الاثنين، 11 مايو 2015

التهابُ الأوعية




التهابُ الأوعية هو حالة التهابيَّة تُصيب الأوعيةَ الدموية، ويحدث عندما يهاجم الجهازُ المناعيُّ الوعاءَ الدموي عن طريق الخطأ، والسببُ غير معروف غالباً. يمكن أن يُصيب الالتهابُ الوعائي
الشرايين والأوردة والأوعية الشعرية. تقوم الشرايينُ بنقل الدم من القلب إلى أعضاء الجسم الأخرى، أمَّا الأوردةُ فتعيد الدمَ من الأعضاء إلى القلب، كما تقوم الأوعيةُ الشعرية (وهي الأوعية الدموية الدقيقة) بالوصل بين الشرايين الصغيرة والأوردة الصغيرة. وعندما يُصاب الوعاءُ الدَّموي بالالتهاب، فقد يصبح: • متضيِّقاً، ممَّا يجعل تدفُّق الدم من خلاله صعباً. • مغلقاً تماماً، بحيث لا يستطيع الدمُ المرورَ من خلاله. • متمدِّداً وضعيفاً جداً، بحيث قد ينفجر ويسبِّب نزفاً خطيراً داخل الجسم. قد تختلف أعراضُ الالتهاب الوعائي، لكنَّها تتضمَّن في العادة: الحمَّى والتورُّم والإحساس العام بالمرض. ويكون الهدفُ الرئيسي للعلاج هو إيقاف الالتهاب، حيث يكون تناول الستيرويدات والأدوية الأخرى مفيداً في إيقاف الالتهاب غالباً. 
مقدِّمة
يُعرَّف الالتهابُ الوعائي "أو التهاب الأوعية" بأنَّه التهابٌ يصيب الأوعية الدمويَّة. 
وهناك مجموعة من الأمراض التي تتميَّز بحدوث الالتهاب الوعائيِّ. يكون الالتهابُ هو المشكلة الرئيسيَّة في بعض الأمراض التي تتميَّز بحدوث الالتهابات الوعائيَّة، بينما يكون مجرَّد جزء من المرض في أمراض أُخرى. يساعد هذا البرنامج التثقيفي على فهم الالتهاب الوعائي؛ وهو يتناول تشريح الأوعية الدموية وأسباب الالتهابات الوعائية وتشخيصها ومُعالجتها. 
الأوعيةُ الدمويَّة
الأوعيةُ الدمويَّة هي بُنى تُشبه الأنابيب، تقوم بنقل الدم إلى جميع أنحاء الجسم. ويُدعى مجموعُ الأوعية الدموية في الجسم الجهازَ الوعائي أو الجُملة الوعائية. يُغادر الدم الغنيُّ بالأكسجين الجانبَ الأيسر من القلب، ويدخل إلى الأبهر، وهو أكبرُ الشرايين في الجسم. وينقسم الأبهرُ إلى شرايين أصغر تسير إلى الدماغ والذراعَين والأمعاء والحَوض والسَّاقَين. تُقسَم الشرايينُ الصغيرة بدورها إلى شرايين أصغر تُسمَّى الشُّرينات، وهي تُقسَم إلى أصغر أوعية دمويَّة في الجسم، وهي التي تُدعى الأوعية الشعريَّة أو الشُّعيرات. يحرِّر الدم الأكسجين والغلوكوز "السكَّر" والعناصر الغذائيَّة الأخرى على مُستوى الأوعية الشعرية، ويلتقط ثاني أكسيد الكربون من أنسجة الجسم المختلفة. تتجمَّع الأوعية الشعريَّة مع بعضها بعضاً لتُشكِّل الوُرَيدات، وهي أوردة بالغة الصِّغر تتجمَّع مع بعضها البعض بدورها لتُشكِّل الأوردة الصغيرة. تنضمُّ الأوردةُ الصغيرة إلى أوردة صغيرة أُخرى لتُشكِّل أكبرَ أوردة الجسم، وهما الوريدُ الأجوف السفليُّ والوريد الأجوف العلويُّ. يدخل الدمُ الوريديُّ، الفقير بالأكسجين والغنيُّ بثاني أكسيد الكربون، إلى الجانب الأيمن من القلب. ثمَّ يغادر هذا الدمُ الجانبَ الأيمن من القلب بواسطة الشريان الرئويِّ، ويسير إلى الرِّئتَين عبر شرايين أصغر فأصغر، ثمَّ إلى الشُّرينات فالأوعية الشعريَّة. يحرِّر الدمُ غاز ثاني أكسيد الكربون على مُستوى الأوعية الشعريَّة الرئويَّة، ويلتقط الأكسجين قبلَ أن يعود بواسطة وُرَيدات ثم أوردة إلى الجانب الأيسر من القلب، ثمَّ يعود إلى الأبهر مرَّةً أخرى، وهكذا. يكمن الفرقُ بين الشرايين والأوردة في أنَّ جُدران الشرايين تكون أكثر ثخانةً ومرونة. 
الالتهابُ الوعائيُّ
الالتهابُ الوعائيُّ هو التهابٌ يحدث في الأوعية الدمويَّة. وقد يكون الالتهابُ استجابةً أو ردَّ فعل من الجسم تجاه العدوى أو الرضِّ أو المرض. يُمكن أن يؤدِّي التهابُ الأوعية الدمويَّة إلى تضيُّق هذه الأوعية، ومن ثَمَّ إلى إعاقة أمام تيَّار الدم. كما يُمكن أن يجعل جُدران هذه الأوعية مُؤلمة وحمراء وقابلة لإحداث الألم (ممضَّة) أيضاً. قد يصيب الالتهابُ الوعائيُّ أوعيةً دمويَّة مُختلفة في الجسم، ويتعلَّق ذلك بطبيعة المرض؛ فعندما تكون الشرايين هي المُصابة بالالتهاب مثلاً، تُدعى الحالة التهاب الشرايين أيضاً. يُمكن أن يُصيب الالتهاب الوعائيُّ الأوعية الدمويَّة في مختلف أعضاء الجسم، كالدماغ والكليتين والرئتين. الالتهابُ الوعائيُّ هو مجموعة من الأمراض التي تُصيب الأوعية الدمويَّة. تختلف هذه الأمراضُ عن بعضها البعض تِبعاً لما يلي:
الأوعية الدموية المُصابة.
الأعضاء المُصابة.
السبب الأساسي، إذا كان معروفاً.

أسباب الالتهاب الوعائي
يُعتقد أنَّ الالتهاب الوعائيَّ هو استجابة أو ردَّة فعل من الجهاز المناعيِّ. يتكوَّن الجهازُ المناعيُّ من خلايا دمويَّة مُتخصِّصة وموادَّ كيميائيَّة تتعرَّف إلى الموادّ الغريبة التي تدخل الجسم وتُدمِّرها. تُسمَّى الخلايا الدمويَّة، التي تنتمي إلى الجهاز المناعيِّ، خلايا الدم البيضاء؛ وهي تقوم بتدمير الموادِّ الغريبة، ومنها الجراثيمُ والفيروسات. هناك نوعان من خلايا الدم البيضاء (من بين انواع أخرى)، وهما: الخلايا التائيَّة والخلايا البائيَّة. وعندما تتعرَّف الخلايا التائيّة إلى مادَّة أو كائن حيٍّ غريب، فإنَّها تهاجمهما على الفور. عندما تكتشف الخلايا البائيّة مادّة غريبة فإنّها تُفرز موادّاً كيميائيّة خاصّة تُسمّى الأجسام الضدِّيَّة. تلتصق هذه الأجسام الضدِّيَّة بالمادة الغريبة وتؤدّي إلى موتها. قد يحدث الالتهابُ الوعائيُّ عندما يتعرَّف الجهازُ المناعيُّ بشكل خاطئ إلى موادَّ كيميائيَّةٍ في الأوعية الدمويَّة على أنَّها موادُّ غريبة، ثمَّ يقوم بمهاجمة الأوعية الدمويَّة ويُدمِّرها. ولكن، لا يزال من غير المعروف حتَّى الآن ما الذي يُسبِّب هذا الخلل في وظيفة الجهاز المناعيِّ. يحدث التهابُ الأوعية في بعض الأحيان كردَّة فعل على حقن مواد محدَّدة في الدم، مثل الكوكايين أو الأمفيتامين. يُمكن أن يُصاحب الالتهابُ الوعائيُّ الإصابةَ ببعض الأمراض المُعدية، كالتهاب الكبد البائي، وهو عدوى في الكبد تسبِّبه الفيروسات. تترافق الإصابةُ ببعض أنواع السرطان والأمراض الروماتزميَّة مع الإصابة بالالتهابِ الوعائيِّ أيضاً. 
أعراض الالتهاب الوعائي
تتفاوت أعراضُ الالتهابِ الوعائيِّ إلى حدٍّ كبير، وذلك اعتماداً على العضو المُصاب؛ فالمظاهرُ قد تكون، إذا أُصيب الدماغ على سبيل المثال، سكتاتٍ دماغيَّة وشُلولاً ومشاكلَ في الرُّؤية. تعدُّ الكليتان هما المسؤولتين عن تخليص الدم من الفَضَلات والمواد السامَّة. وعند الإصابة بالالتهابِ الوعائيِّ، تتأثَّر وظيفةُ الكليتين، وقد يحتاج المريض إلى إجراء الدِّيال، حيث يعمل جهازُ الديال عمل كلية صناعيَّة (وهو يُسمَّى بالفعل جهاز الكلية الصناعيَّة). هناك أنواع مُختلفة من الالتهابِ الوعائيِّ، مثل:
داء كاواساكي (متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية)، الذي يُصيب الأغشية المُخاطيَّة والقلب.‎
داء بهجت، الذي يُصيب الفمَ والعين والمناطق التناسليَّة.
التِهاب الشَّرايينِ العُقدِي‎، الذي يُصيب الجلد والقلب والكليتين والجهاز العصبي.
الوُرام الحُبَيبِي الوِيغنرِي "الوُرام الحبَيبِي بحسب وِيغنر"‎، الذي يُصيب السبيلَ التنفُّسي بشكل رئيسي.

تشخيص الالتهاب الوعائي
تُجرى اختباراتٌ دمويَّة لتشخيص الالتهابِ الوعائيِّ، وذلك للبحث عن علامات الالتهاب والأجسام المُضادَّة؛ والأجسامُ المُضادَّة هي موادُّ تُفرزها خلايا الجهاز المناعيِّ. قد يقوم الطبيبُ بأخذ عيِّنة "خزعة" من أحد الأوعية الدمويَّة بطريقة جراحيَّة لفحصها تحت المجهر. يُمكن أن تُجرى فحوصٌ بوليَّة ودمويَّة أُخرى للتحرِّي عن وظائف الأعضاء المُصابة. وقد تدعو الحاجةُ إلى إجراء صورة وعائيَّة، وهي صورة بالأشعَّة السِّينية للأوعية الدموية، تُؤخَذ بعد حقن مادَّة صباغيَّة خاصَّة. وربَّما تُجرى أيضاً صورٌ بالأشعَّة السينيَّة وصورة طبقية محورية وتصوير بالرَّنين المِغناطيسِيِّ‎، وذلك لفحص أعضاء الجسم المُختلفة وكشف ما إذا كانت مُصابة. 
علاج الالتهاب الوعائي
تتعلَّق مُعالجةُ الالتهاب الوعائيِّ بنمط هذا الالتهاب. قد يتحسَّن الالتهابُ الوعائيِّ الناجم عن تناول بعض الأدوية أو العقاقير بمجرَّد توقُّف المريض عن تناول هذه الأدوية والعقاقير. 
يُعدُّ إيقافُ الالتهاب أمراً ذا أولويَّة عند المرضى الذين لم يتمَّ العثور على سبب معروف للالتهاب الوعائيِّ عندهم. ويُمكن أن يتمَّ ذلك عن طريق تناولهم للأدوية الستيرويديَّة، كالبريدنيزون أو الدِّيكساميتازون مثلاً. كما قد يقوم الأطبَّاء أيضاً بتثبيط الجهاز المناعيِّ لدى المريض باستخدام بعض الأدوية، كالسيكلوفُسفاميد مثلاً. يجب مُعالجةُ الأعضاء المُتضرِّرة جنباً إلى جنب مع استعمال هذه الأدوية. وقد يحتاج المرضى إلى استخدام المنفِّسة "جهاز التهوية الاصطناعي" إذا كانت الرئتان مُتَضرِّرتين. كما قد تدعو الحاجة إلى إجراء الدِّيال (غسل الكلى) إذا توقَّفت الكليتان عن العمل. 
الخُلاصَة
الالتهابُ الوعائيُّ هو مجموعة من الأمراض التي يحدث فيها التهابٌ في الأوعية الدموية. تتوفَّر مُعالجاتٌ لتخفيف الالتهاب وتثبيط الجهاز المناعيِّ. يعيش مُعظمُ المرضى الذين يُعانون من التهابٍ وعائيٍّ حياةً طبيعيَّة تقريباً!

الخميس، 7 مايو 2015

التَّصَلُّب العَصيدي




التَّصَلُّب العَصيدي هو مرضٌ تتشَكَّل فيه لُوَيحَةٌ داخل الشرايين. واللُّوَيحة مادةٌ لزجة مؤلفةٌ من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم. ومع مرور الزمن، تتصلَّب
اللُّوَيحَة، فتؤدِّي إلى تَضيُّق الشرايين. وهذا ما يقلِّل جريان الدم الغني بالأكسجين في الجسم، ويمكن أن يؤدي إلى مشكلاتٍ خطيرة، من بينها: • داء الشرايين التَّاجيَّة. وهي الشرايين التي تغذِّي القلب بالدم. وعند انسداد هذه الشرايين، يمكن أن يعاني المريض من الذَّبحة ومن نوباتٍ قلبية. • داء الشرايين السُّباتيَّة. هذه الشرايين هي التي تقوم بنقل الدم إلى الدماغ. وعند انسدادها يمكن أن يتعرَّضَ المريض إلى الإصابة بالسَّكتة. • داء الشرايين المحيطية. توجد هذه الشرايين في الذراعين والساقين والحوض. وعندَ انسدادها، يمكن أن يعاني المريض من الخَدَر والألم، إضافةً إلى الإصابة بالعدوى أحياناً. في الأحوال العادية، لا يؤدي التَّصَلُّب العَصيدي إلى ظهور أعراض إلا عندما يتضيَّق الشريان كثيراً أو عندما ينسدُّ تماماً. ويجهل كثيرٌ من الناس أنهم مصابون بهذا المرض إلى أن تظهر لديهم حالات طبية إسعافية. إن الفحص الجسدي، والتصوير، وغير ذلك من الاختبارات التشخيصية، يمكن أن يكشف عن وجود التَّصَلُّب العَصيدي. وتشتمل المعالجة على استخدام الأدوية، وبعض الإجراءات الطبية، أو الجراحة. كما يمكن أن يكون لتغيير نمط حياة المريض فائدةٌ أيضاً. وهذا ما يشتمل على إتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، والمحافظة على وزنٍ صحيٍّ سليم، والإقلاع عن التدخين، إضافةً إلى تدبير الشدَّة النفسية. 
مقدِّمة
التَّصَلُّبُ العَصيدي هو مرضٌ تتشكل فيه لُويحَةٌ في داخل بعض الأوعية الدموية التي تدعى باسم "الشرايين". واللُّوَيحَة مادةٌ لزجة مكونةٌ من الدهون والكوليسترول والكالسيوم و من مواد أخرى موجودة في الدم. مع مرور الزمن، تتصلَّب اللُّوَيحَةُ، فتؤدِّي إلى تضيُّق الشريان. وهذا ما يحد من تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى أنحاء الجسم، ممَّا يمكن أن يسبِّب مشكلاتٍ خطيرة تهدد حياة المريض. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل لمرض التَّصَلُّب العَصيدي، وأسبابه، ومضاعفاته، وتشخيصه، وكيفية معالجته. كما يتناول أيضاً التغيرات الصحية في نمط حياة المريض. 
التَّصَلُّب العَصيدي
التَّصَلُّب العَصيدي هو مرضٌ تتشكل فيه لُويحةٌ داخل الشرايين. والشرايين هي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى مختلف أعضاء الجسم، نذكر منها القلب نفسه، والدماغ والطرفين العلويين والسفليين . تكون بطانةُ الشرايين السليمة صقيلةً ملساء من الداخل، مما يجعل جريان الدم فيها سهلاً. وهذا هو شريانٌ طبيعي. إن الضرر الذي يلحق ببطانة الشرايين يجعلها خشنة. وهذا ما يجعل المواد الدسمة، كالكوليسترول مثلاً، تلتصق بهذه البطانة الخشنة فتتجمع في داخل الشرايين. ونتيجة ذلك تتشكل اللُّوَيحَة على الجدران الداخلية للشريان. تتكون اللُّوَيحَة من الدهون والكوليسترول والكالسيوم وغير ذلك من المواد الموجودة في الدم. ومع مرور الزمن، تتصلب اللُّوَيحَة فتؤدي إلى تضيّق الشريان. وعندما تؤدي اللُّوَيحَة إلى تضيق جدران الشريان ، تدعى الحالة باسم "التَّصَلُّب العَصيدي". يحد التَّصَلُّب العَصيدي من تدفق جريان الدم الغني بالأكسجين إلى مختلف أنحاء وأعضاء الجسم. وهذا ما قد يؤدي إلى مشكلاتٍ صحيةٍ خطيرة من بينها النوبات القلبية والسكتات، وإلى الموت أحياناً. يؤثِّر التَّصَلُّب العَصيدي على جريان الدم بطريقةٍ أخرى أيضاً، ألا وهي التسبب في جعل الدم يتجلَّط داخل الشريان. وهذا ما يدعى باسم "خَثرة". ومن الممكن أن تؤدي الخَثرة إلى تقليل كمية الدم الذاهب إلى أعضاء هامة في الجسم، كما يمكن أن تنفصل عن اللُّوَيحَة وتتحرك مع الدم في الشريان فتؤدي إلى انسداد شرايين صغيرة الحجم. وعندما تتحرَّر الخَثرة وتسير مع الدم، ندعو هذه الحالة باسم "انصِمام". 
الأعراض
إن التَّصَلُّب العَصيدي لا يؤدي عادةً إلى ظهور أعراض إلى أن يحدث تضيّق شديد في الشريان، أو إلى أن يحدث انسداد كامل للشريان. ولا يعرف كثيرٌ من المرضى أنهم مصابون بهذا المرض إلا عندما يصبحون في حالةٍ طبيةٍ إسعافية، كالنوبةٍ القلبية أو السكتة على سبيل المثال. من الممكن أن تظهر الأعراضُ لدى بعض المرضى. وتعتمد الأعراض التي تظهر على الشرايين المصابة. يتناول القسم التالي الأعراض التي يمكن أن تظهر عندما يصيب التَّصَلُّب العَصيدي شرايين مختلفة في الجسم. تقوم الشرايينُ التاجية بتزويد القلب بالدم الغني بالأكسجين. وإذا أدت اللُّوَيحَة إلى تضييق هذه الشرايين أو سدِّها، فإن هذا يؤدي إلى مرضٍ يدعى باسم الداء القلبي التاجي (CHD). والأعراض العامة لهذا الداء هي:
ألم صدري، أو إحساس بالانزعاج، وهذا ما يدعى باسم الذَّبحة.
قِصَر النَّفس.
ضربات غير طبيعيَّة للقلب.
من الممكن أيضاً أن تتشكَّل اللُّوَيحَة في أصغر شرايين القلب. ويدعى هذا المرض باسم داء الشرايين التّاجيّة الدقيقة (MVD). وتشتمل أعراضُ هذا الداء على الذَّبحة، وقِصر النَّفس، ومشكلات النوم، والتعب الشديد، إضافةً إلى نقص الطاقة. تقوم الشرايين السّباتيّة بتزويد الدماغ بالدم الغني بالأكسجين. وعندما تؤدي اللُّوَيحَة إلى سدّ هذه الشرايين أو إلى تضييقها، تُعرف الحالة باسم داء الشريان السباتي. وقد تؤدي هذه الحالة إلى الإصابة بالسكتة. وتحدث السكتةُ عندما يتوقَّف تدفق الدم إلى الدماغ، وتبدأ خلايا الدماغ بالموت. من الممكن أن تشتملَ أعراضُ السكتة على ما يلي:
التخليط أو التشوُّش الذهني.
الدَّوخة، وفقدان التوازن أو التناسق في الحركات.
عدم القدرة على الحركة.
فقدان الوعي.
الإحساس بالخَدَر في الوجه أو الذراعين أو الساقين، وخاصةً في ناحيةٍ واحدة من الجسم.
مشكلات تنفسية.
حالات صداع مفاجئة كثيرة.
ضعف مفاجئ.
مشكلات في الرؤية.
مشكلات في الكلام أو في فهم الكلام.
من الممكن أن تتشكل اللُّوَيحَة في الشرايين الكبرى التي تنقل الدم الغني بالأكسجين إلى الذراعين والساقين وإلى الجذع. تُدعى هذه الحالةُ باسم داء الشرايين المحيطية. وإذا تضيَّقت هذه الشرايينُ أو انسدَّت بفعل اللُّوَيحَة، فقد يشعر المريض بالخدر والألم ، وقد يصاب بحالاتٍ خطيرةٍ من العدوى. 
الأسباب
من الممكن أن يحدث التَّصَلُّب العَصيدي نتيجة عوامل كثيرة. وقد يبدأ هذا التَّصَلُّب عندما تُصاب الطبقة الداخلية للشرايين بالضرر. وقد يأتي هذا الضرر نتيجة ما يلي:
التدخين.
كميات كبيرة من بعض أنواع الشحوم والكوليسترول في الدم.
ارتفاع ضغط الدم.
كميات كبيرة من السكَّر في الدم.
من الممكن أن يبدأ تشكُّل اللُّوَيحَة في أماكن إصابة بطانة الشرايين. ومع مرور الزمن، تتصلب هذه اللُّوَيحَة، فتؤدِّي إلى تضيُّق الشريان. وفي نهاية المطاف، يمكن أن تتمزق منطقة في اللُّوَيحَة، وممكن أن تنفتح أيضاً. عندما يحدث هذا، فإن الصُّفيحاتِ الدموية تلتصق في مكان الإصابة. وقد تتجمع معاً فتشكِّل خَثرةً دموية. تؤدي الخَثرة إلى مزيدٍ من تضيُّق الشريان. وهذا ما يحد من تدفُّق الدم الغني بالأكسجين الى الجسم. 
عوامل الخطورة
هناك صفاتٌ أو حالات أو عادات معينة يمكن أن تزيد من خطر إصابة الإنسان بالمرض. تُدعى هذه الحالاتُ باسم عوامل الخطر. كلما ازدادت عوامل الخطورة لدى الإنسان صارت إصابتُه بالتَّصَلُّب العَصيدي أكثر احتمالاً. إن توفُّر عامل من عوامل الخطورة المتعلقة بمرضٍ من الأمراض أو بحالةٍ طبية لا يعني بالضرورة أن هذا الشخص سوف يصاب بالمرض. إن ضبط كثير من عوامل الخطورة أمرٌ ممكن. وهو مفيدٌ من أجل الوقاية من التَّصَلُّب العَصيدي، أو من أجل تأخير حدوثه. وتشتمل عواملُ الخطورة التي يستطيع الإنسان التحكم فيها:
المستويات الضارَّة من الكوليسترول في الدم.
ارتفاع ضغط الدم.
التدخين.
مرض السكري.
زيادة الوزن، أو السِّمنة.
قلة النشاط الجسدي.
سوء النظام الغذائي.
هناك عوامل خطورة لا يستطيع الإنسانَ أن يتحكَّم فيها. ومن هذه العوامل:
التقدُّم في السن.
التاريخ العائلي.

التشخيص
يقوم الطبيبُ بتشخيص التَّصَلُّب العَصيدي استناداً إلى التاريخ الطبي للمريض وأسرته، إضافةً إلى الفحص الجسدي ونتائج الفحوص والاختبارات الأخرى. من الممكن أيضاً أن يفحص الطبيب النبض الدموي في الرئة أو القدم ليرى إن كان ضعيفاً أو منعدماً. ومن الممكن أن يكون ضعف هذا النبض أو غيابه الكامل علامةً على وجود شريان مسدود. من الممكن أيضاً أن يوصي الطبيب بإجراء واحد أو اكثر من فحوص الدم أو إختبارات التصوير من أجل تشخيص التَّصَلُّب العَصيدي. وقد تشتمل إختبارات التصوير المستخدمة على التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، وكذلك تخطيط صدى القلب. من الممكن أيضاً أن يطلب الطبيب إجراء اختبار الإجهاد. وخلال هذا الاختبار، يقوم المريضُ بأداء تمارين رياضية لجعل قلبه يعمل بشدّةٍ بحيث يزداد معدّل خفقانه. ويجري اختبارٌ للقلب خلال تلك التمارين. إذا لم يستطع المريض القيام بالتمارين المطلوبة فقد يعطيه الطبيب دواءً خاصاً لتسريع القلب وجعله يبذل جهداً كبيراً. كجزءٍ من بعض اختبارات الإجهاد، يجري التقاطُ صور للقلب خلال أداء التمارين وخلال فترة الراحة أيضاً. إن إختبارات الإجهاد هذه قادرةٌ على إظهار مدى جودة تدفق الدم في مختلف أجزاء القلب. كما أنها قادرةٌ على إظهار مدى حسن قيام القلب بوظيفته في ضخّ الدم خلال خفقانه. من الممكن إجراء تصوير الأوعية الدموية أيضاً. ومن أجل هذا الفحص، يجري حقنُ مادة صباغية تظهر بوضوح في صور الأشعة السينية، وذلك في شرايين المريض وباستخدام أنبوب دقيق مرن يدعى باسم "قثطار". يمكن أن يظهر هذا الفحص ما إذا كان هناك لُّوَيحَة تسدّ الشرايين ومدى شدة الانسداد فيها. 
خيارات المعالجة
من الممكن أن تشتملَ معالجات التَّصَلُّب العَصيدي على تغييراتٍ في نمط الحياة، وعلى استخدام الأدوية، وكذلك على إجراءاتٍ طبيةٍ قد تكون الجراحة من بينها. قد تشتمل تغييراتُ نمط الحياة على ما يلي:
نظام غذائي صحي يشتمل على تشكيلةٍ من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة واللحوم الفقيرة بالدهون، بالإضافة إلى الحليب خفيف الدسم أو منزوع الدسم ومنتجات الألبان. ويكون النظام الغذائي الصحي منخفض الصوديوم والخالي من السكر المضاف و الشحوم الصلبة و الحبوب المقشورة.
تخفيف الوزن إذا كان المريض زائد الوزن أو سميناً.
زيادة النشاط الجسدي إلى الحد الممكن. إن النشاط الجسدي قادرٌ على تحسين صحة المريض. وعلى المريض أن يسأل طبيبه عن أنواع ومقادير النشاط الجسدي المناسبة له.
الإقلاع عن التدخين. من الممكن أن يؤدي التدخين إلى الإضرار بالأوعية الدموية وإلى زيادة خطر الإصابة بالتَّصَلُّب العَصيدي. وعلى المريض أن يستشير الطبيب فيما يخص البرامج والمنتجات التي يمكن أن تساعدَه على ترك التدخين.
من أجل إبطاء عملية تشكُّل اللويحة، يمكن أن يصف الطبيب أدويةً من أجل تخفيف مستوى الكوليسترول وتخفيف ضغط الدم أو تخفيف سكَّر الدم إذا كان أيٌّ منها مرتفعاً. كما أنه يستطيع وصف أدويةٍ من أجل منع الجلطات الدموية من التشكُّل. وحتى تنجح المعالجة، يجب أن يتناول المريض أدويته وفقاً لتعليمات الطبيب. في حالة الإصابة بالتَّصَلُّب العَصيدي الشديد، يمكن أن يوصي الطبيب بإجراءاتٍ طبية، أو بإجراء عمليةٍ جراحية، كرَأب الأوعية مثلاً. يجري استخدام رأب الوعاء من أجل فتح الشرايين المتضيِّقة أو المسدودة في القلب. وفي بعض الأحيان، يوضع في الشريان أنبوب شبكي صغير يدعى باسم "دِعامة"، وذلك من أجل المحافظة على الشريان مفتوحاً بعد العملية. إن جراحة تطعيم المَجازَة الشريانية التاجيّة (CABG) هي نوعٌ من الجراحة المستخدمة أحياناً من أجل معالجة التَّصَلُّب العَصيدي. وفي هذه الجراحة، يجري استخدامُ قطعة من شريان أو وريد مأخوذ من منطقة أخرى في الجسم ليتجاوز أو يلتف حول الشرايين التاجية المُتضيِّقة. وتؤدي هذه الجراحة إلى تحسين تدفق الدم إلى القلب، كما يمكن أن تحمي المريض من النوبات القلبية. يمكن أيضاً استخدام جراحة تطعيم المَجازَة الشريانية التاجيّة من أجل الشرايين الموجودة في الساق. وفي هذه الجراحة، يجري استخدام وعاء دموي سليم مأخوذ من المريض نفسه، أو وعاء دموي صُنعي، من أجل تجاوز الشريان المسدود أو المتضيق في أحد الساقين. ويقوم الوعاء الدموي السليم أو الصنعي في هذه الحالة بإعادة توجيه الدم بحيث يمر حول الشريان المسدود. وهذا ما يحسِّن تدفق الدم في الساق. استئصالُ باطنة الشريان السُّباتي هو نوعٌ من الجراحة من أجل إزالة اللويحة المتشكلة من الشرايين السباتية في الرقبة. وتتم هذه العملية من أجل استعادة جريان الدم السليم في اتجاه الدماغ. وهذا ما يمكن أن يقي المريض من السكتة. 
الخلاصة
التَّصَلُّبُ العَصيدي هو مرضٌ يؤدي إلى تشكُّل لُوَيحَة داخل الشرايين. ومع مرور الزمن، تتصلَّب هذه اللويحة فتؤدي إلى تضيّق الشريان ويحد من كمية الدم الغني بالأكسجين الذي يمر فيه. وهذا ما يؤدي إلى مشكلاتٍ صحيةٍ خطيرة. لا يؤدِّي التَّصَلُّبُ العَصيدي عادةً إلى ظهور أعراض قبل أن تتضيَّق الشرايين إلى حدٍّ كبير، أو قبل انسدادها التام. وهناك مرضى كثيرون لا يعرفون أنهم مصابون بالتَّصَلُّب العَصيدي إلاَّ عندما يصبحون في حالةٍ تستدعي التدخل الطبي الإسعافي. ويتعلَّق نوع الأعراض عند ظهورها بنوع الشريان المصاب بالتَّصَلُّب العَصيدي. إن الفحص الجسدي، والتصوير، وغير ذلك من الفحوص التشخيصية، من بين الطرق التي يستخدمها الطبيب من أجل تشخيص الإصابة بالتَّصَلُّب العَصيدي. وتشتمل المعالجةُ على الأدوية أو الإجراءات الطبية الأخرى، أو الجراحة. كما أنَّ من الممكن أن يكون تغيير نمط حياة المريض مفيداً جداً. وهذا ما يشتمل على التقيد بنظام غذائي صحي، وممارسة النشاط الجسدي بإنتظام، والمحافظة على وزنٍ صحي سليم، بالإضافة إلى ترك التدخين.

التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية



التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية هي عيوبٌ تصيب جهاز الدوران في الجسم، ويتألَّف جهازُ الدوران من الشرايين والأوردة
والشعيرات الدموية التي تصل بين الشرايين والأوردة. وتتألف التشوُّهاتُ الشِّريانية الوريدية من شبكة معقَّدة من الشرايين والأوردة؛ وهي تعيق الدوران الدموي في العضو المصاب، ويمكن أن تحدث التشوُّهات الشريانية الوريدية في أيِّ مكان، ولكن تلك التي تكون في الدماغ أو النخاع الشوكي يمكن أن يكون لها تأثيرات مثل نوبات الصرع أو الصداع. ومع ذلك، فإنَّ معظمَ الأشخاص الذين لديهم تشوُّهات شريانية وريدية في الدماغ والنخاع الشوكي لا يعانون من أيَّة أعراض هامَّة، أو قد يعانون من أعراض بسيطة. لا يزالُ سببُ التشوُّهات الشريانية الوريدية غير معروف، ومع ذلك يبدو أنَّها تظهر في أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة. غير أنَّ الخطر الأكبر للتشوُّهات الشريانية الوريدية هو النزف. ويمكن أن تجري معالجةُ التشوُّهات الشريانية الوريدية من خلال الجراحة أو المعالجة الشعاعية المركَّزة. 
مقدِّمة
التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية هي حالة خطيرة جداً، يمكن أن تسبِّب سكتات دماغية كبرى، وحتَّى يمكن أن تكون قاتلة. قد ينصح الأطبَّاء بإجراء عملية جراحية لاستئصال التشوُّهات الشريانية الوريدية في الدماغ اعتماداً على عمر المريض وحجم التشوُّهات وموقعها. إذا نصح الطبيب بإجراء عملية جراحية، فإنَّ قرار إجراء أو عدم إجراء هذه العملية هو قرار يعود إلى المريض أيضاً. سوف يساعدك هذا البرنامج التثقيفي على تكوين فهم أفضل لمنافع هذه العملية ومخاطرها، فضلاً عن مختلف المعالجات البديلة. 
لمحة تشريحية
الدماغ هو مركز السيطرة في الجسم. يوجد الدماغُ داخل الجمجمة التي تحميه. يتغذَّى الدماغ بواسطة العديد من الأوعية الدموية. تنقسم الشرايينُ القادمة إلى الدماغ من القلب إلى شرايين أصغر عادةً. كما تنقسم هذه الشرايينُ الصَّغيرة بدورها إلى شُعيرات دموية، أو إلى أوعية دموية صغيرة جداً، تتيح إيصال الأكسجين إلى الدماغ. ثمَّ تجتمع الشعيراتُ الدموية معاً لتشكِّل وُرَيدات أكبر حجماً، تجتمع بدورها معاً لتشكِّل أوردة. وتعيد هذه الأوردة الدم إلى القلب. تتألَّف التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية من شبكة شاذَّة من الأوعية الدموية، حيث يمكن أن تتَّصل الشرايين بالأوردة مباشرة دون تدخل الأوعية الدموية الأصغر. تنتفخ الأوعية الدموية أحياناً انتفاخاً غير طبيعي، ممَّا ينتج عنه أمَّهات الدم. 
أعراض التشوهات الشريانية الوريدية وأسبابها
قد تؤدِّي التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية أو أُمَّهات الدم المرافقة لها إلى نشوء ضغط على الدماغ، ممَّا ينجم عنه تأثيراتٌ مثل نوبات الصَّرع والضعف وفقدان البصر وأعراض عصبية أخرى. يكون تدفُّقُ الدم في التشوُّه الشرياني الوريدي قوياً جداً، ممَّا يدفع الدم باتجاه التشوُّه المذكور بدلاً من الذهاب إلى منطقة الدماغ المحيطة به. وقد يتسبَّب هذا بحصول أعراض تشبه السكتة الدماغية. وتُعرف هذه الحالة باسم "ظاهرة السرقة"، لأنَّ التشوُّه يسرق الدم اللازم من منطقة الدماغ المحيطة به. وقد يؤدي التشوُّه الشرياني الوريدي أو أُمُّ الدم المرافقة له إلى نزف دماغي أو إلى نزفٍ حول الدماغ أو نحوه. تنتقل نسبةٌ كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من النزف إلى دور الرعاية لبقية حياتهم بسبب حصول مشاكل عصبية شديدة. يمكن اكتشافُ التشوُّه الشرياني الوريدي في أثناء إجراء صورة طبقية محورية للدماغ أو تصوير بالرنين المغناطيسي بعد حصول الأعراض المذكورة آنفاً، أو لأسباب أخرى. يُظهر التصويرُ بالرنين المغناطيسي التشوُّهَ الشرياني الوريدي مع جميع الأوعية المتشابكة. 
علاج التشوهات الشريانية الوريدية
يمكن مُعالجةُ التشوُّه الشرياني الوريدي بطرق عديدة ومختلفة. والعملية الجراحية هي المعالجةُ الوحيدة التي تحلُّ المشكلة على الفور وبشكل أكيد، وتخفِّف من فرص حدوث نزف في المستقبل. وقد تستجيب التشوُّهات الشريانية الوريدية الصغيرة في أماكن يصعب للعلاج الإشعاعي الوصول إليها نسبياً في الدماغ. يؤدِّي العلاجُ الإشعاعي إلى انسداد الأوعية الدموية والتُّخفيف من حدوث النزيف. لكنَّ ذلك لا يحدث دائماً. والأهم من ذلك، فإنَّ انسداد الأوعية الدموية يستغرق ما بين السنة والنصف إلى السنتين. وخلال ذلك الوقت، لا يكون الدماغ محمياً من خطر النزف. يمكن أن يؤدِّي العلاج الإشعاعي والمخاطر المحتملة أيضاً إلى السكتات الدماغية بالقرب من التشوُّه الشرياني الوريدي. لإظهار تشريح التشوُّه الشرياني الوريدي على نحو أفضل، تُجرى صورة وعائية عادةً. وهذه الصورةُ هي فحص يجري خلاله حقنُ مادَّة ملوَّنة أو ظليلة في الأوعية الدموية للدماغ. إذا قرَّر الطبيبُ إجراء عملية جراحية لاستئصال التشوُّهات الشريانية الوريدية، سوف يحاول اختصاصي الأشعَّة الذي يقوم بتصوير الأوعية سدَّ جزء من الأوعية الدموية بجزيئات صغيرة أو بغراء خاص. ويُعرَف هذا الجزء من إجراء الصورة الوعائية باسم "الإِصمام". وهذا ما يساعد على خفض تدفُّق الدم إلى التشوُّهات الشريانية الوريدية، ويسهِّل جراحة استئصالها. قد لا يسمح موقعُ بعض التشوُّهات الشريانية الوريدية بإجراء عملية الإصمام. ومن المهم أيضاً أن نعرف أنَّ الإصمام يخفِّف من تدفُّق الدم لفترة قصيرة فقط، وبذلك فهو لا يشكِّل معالجة طويلة الأمد للتشوُّهات الشريانية الوريدية. هناك مخاطر لتصوير الأوعية والإصمام. وتشمل هذه المخاطر، على سبيل المثال لا الحصر، السكتات الدماغية والنزف. يمكن معالجةُ أُمِّ الدم المترافقة مع التشوُّهات الشريانية الوريدية بطريقة أخرى غير الجراحة، وذلك باستخدام وشائع صغيرة وبالونات. تستخدم هذه الوشائع والبالونات لسدِّ أُم الدم ومنعها من التمزُّق. ويجري وضعُها داخل أو بالقرب من أُم الدم من خلال قثطار يُدخل عبر شرايين الدماغ الرئيسية. ويُعرف هذا النوعُ من العلاج باسم "المعالجة داخل الوعائيَّة". الإجراءاتُ داخل الأَوعية ليست للجميع، بل يضع الطبيب في الحسبان عدَّة عوامل، منها:
حجم وموقع أُم الدم.
حصول نزف من أُم الدم.
حصول نزف في التشوُّهات الشريانية الوريدية.
مكان وجود هذه التشوُّهات في الدماغ.
عمر المريض.
الحالة الصحِّية العامَّة للمريض.

العلاج الجراحي للتشوهات الشريانية الوريدية
تساعد العمليةُ الجراحية لاستئصال التشوُّهات الشريانية الوريدية وتثبيت ملقط بأُم الدم المرافقة لها، إذا ما وجدت، على تخفيف مخاطر النزف في المستقبل. يؤدِّي تثبيت ملقط بأُم الدم إلى عزلها عن مجرى الدم، فتبدأ بالانكماش. وهذا الإجراء يمنع النزف الإضافي، ويزيل الضغط عن منطقة الدماغ المحيطة أيضاً. لا تهدف هذه العملية بحدِّ ذاتها إلى عكس تأثير أي نزف قد حدث سابقاً. بل تهدف إلى منع حصول أي نزف آخر. تتألَّف العملية الجراحية من فتح الجمجمة وتسليخ التشوُّه الشرياني الوريدي بدقَّة فائقة وفصله عن منطقة الدماغ المحيطة، ثمَّ تثبيت ملقط بأُم الدم المرافقة له. وإذا كان هذا التشوُّه قد نزف بالفعل، تجري إزالةُ الجلطة. يُحلق الشعر عادةً من منطقة الرأس التي ستُجرى العملية فيها، قبل شقِّ الجلد. ويتم فتحُ ثقوب في الجمجمة وإخراج قطعة منها. ومن ثمَّ يتمُّ الدخول إلى غطاء الدماغ، واستئصال التشوُّه الشرياني الوريدي وتثبيت ملاقط بأمَّهات الدم، إذا كانت موجودة. وفي نهاية العملية، تتم إعادةُ القطعة التي أُخرجت من الجمجمة إلى مكانها، ثمَّ يُغلق الجلد. سيخبر الطبيبُ المريضَ عن الوقت الذي سيبقى خلاله في المستشفى. ويعتمد هذا الوقت على عدَّة عوامل، مثل عمر المريض وحالته الصحِّية. 
المخاطر والمضاعفات
هذه العملية آمنة للغاية. ولكن هناك مخاطر ومضاعفات عديدة محتملة رغم أنَّه من المستبعَد حصولها. يجب أن يعرف المريضُ هذه المضاعفات تحسُّباً لحصولها، لأنَّ معرفتَها قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في الكشف عن المضاعفات في وقتٍ مبكِّر. تشمل هذه المخاطر والمضاعفات المخاطرَ الناجمة عن التخدير، والمخاطر الناجمة عن جميع أنواع العمليات الجراحية. تشمل المخاطرُ الناجمة عن التخدير العام الغثيانَ والقيء واحتباس البول وجرح الشفتين وتكسُّر الأسنان واحتقان الحلق والصُّداع. أمَّا المخاطر الأشد الناجمة عن التخدير فتشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي. وسوف يتحدَّث طبيب التخدير مع المريض عن هذه المخاطر بمزيد من التفصيل. وسوف يسأله عن وجود أيَّة حساسية تجاه بعض الأدوية. هناك بعض المخاطر التي يمكن أن تنجم عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية، ومنها:
العدوى في مكان عميق في الدماغ أو على سطح الجلد.
النزف، إذ إنَّ عملية استئصال التشوُّهات الشريانية الوريدية يمكن أن تسبِّب فقدان الكثير من الدم، وقد يستلزم الأمر نقل الدَّم للمريض.
ظهور ندبة على الجلد قد تكون مؤلمة أو شكلها غير مقبول.
هناك مخاطر ومضاعفات أخرى تتعلَّق بهذه العملية الجراحية تحديداً. وهي غير محتملة أيضاً. ومع ذلك، من المهم معرفتها. ويعتمد احتمالُ وجود هذه المخاطر على مكان التشوُّه الشرياني الوريدي وحجمه. كلَّما كان هذا التشوٌّهُ أكبر وأعمق في الدماغ، ازداد خطر حدوث المضاعفات. وتشمل هذه المضاعفات، على سبيل المثال لا الحصر، السكتة الدماغية والشلل والضعف وعدم القدرة على الفهم أو النطق، وفقدان البصر، وتغيُّرات في الشخصية ونوبات الصرع المفاجئة والموت. وقد تحدث العدوى أيضاً. ويمكن أن تقتصر العدوى على الجلد فقط، أو قد تكون عميقة، فتصيب سَديلة العظام، ممَّا يتطلَّب إزالتها واستبدالها بمواد بلاستيكية بعد أشهر من الإصابة. كما يمكن أن تصيب العدوى أيضاً الدماغ نفسه، ممَّا يتطلَّب استعمال المضادَّات الحيوية لفترة طويلة، وربما إجراء عملية أخرى. يمكن أن تحدث جلطات دموية في الساقين بسبب عدم الحركة في أثناء الجراحة وبعدها. وتظهر بعدَ بضعة أيَّام من الجراحة عادة، ممَّا يتسبَّب في تورُّم الساق والألم. يمكن لهذه الجلطات الدموية أن تنتقل من الساقين إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر، وقد تؤدِّي إلى الموت. ولذلك من المهم للغاية أن يخبر المريضُ الأطبَّاءَ عن حدوث هذه الأعراض. ويمكن أن يحدث ضيق التنفُّس من دون سابق إنذار أحياناً. 
يساعد نهوضُ المريض من الفراش، والمشي بعد وقت قصير من العملية الجراحية، على الحدِّ من مخاطر حدوث الجلطات الدموية في الساقين. وكما ذُكر سابقاً، تهدف العمليةُ إلى منع حصول أي نزف آخر. وليس المقصود منها عكس الأضرار الناجمة عن النزف الذي حدث. 
بعد الجراحة
بعد الجراحة، يقضي المريض يوماً أو يومين على الأرجح في وحدة العناية المركَّزة. وتعتمد فترة بقاء المريض في تلك الوحدة على مدى تحسُّن صحَّته. سوف تراقب الممرِّضات في وحدة العناية المركَّزة وضعَ المريض بدقَّة تامة. ويشمل ذلك التحقُّق من حالته العصبية، فضلاً عن مراقبة قلبه وضغط دمه عن كثب. قد يخضع المريضُ لاحقاً لعلاج فيزيائي وعلاج مهني، وعلاجات أخرى لمساعدته على الشفاء. وتعتمد عودةُ المريض لاستئناف أنشطته المعتادة على حالته الصحِّية خلال مرحلة المراجعة. سوف يخبر الطبيب المريض عن الوقت اللازم لشفائه، ومتى يستطيع العودة إلى العمل. ويعتمد هذا الوقت على عمره، ونوع عمله، وحالته الطبية، فضلاً عن عوامل أخرى. 
الخلاصة
التشوُّهاتُ الشريانية الوريدية الدماغية هي حالة خطيرة جداً، قد تؤدِّي إلى نزف في الدماغ أو سكتة دماغية، أو حتَّى إلى الموت. والنتيجة تكون أسوأ بعد حدوث نزف. لذلك، من المستحسن في كثير من الحالات اتِّخاذ القرار بإجراء عملية جراحية لاستئصال هذه التشوُّهات قبل أن تنزف. وعلى الرغم من المعالجات التكنولوجية المتقدِّمة، فإنَّ عاقبة التشوُّهات الشريانية الوريدية التي نزفت تبقى خطرة جداً ومستقبلها مجهول. ومع ذلك، يمكن لعملية استئصال التشوُّهات الشريانية الوريدية الدماغية أن تخفِّف مجموعة من الأعراض الخطيرة، وحتى يمكن أن تنقذ حياة المريض. أصبحت جراحة الدماغ أكثر أماناً من ذي قبل، وذلك بفضل التقدُّم في التكنولوجيا والتخدير. لكن، وكما ذكرنا سابقاً، قد تحدث مضاعفات. ومعرفة هذه المضاعفات ستساعد المريض على اكتشافها ومعالجتها في وقت مبكِّر إذا حدثت

داءُ رينو



داءُ رينو (الاعتلال الوِعائي مجهول السبب) هو اضطرابٌ نادر يصيب الأوعيةَ الدموية، حيث يصيب أصابعَ اليدين والقدمين
عادةً. يتعرَّض الأشخاصُ المصابون بهذا الإضطراب إلى هجمات تؤدِّي إلى تَضيُّق الأوعية الدموية. وعندما يحدث هذا، يعجز الدمُ عن الوصول إلى سطح الجلد، فيتحوَّل لونُ المنطقة المصابة إلى الأبيض ثمَّ إلى الأزرق. وعندما يعود تدفُّقُ الدم إلى المنطقة المصابة ، فإنَّ الجلدَ يصبح أحمر اللون مع الإحساس بالتنميل أو بالنبض في المنطقة. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبِّبَ انقطاعُ الدم تقرحاتٍ أو موت الأنسجة في الجلد. ومن الممكن أن يؤدِّي الطقسُ البارد أو الشدة النفسية إلى إثارة هجمات داء رينو. إنَّ سببَ داء رينو غير معروفٍ في معظم الأحيان؛ لكنَّ الأشخاصَ الذين يعيشون في مناطق ذات مناخ بارد يكونون أكثرَ تعرُّضاً إلى الإصابة بهذا المرض، بالمقارنة مع من يعيشون في مناطق دافئة. قد تشتمل معالجةُ داء رينو على استخدام الأدوية من أجل المحافظة على توسُّع الأوعية الدموية. وهناك أيضاً أشياء بسيطة يستطيع المرءُ أن يقومَ بها، وذلك من قبيل: • غمر أصابع اليدين في ماءٍ دافئ عندَ ظهور أول إشارة إلى اقتراب حدوث الهجمة. • المحافظة على دفء اليدين والقدمين في الطقس البارد. 
مقدِّمة
داءُ رينو (الاعتلال الوِعائي مجهول السبب) هو اضطرابٌ نادر يصيب الأوعيةَ الدموية، حيث يصيب أصابعَ اليدين والقدمين عادةً. ويؤدِّي هذا الاضطرابُ إلى تَضيُّق الأوعية الدموية، ممَّا يجعل المنطقة المصابة تكتسب اللونَ الأبيض و الأزرق. تتوسَّع الأوعيةُ الدموية بعدَ انتهاء هجمة داء رينو؛ فيصبح الجلدُ أحمر اللون، ويشعر المريض بتنمُّلٍ ونبضٍ دموي. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تحدثَ تقرحات أو موت للأنسجة بسبب انقطاع الدم عنها. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي المرضَ المعروف باسم داء رينو. وهو يستعرض أعراضَه وأسبابه وتشخيصه ومعالجته. 
ما هو داءُ رينو؟
يُعرَف داءُ رينو أحياناً باسم "ظاهرة رينو" أو "متلازمة رينو". داءُ رينو اضطرابٌ نادر يصيب الشرايين. والشرايينُ هي الأوعيةُ الدموية التي تنقل الدمَ من القلب إلى مختلف أنحاء الجسم. يحافظ الجسمُ على حرارته عندما يكون الطقسُ بارداً من خلال إبطاء تدفُّق الدم إلى الجلد. وهو يقوم بذلك من خلال تَضييق الأوعية الدموية. أمَّا في حالةِ الإصابة بداء رينو، فإنَّ ردة فعل الجسم تجاه البرد أو الشدة النفسية تكون أقوى من الحدِّ المعتاد. وهذا ما يجعل الأوعيةَ الدموية تتضيَّق بصورة أسرع وإلى درجة أكثر من الحدِّ الطبيعي. ويُدعى ذلك باسم "التَّشنُّج الوعائي". إنَّ التَّشنُّجَ الوعائيَّ الذي يصيب الشرايينَ يقلِّل من تدفُّق الدم إلى المنطقة المصابَة. وهذا التناقص في تدفُّق الدم يؤدِّي إلى ظهور أعراض داء رينو. لا يؤدِّي داءُ رينو غالباً إلى ضررٍ دائم أو بعيد المدى في الأنسجة، كما لا يؤدِّي إلى أيَّة إعاقة. ترتخي الأوعيةُ الدموية ويعود جريانُ الدم كما كان قبلَ أن تُصابَ الأنسجة بضررٍ دائم. 
الأعراض
تظهر علاماتُ وأعراض داء رينو بفعل انخفاض الحرارة أو بفعل الشدَّة النفسية. وعندما تظهر الأعراض، ندعو تلك الحالة باسم "هجمة". تصيب هذه الهجماتُ أصابع اليدين والقدمين عادةً. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تصيبَ الهجماتُ الأنفَ أو الأذنين أو الحلمتين أو الشفتين. خلالَ الهجمة، تصبح الأوعيةُ الدموية شديدة الضيق. ونتيجة ذلك، ينقطع تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة، أو يكاد ينقطع. وهذا ما قد يؤدِّي بالمنطقة المصابة إلى:
الشحوب، أو الابيضاض ثم الازرقاق.
الشعور بالخدر أو البرد أو الألم.
الاحمرار والنبض أو الوخز أو الشعور بالحرق أو بالخدر عندما يعود تدفُّقُ الدم إلى المنطقة.
يمكن أن تستمرَّ الهجمةُ أقل من دقيقة واحدة، كما يمكن أن تدوم عدة ساعات أحياناً. ويمكن أن تحدث الهجمات يومياً أو أسبوعياً. غالباً ما تبدأ الهجمةُ في إصبعٍ واحدٍ في اليد أو القدم، ثم تنتقل إلى بقية الأصابع. وفي بعض الحالات، لا يتأثَّر بالهجمة إلاَّ إصبعٌ واحدٌ أو اثنان. ومن الممكن أن تتأثَّرَ مناطق مختلفة في أوقات مختلفة. يمكن أن تؤدِّي الحالاتُ الشديدة من داء رينو إلى تقرُّحاتٍ جلدية أو إلى الإصابة بالغنغرينة. والغنغرينةُ هي موت أو تحلل أنسجة الجسم. يموت النسيجُ عندما لا يحصل على الدم مدَّةً طويلة. لكنَّ الهجمات الشديدة في داء رينو أمرٌ نادر الحدوث. 
الأسباب
هناك أشياء كثيرة يمكن أن تسبِّبَ داءَ رينو. وعلى سبيل المثال، فإنَّ داءَ رينو على صلةٍ بأمراضٍ وحالاتٍ طبِّية تسبِّب ضرراً مباشراً للشرايين أو للأعصاب التي تتحكَّم في الشرايين في اليدين والقدمين. يعدُّ تصلُّب الجلد والذئبة مثالين على الحالات الكثيرة التي يمكن أن تسبِّبَ داء رينو. ويصيب هذا الداءُ نحو تسعين بالمائة من الأشخاص المصابين بتصلُّب الجلد. كما أنَّ شخصاً من كلِّ ثلاثة أشخاص مصابين بالذئبة يُصابون بداء رينو أيضاً. قد تؤدِّي الأعمالُ المتكرِّرة إلى الإصابة بداء رينو أيضاً، وذلك من خلال إلحاق الضرر بالشرايين أو الأعصاب التي تتحكَّم بالشرايين في اليدين والقدمين. ومن الأمثلة على هذه الأعمال المتكرِّرة: الضرب على الآلة الكاتبة أو على لوحة الحاسوب، أو عزف البيانو. كما أنَّ استخدام الأدوات التي تُحدِث اهتزازاً شديداً، كالمثاقب وأدوات الحفر، يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بداء رينو أيضاً. يمكن أن تؤدِّي الإصاباتُ التي تلحق باليدين أو القدمين عند الحوادث أو عند "عضَّات الصقيع"، أو بسبب الجراحة أو غير ذلك، إلى الإصابة بداء رينو أيضاً. إنَّ التعرُّضَ إلى بعض المواد الكيميائية في أماكن العمل يمكن أيضاً أن يؤدِّي إلى الإصابة بداء رينو. ومن الأمثلة على هذه المواد كلوريد الفينيل المستخدم في الصناعات البلاستيكية. إن النيكوتين الموجود في السجائر يمكن أن يزيدَ أيضاً من مخاطر الإصابة بداء رينو. هناك أدويةٌ معينة يمكن أن تسبِّب داء رينو أيضاً. ومن هذه الأدوية:
حاصرات بيتا.
أقراص منع الحمل.
بعض أدوية السرطان، ومنها "سيزبلاتين" و "فينبلاستين".
الأدوية المستخدمة لحالات صداع الشقيقة التي تحتوي على مادة إيرغوتامين.
بعض أدوية الزكام والحساسية التي تُباع من غير وصفة طبية، وكذلك بعض المساعِدات الغذائية.
لا يستطيع الطبيبُ دائماً أن يحدِّدَ السببَ الدقيق للإصابة بداء رينو. 
التشخيص
يقوم الطبيبُ بتشخيص الإصابة بداء رينو استناداً إلى التاريخ الطبي للمريض وإلى الفحص الجسدي، وكذلك إلى نتائج الفحوص والاختبارات. يمكن إجراءُ اختبار التنبيه بالبرد من أجل تحفيز أعراض داء رينو. ولإجراء هذا الاختبار، تُوضَع اليدان لفترةٍ وجيزة في ماءٍ مثلَّج. ويُستَخدم جهاز صغير لقياس مدى سرعة عودة الأصابع إلى درجة حراراتها الطبيعية. قد تتطلَّب عودةُ الأصابع إلى حالتها الطبيعية أكثر من عشرين دقيقة إذا كان المريضُ مُصاباً بداء رينو، أو بمتلازمة رينو. كما يُمكن أيضاً إجراءُ الفحص المجهري لشعيرات الطيَّة الظِّفرِيَّة من أجل البحث عن وجود شرايين غير طبيعية في الأصابع. تُوضَع في هذا الإجراء قطرةٌ من زيتٍ خاص على قاعدة الظفر، ثمَّ يجري فحصُ الظفر تحت المجهر من أجل رؤية الشرايين. هناك فحوصٌ وإجراءات أخرى، كفحوص الدم مثلاً، يمكن الاستفادة منها من أجل البحث عن الحالات التي قد تكون لها صلة بالإصابة بداء رينو. 
المعالجة
لا يوجد شفاءٌ لداء رينو. لكنَّ المعالجةَ يمكن أن تقلل من عدد الهجمات وشدتها. وتشتمل المعالجةُ على إدخال تغييرات في نمط حياة المريض، وتناول الأدوية، وعلى الجراحة أيضاً في بعض الحالات النادرة. يستطيع معظم الأشخاص المصابين بداء رينو تدبيرَ الحالة من خلال إدخال بعض التغييرات على نمط حياتهم. إن هذه التغييرات قادرةٌ على مساعدة المريض في تجنُّب الأشياء التي يمكن أن تحفز هجمات داء رينو، وذلك من قبيل البرد أو الشدَّة النفسية. للحماية من البرد:
تغطية الجسم في الطقس البارد. وإرتداء طبقات من الملابس من أجل الحصول على مزيدٍ من الدفء، إضافةً إلى استخدام قفازات ، وذلك من أجل حماية الأصابع.
استخدام "مُدفِّئات اليدين والقدمين" في داخل القفازات أو الأحذية أو الجوارب أو الجيوب. إن هذه المدفئات متوفِّرة في معظم متاجر بيع اللوازم الرياضية.
رفع حرارة التدفئة في المنزل أو ارتداء المزيد من الملابس الدافئة في الأماكن المبَرَّدة.
تدفئة السيَّارة قبل قيادتها في الطقس البارد.
استخدام القفازات عند أخذ الأطعمة من الثلاجة أو البراد إذا كانت حسَّاسية اليدين للبرد مرتفعة.
كما يمكن تجنُّبُ العوامل الأخرى التي تحفز الهجمات أيضاً، وذلك من خلال:
تجنُّب الأشياء التي تؤدي إلى الانزعاج أو إلى التوتُّر النفسي.
معالجة الشدَّة النفسية.
الحد من استخدام العُدَد اليدوية التي تصدر اهتزازاتٍ شديدة، كأدوات العمل الكهربائية مثلاً.
استخدام الملابس والأدوات الواقية المناسبة عند العمل في بيئة تحوي مواد كيميائية.
الحد من الأعمال المتكرِّرة التي تقوم بها اليدان، وذلك من قبيل عزف البيانو أو الضرب على الآلة الكاتبة.
إذا كان أحدُ الأدوية هو السبب في تحفيز الهجمات، فإن على المريض أن يستخدم دواءً بديلاً أو أن يستشير الطبيب لتعديل الجرعة التي يتناولها من هذا الدواء. ويجب الحرصُ على استشارة الطبيب للتوصل إلى الخيار الأفضل. هناك تغييراتٌ أخرى في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تفادي الهجمات. ومن هذه التغييرات:
عدم وضع الأساور المعصمية الضيقة والخواتم الضيِّقة.
ممارسة النشاط الجسدي من أجل زيادة تدفق الدم والمحافظة على دفء الجسم.
الإقلاع عن التدخين، إذا كان الشخص مدخناً.
الحد من تناول الكافيين وتجنُّب الكحول.
يستطيع المرء أيضاً أن يتخذ خطواتٍ أخرى من أجل المساعدة على وقف الهجمات عندما تحدث، وذلك من خلال:
الانتقال إلى مكان دافئ.
تدفئة اليدين أو القدمين باستخدام الماء الدافئ.
تحريك الذراعين على شكل دائرتين أو هزّ الذراعين والقدمين.
الخروج من الأوضاع التي تسبب الشدة النفسية، ومحاولة الاسترخاء.
إذا لم تُفلح التغييراتُ في نمط الحياة في ضبط داء رينو، فقد يكون المريض في حاجةٍ إلى الأدوية أو إلى الجراحة. هناك أدويةٌ فموية وكريمات تباع بوصفة يمكن استخدامها من أجل تحسين تدفُّق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين. قد تجري معالجةُ الحالات الشديدة من داء رينو من خلال الجراحة أو من خلال استخدام الحُقَن من أجل تثبيط عمل الأعصاب التي تتحكَّم بالشرايين في اليدين والقدمين. وقد يكون هذا مفيداً في الوقاية من الهجمات. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تظهر لدى المرضى الذين يعانون من حالات شديدة من داء رينو تقرُّحات جلدية أو غنغرينة. وإذا حدث هذا، فقد تكون هناك حاجة إلى استخدام المضادات الحيوية أو إلى الجراحة من أجل قطع الأنسجة المصابة. وفي بعض الحالات الخطيرة، يمكن بترُ الإصبع المصاب. لابدَّ من استشارة الطبيب في الحال إذا أدى داء رينو إلى تقرُّحاتٍ في أصابع اليدين أو القدمين، أو في أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن تكون المعالجةُ المبكِّرة مفيدة في وقاية المريض من الإصابة بأضرارٍ دائمة في هذه المناطق. يجب الحرصُ على العناية الجيدة باليدين والقدمين. وهذا يعني حمايتهما من الجروح والكدمات وبقية الإصابات. كما يُستحسن استخدام مُرطِّبات الجلد لحمايته من الجفاف والتشقُّق. 
الخلاصة
داءُ رينو هو إضطراب نادر يصيب الأوعية الدموية. وهو يصيب أصابع اليدين والقدمين عادةً. إنَّ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعرَّضون لهجماتٍ تسبب تضيُّق الأوعية الدموية. وهذا ما يؤدِّي إلى ابيضاض المناطق المصابةو ازرقاقها. عندما تنتهي هجمةُ داء رينو، تتسع الأوعية الدموية من جديد. يصبح الجلدُ أحمرَ اللون، وقد يشعر المريض بتنميلٍ أو بنبض الدم فيه. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدِّي انقطاعُ جريان الدم إلى ظهور تقرحات أو إلى موت النسيج. يؤدِّي الطقسُ البارد أو الشدة النفسية إلى تحفيز أعراض وعلامات داء رينو. وتؤثِّر هجماتُ هذا المرض عادةً في أصابع اليدين و القدمين. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تصيب الهجماتُ الأنف أو الأذنين أو الحلمتين أو الشفتين. لا يوجد شفاءٌ لداء رينو. لكن هناك معالجات يمكن أن تقلل من عدد الهجمات وتخفيف شدتها. وتشتمل المعالجةُ على تغييرات في نمط الحياة، وعلى استخدام أدوية، وكذلك على الجراحة في بعض الحالات النادرة. لابدَّ من استشارة الطبيب سريعاً إذا أدى داء رينو إلى تقرحاتٍ في أصابع اليدين أو القدمين، أو في أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن تكون المعالجة المبكرة مفيدة في وقايةَ المريض من الإصابة بأضرارٍ دائمة في هذه المناطق


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


مرض رينود؟
مرض رينود
مرض رينود هو حالة تصيب أجزاء معينة من الجسم مثل أصابع اليد، أصابع القدم، الأنف، و الأذن، حيث يشعر الشخص بتنميل و برودة عند التعرض للبرد أو التوتر و الضيق النفسي.  و السبب في ذلك هو ضيق الشرايين التي تُغذي الجلد لتلك المناطق من الجسم و تمده بالدم فيقل الدم الذي يصل إليها.
ضيق الشرايين التي تُغذي الجلد لتلك المناطق من الجسم و تمده بالدم فيقل الدم الذي يصل إليها
و النساء أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض عن الرجال. و هو أكثر انتشارا في الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الباردة. و يعتمد العلاج على حدة المرض و إذا كان مصاحبا له أمراض أخرى.
أسباب مرض رينود
لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى سبب نوبات مرض رينود، لكن وُجد أن الأوعية الدموية الموجودة بالأيدي و الأقدام تتفاعل بصورة أكثر من الطبيعي عند التعرض للبرودة أو للانفعال.
درجات الحرارة الباردة: 
عندما يتعرض الجسم للجو البارد تبدأ الأطراف في فقدان الحرارة حيث أن كمية الدم التي تصل لأصابع اليد و القدم تبدأ تقل نتيجة ضيق الشعيرات الدموية التي تغذيها و الموجودة تحت الجلد. و يحدث ذلك بصورة فسيولوجية ( طبيعية ) للحفاظ على حرارة الجسم الرئيسية. أما في حالة مرض رينود فالأمر يكون بصور مضاعفة أكثر من الطبيعي. و يظهر هذا عند وضع اليد تحت صبور الماء البارد، أخذ شي من الفريزر، أو التعرض للجو البارد.

في حالة مرض رينود يحدث انقباض فجائي و مؤقت للشرايين الدموية الصغيرة للأصابع و بالتالي تقل كمية الدم الذي يصل إليها. و يؤدي ذلك إلى أن يصبح هذا الجزء من الجلد شاحب بسبب قلة الدم الذي يصل إليه. و بعد أن ينتهي هذا الانقباض و تبدأ الشعيرات الدموية تتسع و يعود تتدفق الدم مرة أخرى لهذه المنطقة و يعود لون الجلد إلى لونه الطبيعي.
في حالة مرض رينود يحدث انقباض فجائي و مؤقت للشرايين الدموية الصغيرة للأصابع و بالتالي تقل كمية الدم الذي يصل إليها

التوتر و الانفعال: 
عادة يسبب أي انفعال يتعرض له الشخص مثل ما يحدث في حالة التعرض للجو البارد. و كذلك في حالة مرض رينود يكون رد الفعل الطبيعي مضاعف و متزايد.
و هناك نوعان رئيسيان من مرض رينود
مرض رينود الأولي Primary Raynaud's: و يعتبر أكثر صور المرض انتشارا حيث يحدث دون أن يكون مصاحبا لأمراض أخرى بالجسم.
مرض رينود الثانوي Secondary Raynaud's: و يطلق عليه ظاهرة رينود Raynaud's phenomenon حيث يكون مصاحبا لأمراض أخرى مثل تصلب الجلد Scleroderma، الذئبة Lupus، التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis، متلازمة النفق الرسغي Carpal tunnel syndrome.
عوامل الخطر Risk factors
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالمرض مثل:
النوع: يصيب المرض النساء أكثر من الرجال.
السن: عادة يبدأ المرض في سن 15-25 عاما.
مكان السكن: حيث أنه يكون أكثر انتشارا في المقيمين في الأماكن الباردة.
التاريخ العائلي: حيث وُجد أن حوالي ثلث المصابين بالمرض لديهم أحد أفراد العائلة مصاب به.
أعراض و تشخيص مرض رينود
تعتمد أعراض مرض رينود على حدة و مدة انقباض الأوعية الدموية و تكرار حدوث هذا الانقباض.

و تتضمن الأعراض الآتي:
تغير لون الجلد عند التعرض للبرد أو التوتر النفسي. حيث في البداية يتحول الجلد إلى اللون الأبيض ثم يصبح أزرق اللون مع الشعور بالبرودة و التنميل و فقدان الإحساس في هذا الجزء من الجلد. و مع تحسن الدورة الدموية و التعرض للهواء الدافئ يستعيد الجلد اللون الأحمر الطبيعي مرة ثانية.
و عادة تحدث هذه الحالة في أصابع الأيدي و أصابع القدم. لكنها يمكن أن تحدث في أماكن أخرى من الجسم مثل الأنف، الشفاه، أو الأذن. و قد تستمر النوبة دقيقة واحدة في بعض الحالات أو قد تستمر عدة ساعات.
التشخيص Diagnosis
عادة يتم تشخيص مرض رينود عن طريق الأعراض التي يشكو منها المريض. و قد يقوم الطبيب بعمل اختبار يسمى cold-simulation test حيث يقوم المريض بوضع يديه في ماء بارد و يتابع الطبيب التغيرات التي تحدث في يديه. و قد يطلب الطبيب بعض التحاليل الطبية للتأكد من عدم وجود مرض مصاحبا له.
علاج مرض رينود
في الحالات البسيطة يكون العلاج عن طريق تجنب مسببات نوبة رينود. و ذلك عن طريق:
الحماية من البرد عن طريق ارتداء غطاء للرأس، جوارب، و قفازات.
ارتداء قفازات خاصة عند إحضار طعام من الفريزر.
في الشتاء يمكن ارتداء جوارب و قفازات أثناء النوم.
في الحالات الشديدة من المرض يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي الذي يهدف إلى تقليل عدد نوبات المرض و حدتها و علاج أي مرض أخر مصاحبا لمرض رينود.
أدوية مغلقات قنوات الكالسيوم Calcium channel blockers: تعمل على انبساط و توسيع الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة بالأيدي و الأقدام. و تقلل تلك الأدوية من تكرار نوبات رينود و حدتها في 70% تقريبا من المصابين.
أدوية مغلقات الألفا Alpha blockers: تعمل على توسيع الأوعية الدموية.
موسعات الأوعية الدموية Vasodilators.

و يجب على المريض تجنب بعض الأدوية التي يمكن أن تجعله عُرضه لتكرار نوبات رينود مثال ذلك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب مثل البروبرانولول ( الإندرال ) propranolol - Inderal، و أقراص منع الحمل.