فيتامين (أ)
Vitamin A
فيتامين (أ) هو أحد أهم مكونات زيت الأسماك، ويوجد بكثرة ووفرة في زيت كبد سمك القد. وهو زيت صحي للغاية وهام
للوقاية من العدوي والحميات والأمراض المختلفة. وقد بينت الدراسات الطبية في هذا الشأن، والتي أجريت علي بعض الأطفال المرضي بالحمى الروماتزمية، فقد بينت الدراسة أن دماء هؤلاء الأطفال تقل فيها نسبة فيتامين
(أ) بشكل واضح وكبير. وكذلك الأمر نفسه كان موجودا لدي المرضي المصابين بالتهاب الرئتين.
ويبدو أن الإصابة بالحميات المختلفة، تجرد الجسم من محتواه من فيتامين (أ).
وفي عام 1967 م، قد أوضح الدكتور - ماكس أودين - بلندن، بأن مرضاه الذين يعانون من التهاب مزمن بالشعب الهوائية، يميلون إلي التحسن السريع والشفاء بعد تناولهم جرعات من فيتامين (أ)
كما دلت دراسات أخري وتجارب معملية علي أن فيتامين (أ) هام للغاية للوقاية من الأمراض الفيروسية التي قد تصيب الكبار أو الصغار علي السواء، حيث أنه يساعد جهاز المناعة في الجسم علي العمل بكفاءة عالية لدفع الضرر الواقع علي الجسم من جراء المرض.
أثر فيتامين (أ) علي الأورام السرطانية المختلفة.
في عام 1942 م، أجريت دراسة علي بعض الحيوانات المصابة بالأورام السرطانية، وقد أعطيت لتلك الحيوانات جرعات وقائية من فيتامين (أ) قبيل تعرضها للإشعاع لعلاج تلك الأورام وكانت النتيجة أن كميات الإشعاع اللازمة لعلاج السرطان في تلك الحيوانات قد قلة بنسبة 25%، وكلما مر بعض الوقت لكي يمتص الجسم فيتامين (أ) كلما زادت المناعة ضد الأورام.
وفي عام 1967 م، أوضح الدكتور - ماكس أودين - بأن العوامل المسببة للسرطان في عنق الرحم لدي الحيوانات عندما يلوث بها عنق الرحم، فإنها لا تسبب السرطان في تلك الحيوانات التي حصلت علي جرعات كافية من فيتامين (أ).
فقد تم تقسيم عدد من فئران التجارب إلي مجموعتين متساويتين، وتم تعريض أحد تلك المجموعتين من فئران التجارب إلي جرعات عالية من مادة (البنزبيرين Benzypyrene) وتلك مادة مسببة للسرطان وتوجد ضمن محتوي مادة التبغ الخاص بالسجائر.
ومع تناول أحد تلك المجموعتين لفيتامين (أ) بجرعات عالية، فقد كانت النتيجة أن تلك المجموعة التي حصلت علي فيتامين (أ) لم تصب بالسرطان، بينما المجموعة الأخرى فقد أصيبت بهذا المرض.
وهذا الفيتامين (أ) يحمي من سرطان الرئتين، والمعدة، والجهاز الهضمي، وعنق الرحم، وأنواع السرطان الأخرى، مما دفع الباحثين والعلماء في السبعينيات إلي اعتبار أن هذا الفيتامين له قدرة غير عادية علي حماية الجسم من أنواع السرطان المختلفة.
وفيتامين (أ) سواء كان استعماله من الخارج أم من الداخل، فإنه يثبط نمو الخلايا السرطانية في الجسم، سواء كان الورم حميدا أم خبيثا، وحتى لو أنه صار هناك ورما خبيثا في الجسم، فإن فيتامين (أ)يعيق نمو الورم ويجعله بطيئا مقارنة بمثل تلك الحالات التي لا يتم فيها تناول فيتامين (أ). والجرعات المثلي لتناول فيتامين (أ) تبدأ من جرعات صغيرة، ثم تزاد إلى 25.000 وحدة دولية.
ويوجد ضعف عدد تلك الوحدات من البيتاكاروتين في عدد 3 جزرات صفراء، والتي لن تضر بالإنسان إذا ما أكل تلك الكمية من الجزر يوميا أو ما يزيد عليها.
ومن المعروف أن سكان القطب المتجمد الشمالي (الأسكيمو) يتناولون في طعامهم يوميا بما يقرب من 300.000 وحدة دولية من فيتامين (أ) والمتوفر في الأسماك والأطعمة البحرية التي تعتبر المصدر الأول للغذاء في تلك المناطق القطبية، ودون أي أضرار صحية تذكر من جراء ذلك.
هذا ما ذكره الدكتور - ويبل - الحائز علي جائزة نوبل في الطب لاكتشافه أن الكبد يقوم بالتدخل والحد من تطور فقر الدم والمعروف بالأنيميا الخبيثة
(Pernicious anemia) وذلك إذا ما وضع المريض علي غذاء مكون من الكبد الطازج بدون طبخ 3 مرات يوميا، ولمدة زمنية طويلة نسبية.
وهذا يعني أن المريض قد يحصل علي جرعات عالية من الفيتامينات المتوفرة في الكبد، والتي لا يوجد لها أي آثار ضارة عليه، وحتى ولو حصل ذلك، فإن مجرد خفض جرعة الدواء أو الطعام سوف يحل المشكلة.
وفيتامين A الطبيعي، مصدره زيت السمك، وهو أهم وأفضل من تلك الفيتامينات المصنعة في المختبرات الدوائية، كما أن أعراض الجرعات العالية أخف وطأ من ذلك المصنع في المختبرات.
فيتامين (أ) وأثره في خفض نسبة الكولستيرول في الدم.
فقد بينت بعض الدراسات الطبية أن تناول فيتامين (أ) لعلاج بعض العوارض الطبية المرضية، قد أدي للحد من أمراض القلب المختلفة التي تسببها زيادة نسبة الكولستيرول في الدم، وذلك مما أوضح أن لفيتامين (أ) دور ما في خفض نسبة الكولستيرول في الدم.
ولبيان ذلك فقد تمت دراسة أثر فيتامين (أ) وفيتامين (د) معا علي مجموعتين متساويتين في العدد من مرضي الشرايين التاجية للقلب، وقد أعطي أحد تلك المجموعتين، فيتامين (أ) و (د).. بينما المجموعة الأخرى هي للكنترول.
وتم أعطي المجموعة الأولي جرعات من فيتامين (أ) قدرها 6000 وحدة دولية، ومن فيتامين (د) جرعة قدرها 1.000 وحدة دولية، لمدة 3 مرات في اليوم، وفي فترة زمنية ما بين 6 أشهر، وحتى 5 سنوات متواصلة.
وكانت النتيجة أن تلك المجموعة التي حصلت علي فيتامينات (أ و د) لم يصاب منهم إلا نسبة 5% فقط من المجموع بأمراض القلب والشرايين التاجية، بينما وصلت نسبة الإصابة في المجموعة الثانية التي لم تتناول تلك الفيتامينات إلي 15 %.
وفي عدد من أفراد المجموعة الأولي والتي تتناول الفيتامينات (أ و د)، لوحظ انخفاض في نسبة الكولستيرول في الدم في خلال فترة وجيزة من 2 إلي 4 أسابيع، بينما في المجموعة التي لم تتناول تلك الفيتامينات، فلم يلحظ أي تغير في مستوي الكولستيرول المرتفع في الدم لديهم.
وفي دراسات طبية بحثية أجريت في أستراليا، بينت أن سكان غنيا الجديدة وهي من الدول النامية لا يعانون من أمراض القلب والشرايين التاجية للقلب، حيث أن معدل تناولهم لفيتامين (أ) يمثل نسبة عالية في الاستهلاك، وذلك مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية التي انخفضت فيها نسبة تناول هذا الفيتامين علي مدي الثلاثون عاما الماضية.
ولا شك أن تناول كل من فيتامين ( أ و د ) فكلاهما يقوي مفعول الأخر، ويحد بشكل كبير من الإصابات المتكررة بنزلات البرد الحادة والمزمنة في نفس الوقت ويباعد بين حدوثها إن لم يكن يمنعها تماما، مقارنة بفعل كل فيتامين علي حدة في هذا المجال.
وفيتامين (أ) هو من الفيتامينات التي تذوب في الدهون، والتي يمكن أيضا تخزينها في الجسم لحين الحاجة إليه في موعد لاحق.
وجميع المرضي الذين يعانون من أمراض عضوية واضحة، ومعرضون للعدوي المعدية وللأمراض المزمنة، فهم بلا شك يعانون من نقص في كميات فيتامين (أ) في أجسادهم وبنسب متفاوتة، حيث أن أمراض الكبد، والجهاز الهضمي، يرجع سببها في الأغلب إلي نقص هذا الفيتامين. وينبغي الحذر من تناول الزيوت المعدنية مثلما يحدث في حالات الإمساك عند بعض المرضي، حيث أن تلك الزيوت المعدنية، تحرم الجسم من محتواه من فيتامين (أ).
وفيتامين (أ) يحمي العين من حدوث المياه البيضاء (الكتراكت) وذلك في دراسة شملت عدد 50.000 من الممرضات المتطوعين للدراسة، واللائي يتراوح أعمارهن ما بين 34 – 59 عاما وعلي مدي 10 سنوات، هي مدة الدراسة.
وأعراض النقص في فيتامين (أ) تؤدي إلي الأعراض التالية: العمي الليلي، الحساسية الزائدة للضوء المبهر، وصعوبة القراءة في الضوء الخافت، كما أن الجلد يتأثر كثيرا بانخفاض نسبة هذا الفيتامين بالجسم ويصبح خشنا، وسهل الإصابة بالأمراض الجلدية المختلفة.
كما أن فيتامين (أ) يمنع حدوث العدوى الميكروبية في الأعضاء المختلفة من الجسم، ويحول دون تكون حصى الكليتين، كما أنه هو لنمو الأطفال نموا طبيعيا، والحصول علي أسنان سليمة وقوية.
وأهم مصادر فيتامين (أ) هي: الكبد، والحليب، والبيض، وزيت كبد أسماك القد، والأسماك الزيتية الأخرى
0 comments: