هذه الأيَّام، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي لِمفومةَ هودجكين، كما يشرح أسبابها، وأعراضها، والأساليب المُتاحة لمعالجتها. 
التشريح
الجهازُ اللمفي هو جزء من الجهاز المناعي، حيث يقاوم الجهاز المناعي الأمراض المُعدية والأمراض الأُخرى. ويتكوَّن الجهازُ المناعي من الأوعية اللِمفيَّة والّلِمف والعُقد اللِّمفية. يبدو اللِمفُ كسائل رائق تقريباً، يُنتجه الجسم، ويقوم بنزح الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبر الجهاز اللِمفي الذي يتألَّف من شبكة من قنوات وبُنى تُشبه حبَّةَ الفاصولياء تُدعى العُقد اللِمفية. وتوجد مجموعاتٌ من هذه العُقد اللِمفية في الرقبة، وتحت الإبطين، وفي الصَّدر، والبطن، وفي المنطقة الأُربيَّة. تحوي العُقَدُ اللِّمفيَّة خَلايا من الجهاز المناعي تعمل كحاجز يوقف الجراثيمَ والفيروسات، ويمنعها من مهاجمة الجسم. وتُصنَّف هذه الخلايا في فئتين واسعتين تُدعيان الخلايا التائية أو اللِّمفاويات التائية، والخلايا البائية أو اللِّمفاويات البائيَّة. تتَّصل العقُد اللِمفية فيما بينها بواسطة قنوات خاصَّة تُسمَّى الأوعية اللِّمفية. وتنتشر هذه القنوات في مُعظم أنحاء الجسم، كالأوعية الدموية. ويستخدم الجهازُ اللِّمفي هذه الأقنية لنزح السوائل الفائضة والفضلات. هناك أجزاء أُخرى من الجسم تحوي نسيجاً لِمفياً، كاللوزتين، وغُدَّة التُّوتة أو التيموس، والطِّحال، والمَعِدة، والجِلد، والأمعاء الدقيقة. 
لِمفومة هودجكين وأسبابها
داءُ هودجكين هو نوع من اللِمفومة، واللِمفومات هي سرطانات تحدث في الجهاز اللِمفي، بدءاً من خلايا الجهاز المناعي البائيَّة. تحوي الخلايا مادَّة وراثيَّة أو جِينيَّة تُدعى الصِّبغيَّات. وتتحكَّم الصِّبغيات بنموِّ الخلايا وتكاثرها. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم وتموت وفق آلية مضبوطة. تفقد الخليّة قدرتها على التّحكم بنموّها وتكاثرها عندما تُصبح صِبغيّاتها شاذّة. تبدأ خلايا من الجهاز المناعي عند الإصابة بِلمفومة هودجكين بالتكاثر على نحو شاذٍّ. وتُدعى الخلايا الشاذَّة في مُعظم حالات لِمفومة هودجكين خلايا ريد ستيرنبيرغ. تنقسم الخلايا الجديدة مرَّات ومرَّات، مُنتجة المزيد من الخلايا الشاذَّة. ولا تموت الخلايا الشاذَّة عندما ينبغي عليها أن تموت. وهي لا تحمي الجسم من الأمراض المُعدية أو الأمراض الأُخرى. ويؤدِّي تراكم الخلايا الزائد غالباً إلى تشكُّل كتلة من النسيج تُدعى تنشُّؤاً أو ورماً. يُمكن أن تطرأ التغيُّرات على المادَّة الجِينيَّة نتيجة أسباب مُتعدِّدة. وتكون هذه التغيُّرات وراثيَّة في بعض الأحيان. قد تطرأ التغيُّرات على الصِّبغيَّات أيضاً نتيجة للتعرُُّض لعدوى، أو استعمال أدوية مُعيَّنة، أو التبغ، أو مواد كيميائيَّة، أو عوامل أُخرى. ومن عوامل الخطر الأُخرى للإصابة بلِمفومة هودجكين:
العُمر.
قصة عائليَّة للإصابة باللِمفومة.
الجنس: إذ إنَّ الذكور أكثر تعرُّضاً للإصابة من الإناث.
سوابق إصابة بفيروس إيبشتاين ـ بار وضعف الجهاز المناعي.
هناك نوعان رئيسيّان من لِمفومة هودجكين: لِمفومة هودجكين الكلاسيكيّة ولِمفومة هودجكين العُقَيديّة التي تُسيطر فيها اللِمفاويّات. إنَّ مُعظم الناس المصابين بلِمفومة هودجكين يكون لديهم النوع الكلاسيكي. ويبدأ النوع الكلاسيكي عندما تُصبح اللِمفاويات، البائيَّة عادةً، شاذَّة. أمَّا لِمفومة هودجكين العُقَيديَّة ذات اللِمفاويَّات المُسيطرة فهي نوع نادر من لِمفومة هودجكين. وتُدعى الخلايا الشاذَّة فيها "الخلايا الفُشاريَّة". وقد يُعالج هذا النوعُ بطريقة مُختلفة عن النوع الكلاسيكي. يُمكن أن تنشأ لِمفومة هودجكين في أيِّ مكان من الجسم تقريباً، ذلك أنَّ النسيج اللِمفي موجودٌ في كثير من أجزاء الجسم. وهي أوَّل ما توجد في عُقدة لِمفيَّة أعلى الحجاب الحاجز، وهو العضلةُ الرقيقة التي تفصل الصدر عن البطن. ولكنَّ لِمفومة هودجكين يُمكن أن توجد في مجموعة من العُقد اللِّمفيَّة أيضاً. ويُمكن أن تبدأ في بعض الأحيان في أجزاء أُخرى من الجهاز اللِمفي. 
العلاماتُ والأعراض
العرضُ الأكثر مُشاهدة للِمفومة هودجكين هو تورُّم غير مُؤلم في العُقد اللِمفية في الرقبة أو تحت الإبط أو المنطقة الأُربية. وقد يكون من الأعراض المألوفة الأُخرى:
الحُمَّى والنوافض.
تعرُّق ليلي غزير.
وهن وتعب.
خسارة وزن غير مُفسَّرة.
اضطراب التنفُّس، أو سعال، أو ألم صدري.
ومن الأعراض الأُخرى:
يُصبح المريض أكثر حساسيَّة لتأثير الكحول، أو يشعر بألم في العُقد اللِمفيَّة بعد تناول الكحول.
تعب مُستمر أو دائم.
حكَّة.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناجمةً عن لِمفومة هودجكين بالضرورة. ولكن، يُمكن أن تُسبِّب الأمراضُ المعروفة، كالأمراض المُعدية أو الأنفلونزا، أعراضاً مُشابهة. يجب مُراجعةُ الطبيب إذا استمرَّت هذه الأعراض أكثر من أُسبوعَين. 
التشخيص
يحاول الطبيب، عندما يكون لدى المريض عُقد لِمفية مُتورِّمة أو غير ذلك من الأعراض التي قد توحي بالإصابة بلِمفومة هودجكين، أن يعرفَ ما الذي سبَّب هذه المُشكلة، وربَّما يسأله عن تاريخه الطبِّي الشخصي والعائلي. يقوم الطبيبُ أيضاً بفحص العُقد اللِمفية في رقبة المريض وتحت إبطه وفي المنطقة الأُربية. كما أنَّه قد يتحرَّى عن وجود ضخامة في الكبد أو الطحال أيضاً. قد يطلب الطبيبُ إجراء تعداد دم كامل CBC؛ فتعدادُ الدم الكامل يُمكن أن يُعطي معلومات حول عدد ونوعيَّة كلِّ نمط من خلايا الدم. قد يطلب الطبيبُ فحوصاً أُخرى، مثل التصوير الطبقي المحوريCT scan، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI scan، والتَّصوير المَقطَعِي بِالإِصدار البوزيتروني PET scan، والتصوير بالأشعَّة السينية، وأخذ خزعة من عقدة لِمفية (اختزاع عُقدة لِمفية). وقد تُطلب صور للصدر بالأشعَّة السينية للبحث عن عُقد لِمفية مُتورِّمة أو غير ذلك من علامات اللِمفومة في الصدر. وهي تُجرى لمعرفة مدى انتشار الإصابة، وهو ما يُعرف باسم تصنيف المراحل. تعدُّ الخزعة هي الطريقة الوحيدة المؤكِّدة لتشخيص لِمفومة هودجكين. وهناك أنواع متعدِّدة للخزعة. قد يتمُّ، في حالة الرشف بالإبرة الرفيعة، إدخال إبرة في العقدة اللِمفية، وسحب عَيِّنة صغيرة من الانسجة والسَّوائل من أجل الدراسة التشريحية المرضية. ولكن، لا يُمكن بهذه الطريقة الحصول على عَيِّنة كبيرة بما فيه الكفاية من أجل تشخيص لِمفومة هودجكين. تُؤخذ قطعة صغيرة من العُقدة اللِمفية عبر شقٍّ جراحيٍّ في حالة الخزعة الاقتطاعية. أمَّا في حالة الخزعة الاستئصالية، فيجري استئصالُ العُقدة اللِمفية بكاملها مع بعض من النسيج الذي يحيط بها عبر شقٍّ جراحي. وهذه الطريقةُ هي الأفضل للحصول على عيِّنة كافية من أجل التشخيص. يستخدم اختصاصي التشريح المرضي مِجهِراً لفحص النسيج للتحرِّي عن خلايا لِمفومة هودجكين. ويكون لدى الشخص المُصاب بلِمفومة هودجكين عادةً خلايا شاذَّة كبيرة تُسمَّى خلايا ريد ستيرنبيرغ. وهي غير موجودة عند المُصابين باللِمفومة اللاهودجكينيَّة.
تصنيف المراحل
المرحلة هي مُؤشِّر على مدى انتشار المرض، حيث ينطوي تصنيفُ المراحل على عدَّة إجراءات لتقرير أجزاء الجسم التي قد أُصيبت بالمرض. ويُمكن أن تُحدَّد المُعالجة استناداً إلى المرحلة التي بلغها السرطان. تميل لِمفومةُ هودجكين إلى الانتشار من مجموعة عُقد لِمفيَّة إلى المجموعة التالية؛ فإذا بدأت لِمفومة هودجكين في مجموعة العُقد اللِمفيَّة الرقبيَّة مثلاً، فإنَّها قد تنتشر بادئ ذي بدء إلى العُقد اللِمفيَّة فوق الترقوة، ثُم إلى العُقد اللِمفيَّة تحت الإبطين وضِمن الصدر. يُمكن أن تقوم لِمفومةُ هودجكين مع مرور الوقت بغزو الأوعية الدمويَّة، وتنتشر إلى أيِّ جزء من الجسم تقريباً؛ فهي يُمكن أن تنتشر مثلاً إلى الكبد والرئتين والعظام ونقي العظام. قد يحتاج التصنيفُ إلى إجراء تصوير طبقي محوري CT scan، وتصوير بالرنين مغناطيسي MRI scan، وتصوير مَقطَعِي بِالإِصدار البوزيتروني PET scan، وأخذ خزعة من نقي العظام. وقد يوصي الطبيب بأخذ خزعات من عُقد لِمفية أُخرى أيضاً، أو من الكبد، أو غير ذلك من انسجة الجسم. يعتمد تحديدُ المرحلة على عدد العُقد اللِمفيَّة التي توجد فيها خلايا لِمفومة هودجكين، وفيما إذا كانت هذه العُقد على جانب واحد أم على جانبي الحجاب الحاجز، وإذا ما كان المرض قد انتشر إلى نقي العظام، أو الطِّحال، أو الكبد، أو الرئة. والحجابُ الحاجز هو عضلة كبيرة رقيقة تفصل الصدر عن البطن. وهو ذو أهمِّية بالغة في عمليَّة التنفُّس. توصف المراحل عادة باستخدام الأرقام من واحد إلى أربعة، بحيث يشير الرقم الأدنى إلى مرحلة مُبكِّرة أكثر من المرض. المرحلة 1: توجد خلايا اللِمفومة في مجموعة واحدة من العُقد اللِمفيَّة (كمجموعة العُقد الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط مثلاً). وإذا لم تكن الخلايا الشاذّة موجودة في العُقد اللِمفيَّة، فإنَّها تكون موجودة في جزء واحد فقط من نسيج أو عضو ما (كالرئة مثلاً). المرحلة 2: تكون خلايا اللِمفومة موجودة في مجموعتين على الأقلّ من العُقد اللِمفيَّة في جانب واحد من الحجاب الحاجز (سواء أكانتا فوقه أو تحته)، أو أنَّ خلايا اللِمفومة موجودة في جزء واحد من عضو ما وفي العُقد اللِمفية قُرب هذا العضو (في الجانب نفسه من الحجاب الحاجز). وقد يكون هناك خلايا لٍمفومة في مجموعة أُخرى من العُقد اللِمفية في الجانب نفسه من الحجاب الحاجز. المرحلة 3: تكون اللِمفومة في هذه المرحلة موجودة في العُقد اللِمفية فوق وتحت الحجاب الحاجز. وقد توجد أيضاً في أحد أجزاء نسيج أو عضو من الأعضاء (كالكبد أو الرئة أو العظام) قُرب إحدى هذه المجموعات من العُقد اللِمفية المُصابة. وقد تكون موجودة في الطِّحال أيضاً. المرحلة 4: توجد خلايا اللِمفومة في هذه المرحلة في عدَّة أجزاء من عضو أو نسيج واحد أو أكثر، أو أنَّها تكون موجودة في عضو (كالكبد، أو الرئة أو العظم) وفي مجموعة عُقد لِمفيَّة بعيدة في الوقت نفسه. يُعدُّ المرض راجعاً (أو ناكساً) إذا عاد ثانية بعد المُعالجة. قد يقوم الطبيبُ بالإضافة إلى التصنيف السابق، بوضع الأعراض في مجموعتين أ ، ب أيضاً:
أ: لا يُعاني المريض من خسارة وزن، أو من تعرُّق ليلي غزير، أو من حُمَّى.
ب: يعاني المريض في هذه المرحلة من خسارة وزن، أو من تعرُّق ليلي غزير، أو من الحُمَّى.
يكون لدى المرضى الذين يعانون من أعراض المرحلة (ب) مآلٌ أسوأ من المرضى الذين يعانون من أعراض المرحلة (أ). 
المُعالجة
الهدفُ من مُعالجة لِمفومة هودجكين هو قتل كلِّ ما يُمكن قتله من الخلايا الشاذَّة. ويعتمد اختيارُ طريقة المعالجة على عوامل كثيرة. يناقش الطبيب طُرُق المُعالجة المُتاحة مع المريض قبل البدء بالمُعالجة. تعتمد سُبُلُ المُعالجة المناسبة للمريض على:
نوع لِمفومة هودجكين التي يُعاني منها (يكون لدى مُعظم المرضى النوع الكلاسيكي من لِمفومة هودجكين).
المرحلة التي بلغتها هذه اللِمفومة (أي المكان أو الأماكن التي وُجدت فيها).
حجم اللِمفومة: إذا كان قطرها قد تجاوز عشرة سنتيمترات.
عُمر المريض.
فيما إذا كان المريض يُعاني من خسارة وزن، أو تعرُّق ليلي غزير، أو حُمَّى.
تكون معالجة لِمفومة هودجكين إشعاعية أو كيميائية عادةً، وقد تُستخدم كلتا الطُريقتين في بعض الأحيان. وتعتمد قراراتُ المعالجة على المرحلة التي بلغها المرض، وموضعه في الجسم، وأعراضه التي ظهرت عند المريض، وعلى الحالة الصحِّية العامَّة للمريض وعمره. قد تُستعمل المُعالجة الإشعاعيَّة في المراحل المُبكِّرة للِمفومة هودجكين، ولكنَّها تُستعمَل بعد المُعالجة الكيميائيَّة عادةً. تستعمل المعالجة الإشعاعية أشعَّة عالية الطاقة لقتل خلايا السرطان ووقفها عن النموِّ والانتشار. وتأتي الأشعَّة التي تُعالج الخلايا من جهاز يصوِّب الأشعَّةَ إلى بُقعة مُحدَّدة من الجسم. قد تُعالج لِمفومة هودجكين من النمط العُقَيدي، الذي تُهيمن فيه اللِّمفاويات بالأشعَّة، وحدها. يتلقَّى مرضى لِمفومة هودجكين المعالجة الإشعاعية غالباً كمرضى خارجيين في المستشفى أو في العيادة، وينبغي أن تُعطى لمدَّة خمسة أيَّام في الأُسبوع لعدَّة أسابيع. ويُقصد بالمرضى الخارجيين أنَّ المرضى يذهبون إلى منازلهم بعد كُلِّ جلسة معالجة. ترتبط الآثارُ الجانبية للمُعالجة الإشعاعية بشكل رئيسي بنوع هذه المُعالجة، وجرعة هذه الُمعالجة، والجزء من الجسم الذي يخضع للمعالجة. ومن الآثار الجانبية المُحتملة المألوفة للمعالجة الإشعاعية: الغثيان والقيء والإسهال. وربَّما يعاني المريض من تقرُّح وجفاف في الحلق، وصعوبة في البلع. وربَّما يشعر المريض، فضلاً عن ذلك، بالإعياء ويصبح جلده في منطقة المُعالجة أحمرا جافاً وحساساً، وقد يفقد المريض شعره في منطقة المُعالجة. تعني المُعالجة الكيميائية استخدام أدوية لقتل خلايا السرطان. وهي تُستخدم في المراحل الأكثر تقدُّماً من لِمفومة هودجكين. يصف الطبيب لمُعالجة لِمفومة هودجكين توليفةً من عدَّة أدوية تعمل معاً؛ وهي تُدعى باسم الجرعات الكيميائية. هناك عدَّةُ أنواع من المُعالجة الكيميائية التي قد يتلقَّاها المريض. كما أنَّها قد تُعطى بطُرُق مُختلفة أيضاً، حيث يُعطى بعض هذه الأدوية عن طريق الفم، ويُعطى بعضها الآخر حقناً، بالوريد أو في المنطقة حول النخاع الشوكي. وينتقل الدواء مع تيار الدم إلى كلِّ مكان في الجسم تقريباً. تعتمد التأثيراتُ الجانبيَّة للمعالجة الكيميائية إلى حدٍّ بعيد على نوع الأدوية المُستخدمة وجُرعاتها. يُمكن أن تُؤذي الأدوية الكيميائية الخلايا السليمة التي تنقسم بسرعة، مثل:
خلايا الدم، مما قد يؤثِّر في قدرة المريض على مُقاومة العدوى.
خلايا جذور الشعر، ممَّا يسبِّب تساقط الشعر.
الخلايا التي تُبطِّن الجهاز الهضمي، مما يسبِّب الغثيان والقيء وتقرُّحات الفم أو الشفتين، واضطراب البلع.
تُعطى المُعالجة الكيميائية على أشواط عادة، بحيث يكون هناك فترة مُعالجة يتلوها فترة راحة، ثم فترة مُعالجة ثانية، وهكذا. قد يكون زرعُ الخلايا الجذعيَّة خياراً في مُعالجة لِمفومة هودجكين الناكسة برغم المُعالجة. والخلايا الجذعيَّة هي خلايا تُتيح لنقي العظم أن يُعيد إنتاج جميع خلاياه الدمويَّة. تجري عملية زراعة الخلايا الجذعيَّة في المستشفى. ويتمُّ في هذا النوع من المُعالجة أخذ الخلايا الجذعية بجمعها من مُتبرِّع أو من المريض نفسه، ثمَّ تجميدها وتخزينها لاستعمالها في وقت لاحق. وقد تحتاج هذه الخلايا، إذا كانت قد اُخذت من المريض نفسه، إلى مُعالجة لقتل خلايا اللِمفومة التي قد تكون موجودة بينها، وذلك قبل تجميدها وتخزينها. تُستعمل جرعات عالية من المُعالجة الكيميائيَّة والإشعاعيَّة للتخلُّص من نقي العظم ومعه، كما يُؤمل، جميع الخلايا السرطانية؛ ثمَّ تُعطى الخلايا الجِذعيَّة للمريض بعد ذلك بواسطة أُنبوب مَرِن يوضع في وريد كبير في رقبة أو صدر المريض. وتنمو خلايا دم جديدة من الخلايا الجِذعيَّة المزروعة. يُمكن استعمال خلايا جذعيَّة مأخوذة من جسم المريض نفسه أو من مُتبرِّع. وهناك عدَّة أنواع من زراعة الخلايا الجذعيَّة منها:
زراعة الخلايا الجذعيَّة ذاتيَّة المنشأ.
زراعة الخلايا الجذعية خَيفيَّة (غيريّة) المنشأ.
زراعة الخلايا الجذعيَّة إسويَّة المنشأ.

الخُلاصة
مرضُ هودجكين هو نوع من اللِمفومة. أمَّا اللِمفومات فهي سرطانات تنمو في الجهاز اللِمفي، الذي يُعدُّ جزءاً من الجهاز المناعي للجسم. وعمل الجهاز اللِمفي هو مُقاومة الأمراض والعدوى. تحدث لِمفومة هودجكين بسبب تبدُّلات في المادَّة الجِينيَّة. ويُمكن أن تحدث هذه التبدُّلات نتيجة لأسباب مُختلفة، قد تكون وراثية في بعض الأحيان. كما قد تحدث التبدُّلاتُ في الصبغيَّات أيضاً نتيجة التعرُّض لبعض الأمراض المُعدية، أو أدوية مُعيَّنة، أو التبغ، أو بعض المواد الكيميائيَّة، أو عوامل أُخرى. تُستخدم في تدبير لِمفومة هودجكين عادة المُعالجة الإشعاعية أو المُعالجة الكيميائية، أو مُشاركة بينهما، أو زراعة الخلايا الجذعية. ويعتمد اختيارُ نوع المعالجة على المرحلة التي بلغها السرطان، وعلى الحالة الصحِّية العامة للمريض. يُمكن الآن، بفضل تطوُّر العلوم الطبِّية، شفاء مُعظم المرضى الذين يُصابون بلِمفومة هودجكين، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لعدَّة سنوات.

ورمُ القواتم



ورمُ القواتم هو نوعٌ نادر من الأورام. وهو يبدأ عادة في خلايا غُدة واحدة من غُدتي الكُظر. وعلى الرغم من كونه ورماً حميداً في العادة، إلاَّ أنَّ ورمَ القواتم غالباً ما يجعل الغدةَ الكظرية تصنع كميات زائدة من الهرمونات. وهذا ما قد يؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم. كما يمكن أيضاً أن يسبب أعراضاً من قبيل: • حالات صداع. • تعرُّق. • خفقان القلب. • حالة ارتجاف. • شحوب شديد. وفي بعض الأحيان، يكون ورمُ القواتم جزءاً من حالة صحية أخرى تدعى باسم متلازمة الأورام الصماوية المتعدِّدة (MEN). وغالباً ما يكون الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة مصابين بسرطاناتٌ أخرى، ومشكلات أخرى أيضاً تتعلَّق بالهرمونات. يستخدم الأطباءُ الفحوصَ المختبرية والفحوص التصويرية من أجل تشخيص ورم القواتم. والجراحةُ هي المعالجة الأكثر شيوعاً في هذه الحالة. لكن هناك سبل معالجة أخرى تشتمل على المعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية والمعالجة المستهدفة. تَستخدم المعالجةُ المستهدفة مواد تهاجم الخلايا السرطانية من غير إلحاق الضَّرر بالخلايا الطبيعية. 
مقدمة
ورمُ القواتم هو نوعٌ نادر من الأورام. وعادة ما يبدأ هذا الورم في خلايا واحدة من غدتي الكظر. غالباً ما يكون هذا الورمُ حميداً، أي أنه ليس سرطانياً. على الرغم من أنَّ ورمَ القواتم يكون حميداً غالباً، إلا أنه قد يجعل غدة الكظر تصنع كميات زائدة من الهرمونات. وهذا ما قد يؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم وإلى أعراض أخرى كثيرة. الجراحةُ هي المعالجةُ الأكثر شيوعاً لهذا الورم. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي ورم القواتم. وهو يتناول أعراض هذا النوع من الأورام وأسبابه. كما يتحدَّث عن تشخيصه ومعالجته أيضاً. 
الغُدتان الكُظريتان
توجد الغدتان الكظريتان على قمة كل كلية من الكليتين. والكليتان عضوان واقعان في منتصف أسفل الظهر، على جانبي العمود الفقري. وعلى كل كلية غدة كظرية واحدة. وتكون الغدةُ الكظرية على شكل مثلَّث. تصنع غدَّتا الكظر هرمونات مهمَّة. ومن هذه الهرمونات:
الكورتيزول.
الألدوستيرون.
التِّستوستيرون.
الأستروجين.
يساعد هرمونُ الكورتيزول الجسمَ على استخدام الغلوكوز، وهو نوع من السكر موجود في الجسم. كما يساعد في تنظيم استخدام الجسم للبروتينات والدهون. يساعد هرمونُ الألدوستيرون في ضبط التوازن بين الماء والملح في الجسم. كما يساعد أيضاً في المحافظة على ضغط الدم الطبيعي. أمَّا هرمون التستوستيرون فهو ما يجعل الجسم يمتلك خصائص جنسية ذكرية. ومن الأمثلة على هذه الخصائص شعر الوجه، والصوت العميق، ونمو العضلات. يُصنع هذا الهرمون في الخصيتين بشكل رئيسي. وتقوم غدَّتا الكظر بتصنيع القليل من هذا الهرمون أيضاً. وأمَّا الإستروجين فهو الهرمون الذي يجعل الجسم يمتلك الخصائص الجنسية الأنثوية. ومن الأمثلة على هذه الخصائص نمو نُسُج الثدي. ويتم صنع هذا الهرمون في غُدتي الكظر وفي المبيضين أيضاً. تقوم غدتا الكظر أيضاً بصنع هرمونات تدعى باسم "كاتيكولامين". وتشتمل هذه الهرمونات على ما يلي:
إيبينيفرين، وهو يدعى باسم أدرينالين أيضاً.
نورإيبينيفرين، وهو يدعى باسم نورأدرينالين أيضاً.
إن هذان الهرمونان يساعدان الجسم على الاستجابة لحالة التوتر والشدة النفسية. وهما يرفعان معدَّل ضربات القلب وضغط الدم عند دخولهما في مجرى الدم. وهذا ما يحدث استجابة للأوضاع التي تتسم بالشدة والتوتر. 
الأعراض
إنَّ ورمَ القواتم يجعل غدة الكظر أحياناً تصنع كمية زائدة جداً من الهرمونات. وهذه الهرمونات الزائدة تسبب أعراضاً. العلامةُ الشائعة لورم القواتم هي ارتفاع ضغط الدم. لكن هذا لا يعني أن كلَّ من لديه ارتفاع ضغط الدم يكون مصاباً بورم القواتم. إن هذا النوع من الورم حالة نادرة. قد يتبع ارتفاع ضغط الدم حالةٌ من انخفاض ضغط الدم. وغالباً ما تبدأ نوبة ارتفاع ضغط الدم بتغير في نَظم التنفس وبخفقان القلب. وقد تحدث هذه النوباتُ عدَّةَ مرات في الأسبوع. كما يمكن أن تستمر من ربع ساعة إلى ساعة كاملة في كل مرة. من الممكن أن تحدثَ نوبات ارتفاع ضغط الدم بعد:
تغيير في وضعية الجسم.
شدة نفسية أو قلق.
جهد بدني.
التغوُّط.
رفع ثقل.
إن هذه النشاطات يمكن أن تضغط على الورم، ممَّا يؤدي إلى بدء الأعراض. إن الأعراض الشائعة الأخرى لورم القواتم:
الشحوب الشديد.
التعرُّق المفرط.
الإحساس بالارتجاف.
صداع يكون شديداً في أغلب الأحيان.
خفقان القلب أو تسرع دقاته.
من الممكن أن تشتملَ الأعراض على ما يلي أيضاً:
نوبات من القلق أو الذعر.
غثَيان أو تقيُّؤ.
ألم في أسفل الصدر أو في أعلى البطن.
الحساسية للحرارة.
نقص غير مقصود للوزن.
ضعف.

الأسباب
إن مقدمي الرعاية الصحية غير واثقين من سبب حدوث ورم القواتم. لكنهم يعرفون أن هذا النوع من الأورام يبدأ في خلايا خاصَّة موجودة في غدتي الكظر. تدعى هذه الخلايا الخاصة باسم "الخلايا أليفة الكروم". توجد الخلايا أليفة الكروم في مركز الغدة الكظرية. ويحدث ورم القواتم عندما تنمو هذه الخلايا نمواً غير مضبوط. غالباً ما يصيب ورمُ القواتم غدة واحدة فقط من غدتي الكظر. لكن الغدة يمكن أن تصابَ بأكثر من ورم واحد. كما يمكن أن يظهر الورم في الغدتين معاً أحياناً. في حالات نادرة، يمكن أن يظهرَ هذا النوعُ من الأورام خارج غدتي الكظر وهذا لأن الخلايا أليفة الكروم موجودة في النسج العصبية في مختلف أنحاء الجسم. تُدعى هذه الأورام باسم "أورام المُستَقتِمات". وقد تظهر في المناطق التالية:
على امتداد الحبل الشوكي.
في المثانة.
في القلب.
في الرقبة.
في بعض الأحيان، يتكرَّر ظهورُ ورم القواتم في العائلة الواحدة، أو يكون جزءاً من حالة وراثية تشتمل على ما يلي:
متلازمة الأورام الصماوية المتعدِّدة من النوع الثاني.
الورم الليفي العصبي من النوع الأول.
داء فون هيبل لينداو.
إن الأشخاص المصابين بمتلازمة الأورام الصماوية المتعددة من النوع الثاني يُصابون بورم القواتم إلى جانب سرطانات أخرى ومشكلات أخرى تتعلَّق بالهرمونات. يظهر ورم القواتم أحياناً لدى الأشخاص المصابين بالورم الليفي العصبي من النوع الأول. وتسبب هذه الحالة ظهور أورام متعدِّدة في أجزاء أخرى من الجسم أيضاً، مثل الجلد و العصب البصري. داءُ فون هيبل لينداو هو مرضٌ وراثي نادر. وهو يؤدي إلى نمو أورام وكيسات في الجسم. ويكون الشخصُ المصاب بهذا الداء معرضاً لخطر كبير من حيث الإصابةُ بورم القواتم. 
التشخيص
يطرح مقدم الرعاية الصحية في البداية على المريض أسئلة عن أعراضه وعن تاريخه الطبي. كما يجري فحصاً جسدياً للمريض. كما يطرح مقدم الرعاية الصحية أيضاً أسئلة عن التاريخ الطبي للعائلة، لأنَّ ظهورَ ورم القواتم يتكرَّر في العائلة الواحدة أحياناً. هناك اختبارات كثيرة يمكن أن تساعد في تشخيص ورم القواتم. وتستطيع فحوص الدم والبول إظهار ما إذا كانت هناك مستويات مرتفعة لهرمونات معينة. ومن هذه الهرمونات:
أدرينالين.
نورأدرينالين.
ميتانيفرين.
قد يكون على المريض أن يقومَ بجمع البول على امتداد أربعة وعشرين ساعة، من أجل إجراء فحص البول. إذا أشار فحصُ الدم وفحص البول إلى وجود ورم القواتم، فإن الخطوة التالية هي إجراء الاختبارات التصويرية. وغالباً ما يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب للبطن. وقد تكون هناك حاجة إلى إجراء التصوير المقطعي المحوسب لأجزاء أخرى من الجسم أيضاً. من الممكن استخدامُ اختبارات تصويرية أخرى. ومنها:
التصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير الومضاني بمادَّة تُدعى ميتا يودو بنزيل غوانيدين MIBG.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

المعالجة
عند معالجة ورم القواتم، ينصح مقدموا الرعاية الصحية عادة باللجوء إلى الجراحة من أجل إزالة الورم. وغالباً ما تتم إزالة الغدة الكظرية المصابة بالكامل. وفي معظم الحالات، فإن الأعراض والعلامات تختفي بعد العملية الجراحية. قبلَ العملية الجراحية، يُعطى المريض أدوية في العادة من أجل ضبط الأعراض. وفي البداية، يتم إعطاء المريض "حاصرات ألفا" من أجل تخفيض ضغط الدم. وبعد ذلك، يمكن إعطاؤه "حاصرات بيتا" من أجل ضبط ضربات القلب الغير منتظمة. وهذه الأدويةُ تمنع آثار الهرمونات الزائدة التي ينتجها الورم. من الممكن أيضاً إعطاءُ المريض أدوية أخرى من أجل ضبط ضغط الدم، وذلك من قبيل "حاصرات قنوات الكالسيوم". ويقرر مقدم الرعاية الصحية الدواء الأفضل للمريض. قد تكون الجراحةُ غيرَ ممكنة في بعض الحالات. وإذا كان المريض غير قادر للخضوع للجراحة، فقد يعطى الأدوية نفسها التي تُعطى قبل الجراحة عادة، وذلك من أجل ضبط الأعراض. يكون ورمُ القواتم حميداً عادة، أي غير سرطاني. لكن الورم يمكن أن يكون سرطانياً في بعض الحالات النادرة. وفي هذه الحالة، فقد تكون هناك حاجة إلى اللجوء إلى معالجات أخرى. وهذا ما قد يشتمل على:
الاجتذاذ (الاستئصال الكامل).
المعالجة الكيميائية.
المعالجة الإشعاعية.

الخلاصة
ورمُ القواتم هو نوعٌ نادر من الأورام. وهو يبدأ عادة في خلايا واحدة من غدتي الكظر. غالباً ما يكون هذا الورم حميداً. وهذا يعني أنه غير سرطاني. لكنَّ هذا الورمَ يمكن أن يكون سرطانياً في بعض الحالات النادرة. قد يؤدِّي ورم القواتم إلى جعل الغدة الكظرية تنتج كميات زائدة من الهرمونات. وهذا ما يمكن أن يؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم، وإلى أعراض كثيرة أخرى، ومن بينها:
الشحوب المفرط.
الارتجاف.
الصداع.
خفقان القلب.
التعرُّق.
إن مقدمي الرعاية الصحية غير واثقين من السبب الذي يؤدي إلى ظهور ورم القواتم. لكنَّ ظهورَ هذا الورم يمكن أن يتكرَّر في العائلة الواحدة. تستطيع اختبارات وفحوص الدم والبول إظهار ما إذا كان هناك مستويات مرتفعة لبعض الهرمونات. و يمكن إجراء الفحوص التصويرية. وغالباً ما تكون الجراحةُ هي المعالجة الأكثر شيوعاً لهذا الورم. وقد يتم إعطاءُ المريض أدوية قبلَ الجراحة من أجل ضبط الأعراض. 
 

سَرطانُ الدَّرَق



سَرطانُ الدَّرَق هو سرطانٌ شائع، يصيب غُدَّةً موجودة في الرقبة تُدعى الغُدَّةَ الدَّرَقية. تتوضع الغُدَّةُ الدَّرَقيَّة على جانبي الحنجرة، وتتألَّف من فَصَّين يجتمعان على شكل فراشة. تفرز الغُدَّةُ الدَّرَقية العديدَ من الهرمونات الأساسية التي تؤثِّر في سرعة القلب
وضغط الدم وحرارة الجسم والوزن ومستويات الكالسيوم في الجسم. تُسمَّى الأورامُ التي تظهر في الغُدَّة الدَّرَقية عُقَيدات. والعُقَيداتُ السرطانية يمكن أن تغزو الأنسجة والأعضاء المجاورة، كما يمكن أن تنتشر أيضاً إلى أجزاء أخرى من الجسم. وقد تكون العُقَيدات السرطانية خطيرة على الحياة، حيث يمكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى مختلف أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية والقنوات اللمفية. وفي الغالب لا يعطي سرطان الدَّرَق أعراضاً في مراحله الباكرة. ومن الأعراض الشائعة لهذا السرطان: • كتلة في مقدِّمة العنق. • بحَّة الصوت أو تغيُّر في نبرته. • تضخُّم العقد اللمفية في الرقبة. • صعوبة في البلع والتنفُّس. • ألم مستمر في البلعوم أو الرقبة. لا تدلّ هذه الأعراض في الغالب على أنَّ الشخص مصاب بالسرطان، ولكن على كل شخص يعاني من هذه الأعراض مراجعة الطبيب إذا استمرَّت أكثر من أسبوعين. وتجري معالجة سرطان الدَّرَق بواحدة من الطرق التالية: • الجراحة. • المعالجة بهرمون الدَّرَق. • المعالجة باليود المشع. • المعالجة الشعاعية الخارجية (من خارج الجسم). • المعالجة الكيميائيَّة. وبحسب طريقة المعالجة المعتمدة، يمكن أن يحتاج المريض إلى أدوية خاصَّة يتناولها مدى الحياة لكي تُعيض عن الهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى التي كانت تفرزها الغُدَّة المُستأصلة أو النسيج التالف. 
مقدِّمة
الدَّرَق هو غُدَّة في الرقبة. وسرطانُ الدَّرَق سرطان شائع، تشكِّل نسبته من واحد إلى خمسة بالمائة من مجموع حالات السرطان في العالم. مع التقدُّم التقني في مجال الطبِّ، يجري كشفُ حالات كثيرة من سرطان الدَّرَق في مراحل مبكِّرة. وكلَّما بدأت المعالجةُ باكراً كانت فرصُ الشفاء أفضل. وتعدُّ معظم حالات سرطان الدَّرَق قابلة للشفاء بالمعالجة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم سرطان الدَّرَق ومعرفة المعالجات المتوفِّرة. 
تشريح الدرق
الدَّرَق غُدَّة تقع في مقدِّمة العنق، وتتوضَّع تحت الحنجرة. تكون الغُدَّة الدَّرَقية السليمة أكبر قليلاً من قطعة نقود معدنية صغيرة. تتألَّف الغُدَّةُ الدَّرَقية من قسمين يظهران على شكل فراشة. ويُسمَّى كل قسم فَصَّاً. وهناك قطعة من النسيج تفصل بين الفَصين تُسمَّى البَرزَخ. تحوي الغُدَّة الدَّرَقية أنماطاً عديدة من الخلايا، منها الخلايا الجُريبية والخلايا سي. وهي تنتج العديد من الهرمونات الأساسية، ومنها هرمون الدَّرَق والكالسيتونين. يؤثِّر هرمون الدَّرَق في سرعة القلب وضغط الدم وحرارة الجسم والوزن، وتفرزه الخلايا الجُّريبيَّة في الدَّرَق. يحافظ هرمون الكالسيتونين على المستوى الطبيعي للكالسيوم في الجسم. ويجري إفرازُ الكالسيتونين من الخلايا سي في الدَّرَق. الغددُ المجاورة للدَرَق (الدُّريقات) هي غدد ملتصقة بالدَّرَق من الخلف. وهناك أربع أو أكثر من هذه الغُدد الصغيرة التي تفرز هرمون جارات الدَّرَق (الباراثيرويد أو الهُرمون الدُّريقي)، وهو مهم أيضاً في الحفاظ على المستوى الطبيعي للكالسيوم في الجسم. 
سرطان الدرق
يتألَّف الجسم من خلايا شديدة الصغر. تنمو الخلايا السليمة في الجسم، وتموت وفق نظام مضبوط. في بعض الأحيان، تستمرُّ الخلايا بالانقسام والنمو بطريقة غير مضبوطة، ممَّا يسبِّب نمواً غير طبيعي يُسمَّى ورماً. تُسمَّى أورام الغُدَّة الدَّرَقية عُقَيدات. وتكون أكثر من تسعين بالمائة من العُقَيدات سليمة، أو غير سرطانية. ولا تشكِّل الأورام السليمة خطراً على الحياة في الأحوال العادية، ولا حاجة إلى استئصالها. إذا كانت العُقيدةُ سرطانية، فإنَّها تُسمَّى عُقيدة خبيثة. ويمكن أن تُستأصل العُقَيدات الخبيثة، لكنَّها قد تعود إلى الظهور. والخلايا الخبيثة يمكن أن تغزو الأنسجة والأعضاء الأخرى من الجسم. وتشكِّل العُقَيداتُ الخبيثة، مثل الكثير من الأورام السرطانية، خطراً على الحياة. يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم عبر الأوعية الدموية والقنوات اللمفية. اللمف هو سائل رائق ينزح الفضلات من الخلايا. ويمرُّ اللمف عبر أوعية خاصَّة وأجسام تشبه حبَّات الفاصولياء تُسمَّى العقد اللمفية. يتوزَّع الجهاز اللمفي في كلِّ أنحاء الجسم. تُستخدَم المعالجاتُ السرطانيَّة لقتل الخلايا السرطانية التي تنمو بشكل شاذ، أو للسيطرة على هذه الخلايا. تُسمَّى السرطانات بحسب العضو الذي بدأت فيه؛ فالسرطانُ الذي يبدأ في الدَّرَق يسمَّى سرطان الدَّرَق دائماً حتى إذا انتقل إلى أماكن أخرى. هناك أنواع عديدة من سرطان الدَّرَق؛ والسرطانات الحُليمي والجُّريبي واللبِّي هي أنواع بطيئة النمو من سرطان الدَّرَق، ويمكن معالجتها بسهولة إذا اكتُشفت باكراً. إن سرطان الدَّرَق الكشمي ولمفومة الدَّرَق هما نوعان نادران من سرطان الدَّرَق. وقد يكون علاج هذين النوعين أكثر صعوبة. 
أسباب سرطان الدرق وعوامل الخطورة
يمكن للأطبَّاء أن يحدِّدوا المكانَ الذي بدأ فيه السرطان، لكن لا يمكن في العادة معرفةُ سبب السرطان. أظهرت البحوث أنَّ من لديهم عوامل خطورة محدَّدة يكونون أكثر تعرُّضاً من غيرهم للإصابة بسرطان الدَّرَق. إن عامل الخطورة هو أيُّ شيء يزيد من احتمال الإصابة بمرض ما. لا يعني وجودُ عامل خطورة أو أكثر عند الشخص أنَّه سوف يُصاب بسرطان الدَّرَق حتماً. كما أنَّه من الممكن أن يُصاب شخص بسرطان الدَّرَق دون أن يكون لديه أيُّ عامل من عوامل الخطورة. إن التعرُّض لمستويات عالية من الإشعاع يزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان الدَّرَق الحُليمي أو الجُّريبي. وقد كان الأطبَّاء، بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي، يستخدمون جرعات عالية من الأشعَّة السينية لمعالجة الأطفال الذين يعانون من ضخامة في اللوزتين، أو حب الشباب، أو غيرها من الأمراض. وقد ظهر سرطان الدَّرَق لدى بعض من تعرَّضوا لهذه المعالجات. في الوقت الحاضر، يجري استخدامُ جُرعات منخفضة جداً من الأشعَّة السينية، ومع ذلك على المريض أن يناقش الطبيب وطبيب الأسنان في مسألة الحدِّ من تعرُّضه للأشعة السينية إلى أقصى حدٍّ ممكن. يُعدُّ الغبار الذرِّي المشع مصدراً آخر للإشعاع؛ وهو يشمل الغبار الناجم عن التجارب النووية، والحوادث التي تقع في مصانع الطاقة النووية، وما يصدر عن مصانع إنتاج الأسلحة النووية. يكون الشخص أكثرَ تعرُّضاً لاحتمال الإصابة بسرطان الدرق إذا كان في أسرته شخصٌ سبقَ أن أُصيب بهذا السرطان. إن التغيرات في بعض الجينات يمكن أن تزيد خطر ظهور سرطان الدَّرَق، ويمكن التحرِّي عن ذلك من خلال إجراء اختبارات الدم. الدُراقُ هو تضخُّم الغُدَّة الدَّرَقية؛ فإذا كان المريضُ أو أحد أفراد عائلته مصاباً بالدُراق، فإنَّه يكون معرَّضاً للإصابة بسرطان الدَّرَق الحُليمي. كما يزداد خطر الإصابة بهذا السرطان إذا كان لديه أو لدى أحد أفراد عائلته أورام عديدة في القولون أو المستقيم. تكون النساءُ أكثر من الرجال تعرُّضاً لاحتمال الإصابة بسرطان الدَّرَق. كما أنَّ معظم المصابين بسرطان الدَّرَق هم فوق الخامسة والأربعين من العمر. يُعدُّ مستوى اليود من عوامل الخطورة المحتملة لسرطان الدَّرَق؛ واليود مادَّة توجد في المحار وفي الملح المُيَودن. إذا كان مقدار اليود منخفضاً جداً في طعام الشخص، فقد يزداد احتمال إصابته بسرطان الدَّرَق الجريبي. وإذا كان مقداره عالياً جداً، فقد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدَّرَق الحُليمي. 
أعراض سرطان الدرق
إنَّ الطريقة الأفضل لمعالجة سرطان الدَّرَق هي اكتشافه مبكِّراً. ولكنَّ سرطان الدَّرَق لا يعطي أعراضاً في مراحله المبكِّرة، فالأعراضُ تظهر مع نموِّ الورم. الأعراض الشائعة لسرطان الدَّرَق هي:
كتلة في مقدِّمة العنق.
بحََّّة في الصوت أو تغيُّر في نبرته.
ضخامة العقد اللمفية في الرقبة.
صعوبة في البلع والتنفُّس.
ألم مستمر في البلعوم أو الرقبة.
وهذه الأعراض لا تدلُّ في الغالب على أنَّ الشخص مصاب بالسرطان، ولكن على كل من يعاني من هذه الأعراض مراجعة الطبيب إذا استمرَّت أكثر من أسبوعين؛ فمثلُ هذه الأعراض يمكن أن تنجم عن عدوى أو عن دُراق حَميد أو غير ذلك من الأمراض. 
تشخيص سرطان الدرق
إذا لم تتراجع هذه الأعراضُ في غضون أسبوعين، فإنَّ على المريض مراجعة الطبيب حتَّى يعرف ما إذا كانت هذه الأعراضُ ناجمة عن سرطان الدَّرَق أو عن سبب آخر. يسأل الطبيب عن القصَّة العائلية، ويمكن أن يُجري اختبارات أخرى للتوصُّل إلى التشخيص. كما يمكن أن يجري الطبيب فحصاً سريرياً للتحرِّي عن وجود كتلة في الدَّرَق. ويمكن أيضاً فحص العنق للبحث عن أورام أو تورُّم. قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات دموية للتحرِّي عن مستوى الهرمون المنبِّه للدَرَق TSH في الدم؛ فإذا كان هذا الهرمون مرتفعاً أو منخفضاً، فإن هذا يدلُّ على أنَّ الغُدَّة الدَّرَقية لا تعمل جيِّداً. كما يمكن التحرِّي عن مستوى الكالسيتونين الذي قد يشير إلى وجود سرطان الدَّرَق اللبِّي. يمكن إجراء صورة للدَرَق بالأمواج فوق الصوتية. تُستخدم أمواج صوتية بحيث تشكِّل أصداءُ هذه الأمواج صوراً للغُدَّة الدَّرَقية. قد يطلب الطبيب إجراء مسح شُعاعي للغُدَّة الدَّرَقية، حيث يُطلب من المريض أن يبتلع كمِّيةً قليلة من مادة مشعَّة؛ ثم يُظهر التصوير مقدار المادة التي تمتصها العُقَيدات؛ فالعُقَيدات التي تمتص مقداراً ضئيلاً من المادة تسمَّى عُقَيدات "باردة". وهذه العُقَيدات يُمكن أن تكون سرطانية. تعدُّ الخزعةُ هي الطريقة المؤكَّدة الوحيدة لتشخيص سرطان الدَّرَق. ويوجد نوعان من الخزعات: الرَّشف بالإبرة الرَّفيعة، والخزعة الجراحية. الطريقة الأكثر استخداماً للحصول على الخزعة هي الرشف بالإبرة الناعمة، حيث تُستخدَم إبرة رفيعة لأخذ عيِّنة صغيرة من العقيدة الدَّرَقية. ويمكن الاسترشاد بالأمواج فوق الصوتية في هذا الإجراء. قد يحتاج الأمرُ إلى إجراء خزعة جراحية إذا فشلت طريقة الرشف بالإبرة الرَّفيعة في الوصول إلى التشخيص. وفي الخزعة الجراحية، يقوم الجرَّاح باستئصال عُقيدة كاملة من خلال عملية جراحية. يقوم اختصاصيُّ تشريح مرضي بدراسة نسيج الخزعة تحت المجهر للتحرِّي عن وجود خلايا سرطانية. 
مراحل سرطان الدرق
يجري الأطبَّاء اختبارات طبية لمعرفة مدى تقدُّم السرطان، وهذا ما يُعرف بتحديد مرحلة السرطان. وهو يساعد على تحديد العلاج الأنسب لحالة المريض. وتُحدَّد المراحل عادة بترقيمها من 1 إلى 4، حيث يشير الرقم الأصغر إلى المرحلة الأبكر. إن تحديد المرحلة يفيد في وضع خطة العلاج المناسبة. عند تحديد مرحلة سرطان الدَّرَق، يبحث الأطباء عن:
حجم العُقيدة.
هل السرطان منتشر أم لا؟ وإذا كان منتشراً، فما هي منطقة الانتشار؟
يمكن أن يطلب الطبيب بعض الاختبارات لمعرفة ما إذا كان السرطان منتشراً أم لا. يُظهر التصوير بالأمواج فوق الصوتية انتشار السرطان إلى العقد اللمفية أو إلى انسجة أخرى مجاورة للدَرَق. يمكن إجراء تصوير طبقي محوري للحصول على سلسلة صور مفصَّلة عن الدَّرَق والعقد اللمفية والمناطق الأخرى من الرقبة والصدر. كما يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لأخذ صور مفصَّلة عن بعض المناطق في الجسم. ويُظهر هذا التصوير ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفية أو إلى مناطق أخرى أم لا. يمكن أن تُظهر الصورة الإشعاعية البسيطة للصدر ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الرئتين أم لا. كما يُمكن أن يظهر مسح كامل للجسم ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، حيث يجري حقنُ مادة مشعَّة عبر الوريد، فتقوم خلايا سرطان الدَّرَق بامتصاص هذه المادة التي تظهر بالمسح. 
علاج سرطان الدرق
يتوقَّف الخيار الأنسب للعلاج على المرحلة التي بلغها السرطان، وعلى نوع سرطان الدَّرَق، وعلى عمر المريض. يجري علاجُ سرطان الدَّرَق من خلال خيار واحد أو أكثر من خيارات المعالجة التالية. وفي هذا القسم شرحٌ لكلِّ خيار منها:
الجراحة.
المعالجة بهرمون الدَّرَق.
المعالجة باليود المشع.
المعالجة بالإشعاع الخارجي.
المعالجة الكيميائيَّة.
يخضع معظم مرضى سرطان الدَّرَق للجراحة من أجل استئصال غدة الدَّرَق كلها أو أجزاء منها، إضافة إلى الأنسجة المصابة الأخرى. تشمل الخياراتُ الجراحية استئصال غدة الدَّرَق بالكامل أو استئصال أحد فصي غدَّة الدَّرَق. وفي الاستئصال التام، تُستأصل الغُدَّة الدَّرَقية كلها من خلال شقٍّ جراحي في الرقبة. أمَّا في الاستئصال الفَصِّي، فيجري استئصال فص واحد مع البرزخ. كما يمكن إتلاف النسيج المتبقِّي بواسطة اليود المشع إذا لزم الأمر. إن المعالجة بهرمون الدَّرَق يمكن أن تبطئ نمو خلايا سرطان الدَّرَق المتبقِّية في الجسم بعد الجراحة. تُتلف المعالجةُ باليود المشع، وتُعَرف بالمعالجة باليود 131 أيضاً، خلايا الدَّرَق المتبقِّية في الجسم بعد الجراحة. تعطى المعالجة على شكل شراب أو كبسولات يتناولها المريض. وعندما تتلقَّى خلايا سرطان الدَّرَق كمية معيَّنة من اليود 131، فإنَّها تموت. إن المعالجة بالإشعاع الخارجي، وتُسمَّى أيضاً المعالجة بالأشعة، معالجة تستخدم أشعة عالية الطاقة لقتل خلايا السرطان. تستخدم المعالجة الكيميائيَّة أدوية لقتل خلايا السرطان. وتُعطى هذه الأدوية عادة عبر الوريد فتصل إلى الدم وتؤثر في الخلايا السرطانية في كل أنحاء الجسم. هناك أيضاً تجارب سريرية على مرضى سرطان الدَّرَق يجري فيها اختبار طرق طبِّية جديدة لمعالجة سرطان الدَّرَق. إن متابعةَ حالة المريض بعد معالجة سرطان الدَّرَق أمر مهم. تستطيع الاختبارات الدموية أن تتحرَّى عن عودة ظهور سرطان الدَّرَق أو أي شكل آخر من السرطان. ويعدُّ التحرِّي المبكر مهماً جداً في كل أنواع السرطانات. قد يحتاج المريض إلى أخذ مُتممات دوائية خاصة مدى الحياة، وهذا يتوقَّف على نوع العلاج الذي خضع له. إن أقراص المُتممات هذه تُعوِّض الجسم عن هرمونات الدَّرَق الطبيعية وغيرها من العناصر الكيميائيَّة الحيوية التي كان ينتجها النسيج الذي جرى استئصالُه أو إتلافه. 
الخلاصة
الدَّرَق غُدَّة تقع في مقدِّمة العنق. وعندما يبدأ السرطان في هذه الغُدَّة، فإنه يسمَّى سرطان الدَّرَق. من الأفضل دائماً اكتشاف ومعالجة سرطان الدَّرَق باكراً. لكن سرطان الدَّرَق لا يعطي أعراضاً في مراحله الأولى. ويبدأ ظهور الأعراض مع نمو الورم. هناك معالجات كثيرة لسرطان الدَّرَق. ومن العوامل التي تحدِّد المعالجة الأنسب للمريض: عمر المريض ومرحلة ونوع سرطان الدَّرَق لديه. إن متابعة حالة المريض بعد معالجة سرطان الدَّرَق أمر مهم. ويمكن أن تتحرَّى الاختبارات الدموية عن عودة سرطان الدَّرَق أو أي شكل آخر من السرطان. بفضل التقدُّم في مجال التقنية والمعالجات الطبية، يمكن اليوم معالجة سرطان الدَّرَق بنجاح إذا أمكن الكشف المبكِّر عنه. لذلك، يجب الحرصُ على التحدُّث إلى مقدِّم الرعاية الصحية إذا كانت لدى المريض أيَّةُ أسئلة. 

سرطان الخصية



تصنعُ الخصيتان الهرمونات الذكرية والنطاف، وهما عضوان لهما شكل البيضة، يتوضَّعان داخل الصّفَن، وهو الكيسُ الجلدي الرخو الذي يقعُ خلف القضيب. قد يُصاب الشخصُ بالسرطان في واحدة من الخصيتين أو في كلتيهما. يُصيب سرطانُ الخصية
بشكلٍ رئيسيّ الشباب بأعمار 20-39 سنة. وهو أكثر شيوعاً كذلك عند الرجال الذين: • كان لديهم تخلُّق خِصى شاذ. • كان لديهم خِصى غير نازلة. • لديهم تاريخ عائلي للسرطان. تتضمّن الأعراضُ ألماً أو تورّماً أو كُتلاً في الخصيتين أو المنطقة الأربية (أعلى الفخذ). يستخدمُ الأطباءُ الفحصَ الجسدي والفحوص المختبرية وفحوص التصوير والخَزعَة لتشخيص سرطان الخصية. ويمكن علاجُ معظم الحالات، لاسيَّما عند اكتشافها باكراً. تتضمَّن الخياراتُ العلاجية الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية أو كل العلاجات السابقة. ويعدُّ الفحصُ المنتظم بعد العلاج أمراً مهماً. وقد تتسبّب المعالجة بالعُقم، لذلك يجب أخذ بنوك النطاف بالاعتبار قبل المعالجة، في حال الرغبة بإنجاب الأطفال لاحقاً. 
مقدمة
تصنعُ الخصيتان الهرمونات الذكرية والنطاف، وهما عضوان لهما شكل البيضة، يتوضَّعان داخل الصّفَن، وهو الكيس الجلدي الرخو الذي يقعُ خلف القضيب. قد يُصاب الشخصُ بالسرطان في واحدة من الخصيتين أو في كلتيهما. يُصيب سرطانُ الخصية بشكلٍ رئيسيّ الشباب بأعمار 20-39 سنة. وهناك معالجة له، بيد أنَّها قد تُؤثّرُ في الخُصوبة. تساعدُ هذه المعلوماتُ الصحية على تكوين فهمٍ أفضل عن سرطان الخصية، وما الخيارات العلاجية المتوفِّرة. 
الجهاز التناسلي الذكري
يتضمّن الجهاز التناسلي الذكري ما يلي:
الخصيتان.
الجهاز القنوي، والذي يتألّف من البَربَخ والأَسهَر (القناة الناقلة للنطاف).
الغُدد الإضافيّة، والتي تشمل الحُويصلتين المنويتين وغدة البروستات.
القضيب.

تتوضّع الأعضاء التناسلية الذكرية داخل وخارج الحوض. الخصيتان هما غدَّتان لهما شكل البيضة، تتوضَّعان في كيس طري يقع خارج الحوض اسمه الصفن. للخصيتين وظيفتان رئيسيتان:
إنتاج النطاف، وهي الخلايا التناسليّة الذكرية.
إنتاج هرمونات، بما في ذلك التستوستيرون.

يشكّل البَربَخ والأسهَر الجهاز القنوي. وهما يتوضّعان على طول الخصيتين. يتكون البربخُ من أنبوبين، يصل كلُّ أنبوب الخصية إلى الأسهر. ويتوضّع هذا الجهاز داخل الصّفَن. الأسهَر هو أنبوب عضلي ينقلُ النطاف إلى الحويصلين المنويين. تتكون الغددُ الإضافية من الحويصلين المنويين وغدة البروستات. تحافظُ تلك الغدد على سلامة النطاف، وتصنعان المني أيضاً. الإحليلُ هو القناة التي تحملُ المني إلى خارج الجسم عبر القضيب. كما يحملُ البول من المثانةِ إلى خارج الجسم. يتألفُ القضيبُ من جزئين: جسم القضيب والحَشَفَة. يُدعى القسم الرئيسي للقضيب بالجسم، وتُسمى قمة القضيب بالحشفة أو رأس القضيب. توجد فتحة في نهاية الحشفَة، ويخرج المني والبول من الجسم من هذه الفتحة بعد المرور بالإحليل. 
سرطان الخصية
يتألف الجِسمُ من خَلايا صغيرة جدّاً. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم وتموت بطريقةٍ مَضبوطة. تَنقسم الخلايا وتَنمو في بعض الأحيان بطريقةٍ غير مَضبوطَة. ويَتسبَّب ذلك بنموّ شاذّ يُسمّى وَرَم. يُسمّى الوَرَم إن كان لا يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالوَرَم الحَميد، ويُطلق عليه أيضاً اسم نُموّ غير سَرطانيّ. والأورامُ الحَميدة غير مُهدِّدة للحياة عادةً. يُسمّى الوَرَم، إن كان يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة، بالوَرَم الخَبيث أو السَّرطان. تَنتشرُ الخلايا السَّرطانيّة إلى أجزاء مُختلِفة من الجسم عبرَ الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيّة. اللمفُ هو سائلٌ رائق يصنعه الجسم، وهو يَنزحُ الفضلات من الخلايا. وهو يَنتقلُ من خلال أوعِية خاصّة وبنى لها شكل حبّة الفاصولياء تُسمَّى بالعُقد اللمفيّة. تُعطى السَّرطانات في الجسم أسماء بحسب المكان الذي بدأ منه السَّرطان. يُسمّى السّرطانُ الذي بدأ في الخصيتين بسّرطان الخصية على الدّوام، حتى ولو انتشرَ إلى أماكنَ أخرى. يُعرف السّرطان الذي يَنتقِلُ من أَحد الأنسجةِ إلى أجزاء جسميّة أخرى باسم السَّرطان النَّقيليّ. يمكن أن يحدثَ سرطانُ الخصية في واحدة من الخصيتين أو في كلتيهما. وسرطانُ الخصية نادر بالمقارنة مع أنواع السرطان الأخرى، غير أنه واحد من أكثر السّرطانات التي تُشخّصُ عند الشباب شُيوعاً. تبدأ كلُّ سرطانات الخصية تقريباً في الخلايا الجنسية، وهي الخلايا التي تنتجُ النطاف. النوعان الرئيسيان لأورام الخلايا الجنسية الخصوية هما الورم المنوي والورم غير المنوي. يميلُ الورمُ غير المنوي للنمو والانتشار بشكلٍ أسرع من الورم المنوي. والورمُ المنوي أكثر حساسية للأشعة. ويُعالج الورمُ الخصوي الذي يحتوي ورم منوي وورم غير منوي على أنه ورم غير منوي. 
عوامل الخُطورة
يكون من المُستحيل عادةً تحديد سبب السَّرطان عندَ فردٍ ما. إلا أننا نَعرفُ ما يسبب السَّرَطان عُموماً. ويَعرفُ مُقدِّمو الرّعاية الصّحيّة كذلك عوامل قد تزيد فُرص الإصابة بالسّرطان، وتُعرَف تلك العوامل باسم "عوامل الخُطورة". يصيبُ سرطانُ الخصية بشكلٍ رئيسيّ الشباب بأعمار 20-39 سنة, وهو أكثر شُيوعاً عند الرجال الذين:
كان عندهم تخلُّق خصية غير طبيعي.
كان عندهم خصية معلقة.

كما يكون عند الرجال الذين عندهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الخصية خُطورة أكبر، ويكون هذا صحيحاً لاسيما في حال إصابة الوالد أو أحد الأخوة. لن يُصاب كلُّ من عنده عوامل خطورة الإصابة بالسرطان به. ويمكن لبعض الناس، ممَّن ليس عندهم عوامل خطورة للإصابة بالسرطان، أن يُصابوا به. 
الأعراض
تشتملُ الأعراضُ الشائعة لسرطان الخصية على ما يلي:
تغيُّر في كيفية الشعور بالخصية.
وجع ممض في أسفل البطن أو في أعلى الفخذ.
كتلة غير مؤلمة أو تورّم في إحدى الخصيتين.
ألم أو انزعاج في الخصية أو في الصفَن.

يمكن أن يتسبّب سرطان الخصية أيضاً بما يلي:
شُعور بثِقل في الصفن.
تراكم سوائل مُفاجئ في الصفن.
نمو أو تضخم الثدي.
إيلام في الثدي.
قد لا تحدث تلك الأعراض بسبب سَرطان الخصية، لذلك يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية لاكتشاف سبب الأعراض. 
التشخيص
سوف يسأل مُقدّم الرّعاية الصحيّة عن التاريخ الطبّي العائلي، بالإضافة للتاريخ الطبي الشّخصي. وسيجري فحصاً جسدياً. كما تُفحَص الخصيتان للتحقُّق من وجود كُتل أو تورّم أو ألم. تتضمّن الفحوص التي تُساعد على تشخيص سرطان الخصية:
الفحص بالأمواج فوق الصوتية.
فحص الواسمات المصلية.

لا يُشخّصُ سرطانُ الخصية أحياناً إلا بعد الجراحة. وخلال استئصال الخصية الأُربي الجذري والخزعة، تُستأصلُ كامل الخصية عبر شق في جذر الفخذ. ثم تُفحصُ عينة نسيجية من الخصية تحت المجهر للتحقق من وجود خلايا سرطانية. 
تحديد مرحلة السرطان
إن كان المريض مصاباً بسرطان الخصية، سيحدد مقدّم الرعاية الصحية مرحلة السرطان. وتحديدُ مرحلة السرطان هي محاولة لمعرفة ما إن كان السرطان قد انتشر؛ وإن حصل ذلك، فإلى أي أجزاء من الجسم. يوصف سرطان الخصية غالباً باستعمال الأرقام 1 – 4. ويشير الرقم الأصغر إلى مرحلة أبكر. تحدد مرحلة السرطان اعتماداً على:
حجم الورم.
إن كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفية.
إن كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ و إذا حدث ذلك، فإلى أين.

تستعمل الفحوصُ المستخدمة في تشخيص سرطان الخصية أيضاً في تحديد مرحلة السرطان. وأحياناً لا يكون تحديد مرحلة السرطان تاماً إلا بعد الجراحة لإزالة الورم والعقد اللمفية المجاورة. 
العلاج والعناية الدّاعمة
يعتمد نمطُ العلاج لسرطان الخصية على حجم وموضع الوَرَم، ومرحلة المرض وصحة المريض. قد يتضمّن علاج سرطان الخصية:
الجٍراحة.
المعالجة الشّعاعيّة.
المعالجة الكيميائية.
زرع الخلايا الجذعية.

وقد يُلجأ إلى بعض التوليفات من هذه العلاجات. الجٍراحةُ هي العلاج الأكثر شيوعاً لسرطان الخصية، وهي تتضمن إزالة السرطان وبعض من النسيج السليم حوله. يستعمل في المعالجة الشّعاعيّة الأشعةُ السينية مرتفعة الطاقة أو أنماط أخرى من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو. يستعمل في المعالجة الكيميائية أدويةٌ لقتل الخلايا السرطانية. قد تعطى المعالجة الكيميائية عبر مجرى الدم من خلال الحقن داخل الوريد أو تعطى عبر الفم، كما من الممكن أن توضعَ في منطقة محددة من الجسم. ويعتمد النمطُ المستعمل على نمط ومرحلة السرطان المراد علاجه. في زرع الخلايا الجذعية، تعطى أولاً جرعة مرتفعة من المعالجة الكيميائية لتدمير الخلايا السرطانية. والخلايا الجذعية هي خلايا دم غير ناضجة، تسحب من الدم أو نقي العظم لدى المريض أو من متبرّع. وتجمَّد بعدها وتخزّن. بعدَ إتمام المعالجة الكيميائية، يذاب تجميد الخلايا الجذعية وتعطى مرة أخرى للمريض عبر التسريب، فتنمو هذه الخلايا الجذعية في الجسم، وترمِّم خلايا الدم. قد يؤدي السرطان وعلاجه إلى مشاكل صحية أخرى. ولذلك، من المهم الحصول على عناية داعمة قبل علاج السرطان وخلاله وبعده. والعنايةُ الداعمة هي علاج لضبط الأعراض. كما تتعامل المعالجةُ الداعمة مع الألم المصاحب للسرطان وعلاجاته. ومن الممكن لمقدّم الرعاية الصحية أو اختِصاصِي ضبط الألم أن يشير إلى طرق لتسكين الألم أو تقليله. قد تسبب العلاجات العقم. ولذلك، إذا أردت إنجاب أطفا[ل فيما بعد، فيجب أن تفكر باللجوء لبنك النطاف قبل العلاج. 
الخُلاصَة
تصنعُ الخصيتان الهرمونات الذكرية والنطاف. والخصيتان هما عضوان بشكل البيضة داخل الصّفن. من الممكن أن يصاب المرء بسرطان في خصية واحدة أو كلا الخصيتين. يصيب سرطانُ الخصية بشكل رئيسي الشباب بأعمار من 20 إلى 39 عاماً. تشتملُ الأعراضُ الشائعة لسرطان الخصية على ما يلي:
تغيُّر في كيفية الشعور بالخصية.
وجع ممض في أسفل البطن أو في جذر الفخذ.
كتلة غير مؤلمة أو تورّم في إحدى الخصيتين.
ألم أو انزعاج في الخصية أو في الصفَن.

تساعد العديدُ من الفحوص على تشخيص وتحديد مرحلة سرطان الخصية. وأحياناً لا يكون تشخيصُ وتحديد مرحلة السرطان تاماً إلا بعدَ الجراحة لإزالة الورم والعقد اللمفية المجاورة. تشتمل خياراتُ علاج سرطان الخصية غالباً على الجراحة، أو المعالجة الشّعاعيّة، أو المعالجة الكيميائية أو زرع الخلايا الجٍذعية. وغالباً ما يكون السرطانُ أكثر قابلية للعلاج في المراحل المبكرة. لقد توصلت الأبحاث إلى تقدّم ساعد مرضى السرطان على العيش لفترة أطول. ولا تزال الأبحاث مستمرة للبحث عن سبل أفضل للعناية بمرضى السرطان.

الأورامُ العصبيَّة الغُديَّة الصمَّاويَّة




تُعدّ الأورامُ العصبيَّة الغُديَّة الصمَّاويَّة من الأورام النَّادرة، والتي يمكن أن تُصيبَ خلايا الجهاز العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي
.
يتألَّف الجهازُ العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي من خلايا عصبيَّة وخلايا غُدِّية، حيث يقوم بإفراز الهرمونات ويُحررها في مجرى الدم.
الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة هي أورامٌ (نُموّ نسيجي غير طبيعي) تُصيبُ خلايا الجهاز العصبي الغُدِّي الصَّمَّاوي.
قد تكون الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة خبيثةً (سرطانيَّة)، وقد تكون حميدةً (غير سرطانيَّة)، وغالباً ما تنمو ببطء (ولكن ليس دائماً). وهناك العديدُ من أنماط الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة، وذلك وفقاً لنوعيَّة الخلايا المصابَة.


أنواع الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الهضميَّة البنكرياسيَّة: وتُصيبُ الأمعاءَ أو البنكرياسَ.
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الهضمية: وتصيب الجهازَ الهضمي الذي يتضمَّن الأمعاء والمعدة والمريء.
- الورمُ العصبيُّ الغُدِّي الصَّمَّاوي البنكرياسي: ويصيب البنكرياس.
- الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة الرئويَّة: وتصيب الرئتين.
ويمكن لهذه الأورام أن تصيبَ أجزاءً أخرى من الجسم أيضاً، مثل الكبد والمرارة والقنوات الصفراويَّة والكُلى والمبيض والخصيتين.
تفرز بعضُ أنواع الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة هرموناتٍ تتسبَّب بظهورِ أعراضٍ نوعيَّة، وتُسمى في هذه الحالة باسم الأورام الوظيفية، بينما تُعرَفُ الأورامُ التي لا تسبِّب ظهورَ أعراض بالأورام غير الوظيفية.


أعراضُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
يمكن أن تختلفَ  أعراضُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة باختلاف موقعها والهرمونات التي تُفرزها؛ فمثلاً، قد يُسبِّبُ الورمُ في الجهاز الهضمي حدوثَ الإسهال أو الإمساك أو آلام البطن. بينما قد يُسبِّبُ الورمُ في الرئتين أزيزاً عند التنفُّس أو سعالاً مستمرَّاً.
قد تتسبَّب بعضُ الأورامِ (الأورام الوظيفية) بتحرير كميَّاتٍ كبيرةٍ من الهرمونات إلى مجرى الدم بشكلٍ غير طبيعي.
كما قد يتسبَّبُ الورمُ بظهور أعراضٍ مثل الإسهال وتورُّد الوجه والمغص والوزيز التنفُّسي وانخفاض نسبة السكَّر في الدم، وتغيُّراتٍ في ضغط الدم ومشاكلَ قلبيَّة.


ما هي أسبابُ الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة ؟
لا تزال الأسبابُ المؤدِّية للإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة غيرَ مفهومةٍ جيِّداً. ولكن، يزداد احتمالُ إصابة الشخص بالمرض إن كان يعاني من إحدى الحالات الصحيَّة أو الأعراض النادرة التالية:
تَكَوُّنُ الوَرَمِ الصَّمَّاوِيّ المُتَعَدِّد من النَّمط الأوَّل - وهو حالةٌ وراثيَّةٌ نادرة، حيث تظهر الأورامُ في جهاز الغدد الصم، وتكون أكثر شيوعاً في الغدتين الدَّرقيَّة والنُّخاميَّة، وفي البنكرياس.
الوُرام العصبي الليفي neurofibrmatosis من النَّمط الأوَّل - وهو مجموعةٌ من الأمراض الوراثيَّة تُسبِّبُ نموَّ الأورام على طول الأعصاب.
متلازمة فون هيبل لينداو - وهي حالةٌ وراثيَّة تؤدِّي إلى نموِّ الأوعية الدمويَّة بشكلٍ غير طبيعي.
كما أظهرت الدراساتُ أنَّ إصابةَ أحد الوالدين بورم عصبيَّ غُدِّيَّ صمَّاوي تزيد من خطر إصابة أبنائهما به.


تشخيص الإصابة بالأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
يمكن إجراءُ عدد من الاختبارات لتشخيص الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة، وتشتمل على اختباراتٍ دمويَّة وبوليَّة وتصويرٍ شعاعي وتحليل الخزعة (حيث يجري أخذُ عيِّنةٍ صغيرةٍ من النسيج لتُجرى دراستها تحت المجهر ).
يمكن استعمالُ أنواعٍ مختلفةٍ من التصوير التشخيصي لفحص أو تحديد نوع الأورام، وتتضمَّن هذه الأنواع:
التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة - بما في ذلك تخطيط صدى القلب والتنظير الداخلي بواسطة الأمواج فوق الصوتيَّة.
التصوير الطبقي المحوري (التصوير المقطعي المحوسب).
التصوير بالرنين المعناطيسي.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
التصوير التفرُّسي بالأُكتريوتيد - حيث يجري حقن سائل مشع بدرجة بسيطة في الأوردة، وتُستَعمل كاميرا خاصَّة لإظهار وجود أيَّة خلايا سرطانيَّة.


علاج الأورام العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة
تُعالج الأورامُ العصبيَّة الغُدِّيَّة الصمَّاويَّة في ضوء حالة المريض السريرية والظروف المحيطة بها؛ فمثلاً، يعتمد العلاج على:
مكان الإصابة بالورم.
مدى تقدُّم الحالة الصحيَّة.
الحالة الصحيَّة العامة للمريض.
وللأسف، فإنَّه لا يجري تشخيصُ الإصابة عند الكثير من الأشخاص إلا بعد أن تتأثَّرَ مناطق أُخرى من أجسامهم بالمرض؛ غيرَ أنَّ الإمكانيَّةٌ تبقى قائمةً لاستئصال الورم جراحيَّاً، حتى ولو انتشر إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم.
قد تُستَعمل الجراحةُ للمساعدة على تدبير وتقليل أيَّة أعراضٍ يعاني منها المريض، حتى ولو لم يؤدِّ إجراؤها إلى شفائه التَّام.
قد يكون من الممكن تقليصُ حجم الورم أو إيقاف نموِّه بواسطة علاجاتٍ تمنع الترويةَ الدموية عنه (عمليَّة الإصمام Embolization)، أو بواسطة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الاجتثاث بالتردُّدات الراديوية Radiofrequency Ablation  (حيث تُستعمل الحرارة لتخريب الخلايا الورمية).
الكلمات الرئيسيَّة: الأورام، العصبية، الغدية، الصماوية، هرمونات، هضمية، بنكرياسية، رئوية، فعالة، غير الفعالة، صماوي متعدد، عصبي ليفي، متلازمة فون هيبل لينداو، البوزيتروني، أكتريوتيد، عمليَّة الانصمام، انصمام، الاقتطاع بالترددات الراديوية.



عرض حسب القسم
المراجع
NHS Choices

جرى إعداد الترجمة وملاءمة النص مع البيئة المحلية بواسطة الفريق الطبي في موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي. وقد قامت NHS Choices بتزويد موسوعة الملك عبد الله بالمحتوى الأصلي مجاناً، وهو المحتوى الذي يمكن الاطلاع عليه من خلال موقعها على الإنترنت: www.nhs.uk . لم تقم NHS Choices بمراجعة النصوص العربية المترجمة أو المُعدلة صياغتها بما يتناسب مع البيئة المحلية، وبذلك فهي ليست مسؤولة عن محتواها بأي شكل.