السذاب عشبة معروفة تستخدم منذ القدم لإغراض عديدة؛ بخورا في التطهير المنزلي من الهوام والحشرات والنمل والوزغ والصراصير، وفي علاج من به مس من الجن، كما تستخدم سعوطاً، وفي دول شرق آسيا تستعمل شاي أوراق السذاب على نطاق واسع كمانعة للحمل، تتوفر عشبة الشذاب في كل مكان وتباع أحيانا في أسواق الخضار، ولها الكثير من الاستخدامات
الاسم
الشذاب أو سَذاب (بالإنجليزية: Rue) ويعرف أيضاً باسم الفيجن النتن أو فيجل وحَزاء، وقديما أهل اليمن يسمونه الخُفْت.
الاسم العلمي: النوع المنتشر البستاني أو المخزني الذي يُزرع (Ruta graveolens)، أما السذاب البري يعرف عالمياً باسم: (Ruta chalepennsis).
الموطن والزراعة
ينتشر السذاب برياً في معظم المناطق في الجبال والأودية وعلى جنبات الطرق، كما أنه نبات زراعي يتكاثر بالبذور ويفضل الأماكن المكشوفة المشمسة، وفي اليمن يُزرع في الكثير من أسقف وشرفات المنازل.
وصف النبات
نبات عشبي معمر يتراوح طوله بين 50 - 100 سم، له ساق متخشب وأفرع تحمل أوراقاً مركبة كثة ذات لون أخضر تميل إلى الزّرقة، تحمل الأفرع في نهاياتها مجاميع من الأزهار ذات لون أصفر ولها رائحة قوية عطرية ويكتمل إزهارها في آخر فصل الصيف، والثمرة كبسولية.
الجزء المستخدم طبياً: الأوراق والأزهار أي الأجزاء الهوائية.
السذاب أو الفيجن
المحتويات الكيميائية
تحتوي أوراق الشذاب على زيت طيار ذا لون أصفر إلى مخضر وفلافونيدات ومن أهمها المركب روتين وبيرجابتين واكسانثوتوكسين وحمض الأموديك، كما تحتوي الأوراق على قلويدات من أهمها سكوميانين، جاما فجارين ودكتامين وكولوساجنين وأربورين أو الروبين وجرافيولينين، كما تحتوي على هيدروكسي كومارنينز وفوروكومارين والجنانز.
خصائص النبات
منبه بقوة لعضلات الرحم مطمث، مضاد للتشنج ومقو للجهاز العصبي، مُعرّق، مقو للبصر، مضاد للسموم وطارد للديدان.
ما قيل عنه قديماً
يقول داود الأنطاكي: السذاب هو الفيجن باليونانية، وهو نبت يقارب ثمر الرمان عندنا وفي المغرب، ولا يعظم في مصر كثيرا، وأوراقه تقارب الصعتر البستاني إلا أنها سبطة، وله زهر أصفر يخلف بزرا في أقماع كالشونيز مر الطعم حاد، وصمغه شديد الحدة من شمه مات بالرعاف؛ والبري أحد وأقوى، ينفع من الصرع وأنواع الجنون كيفما استعمل، ويحلل الرياح الغليظة واليرقان والطحال وعسر البول ويخرج الديدان والحصى ويشفي أمراض الرحم كلها والمقعدة والصدر كالرطوبات والباسور والربو شربا واحتمالا، وإذا طبخ في الزيت فتح الصمم وأذهب الدوي والطنين قطورا والصداع سعوطا وأوجاع الظهر والمفاصل والنقرس ونحوها طلاء، ويمنع الماء كحلا، ويقاوم السموم شربا وطلاء وأكلا حتى أن فرشه وإحتماله يطرد الهوام المسمومة ويدر ويسقط الأجنة فرزجة، ويمنع الزحير والثقل والدم احتقانا وأكلا.
ومن خواصه: قطع الراثحة الكريمة وذهاب صدأ المعادن ء وهو يصدع ويحرق المني، وإدمانه يضعف البصرء ويصلحه السكنجبين والأنيسون، وشربته إلى ثلاثة مثاقيل وقيل: هذا القدر من البري قتال لأنه في الرابعة وليس بصحيح وبد له الصعتر.
قال ابن منظور: الحزا والحزاء جميعاً نبت يشبه الكَرَفْس، وهو من أحرار البقول ولريحه خَمْطَة تزعم الأعراب أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحزاء.
الفوائد والاستخدامات
يستخدم الشذاب داخليا وخارجيا بحذر وفق جرعاته المحددة أو تحت أشراف مختص، وتضاف قليل من أوراق السذاب إلى السلطات كمادة منكهة.
- مادة الروبين الموجودة في الشذاب لها مفعول داعم ومقوي للبطانة الداخلية للأوعية الدموية وخافض للضغط الدموي، وهذا الميزة تجعله مناسبا لبعض أمراض الدم والأوعية الدموية، وعلى سبيل المثال الشذاب مفيد بعد حدوث الجلطة لأنه يمنع تكرارها.
- يستخدم بفعالية لبعض اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي مثل الصرع والتصلب المتعدد وشلل بيل (Bell's palsy) وأنواع من الجنون.
- تستعمل أوراق السذاب لعلاج اضطرابات الحيض وآلام الدورة الشهرية، وكمانع للحمل.
- في أمراض الحمى وضد الحبوب الناتجة عن الحرارة، ومضاد للإسهال وضد فقد الشهية وعسر الهضم.
- تستعمل عشبة السذاب وزيتها خارجيا لعلاج الأمراض الجلدية وخاصة التهابات الجلد والأكزيما، وتسكين الالم العضلي وآلام الأعصاب والتشنحات وآلام الروماتيزم، ومن الخارج أيضاً كغسول للمساعدة في شفاء الجروح والقروح النتنة وآلام وإجهاد العين ومشاكل الرؤية، وكمضمضة في التهاب اللوزتين والتهاب اللثة، أو كغرغرة في أوجاع البلعوم.
- الشذاب عشبة معروفة منذ القدم في علاج من به مس من الجن، وذلك باستخدام أوراقه بخوراً أو زيته سعوطا.
طرق التناول والتحضير
تنبيه: استخدام الشذاب بأي صورة أو شكل يكون بحذر ووفق الجرعات المحددة، وتجاوزها محفوف بالمخاطر الجدية.
الشذاب الغضّ: تستخدم الأجزاء الغضة من السذاب حيث يمكن أن يفرك به على الجلد أو المكان المُستهدف خارجيا، كما يمكن تناول بضع أوراق منه مع الخبز، ويمكن عمل شاي منه بإضافة ملء ملعقة كبيرة من مهروس الأوراق الغضة إلى كوب ماء مغلي يغطى لدقائق ويصفى ويشرب مرة واحدة في اليوم، وهذا المستخلص يمكن استخدامه كمضمضة وكغرغرة أيضا.
السذاب المجفف: تجفف الأجزاء الهوائية لعشبة السذاب في الظل لأن تنشيفها في الشمس يفقدها خصائصها، وعند شراء العشبة من العطار يجب أن تكون جيدة ونظيفة وخالية من الشوائب لأنه يوجد عند بعض العطارين شذاب قديم لا لون له ولا رائحة وهذا ليس بجيد ولا فائدة منه، وأجود الشذاب ما كان أخضرَ اللون، ذو رائحة عطرية نفاثة، ويحضر شاي الشذاب بطريقة النقع؛ حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة (1 جرام) من مسحوق العشبة الجاف وتوضع في كوب ثم يضاف له كوب ماء سبق غليه ثم يغطى الكوب ويترك لمدة 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب مرة واحدة في اليوم، كما يمكن استخدام السذاب سعوطا بعد طحنه.
زيت الشذاب:
زيت السذاب يستخدم في صناعة العطور كما يستخدم النوع الجيد منه في العلاج من الداخل أو من الخارج، وقد يستخلص الزيت الطيار للشذاب بالتقطير المائي للأوراق وللأزهار، وهناك طرق منزلية يمكن من خلالها استخلاص الزيت من الأجزاء الغضّة للسذاب لكن يعاب عليها بأن ماء الشذاب يتعفن بعد أيام بخلاف الشذاب المقطر الذي تمتد صلاحيته لسنتين على الأقل أو زيت الشذاب الذي تمتد لفترة اطول من ذلك، ومن الطرق المنزلية التي تورد طريقة استخلاص دهن السذاب، يتم أخذ جزء من أوراق الشذاب وهرسها وغمرها مع جزئين من زيت الزيتون، ويسد عليها في زجاجة محكمة وتوضع في الشمس مدة أسبوعين بعد ذلك تصفى بشاش أو مصفاه ويحفظ لوقت الحاجة، علما بأن غالبية زيت السذاب الذي يباع في الأسواق غير نقي ومخلوط مع زيوت أخرى، لكن هناك عينات جيدة يكون فيها نسبة الزيت والماء المقطر مقبولة، ويمكن شرب مقدار واحد مل من الزيت في جودته المتوسطة، كما تستخدم منه قطرات في حالة الأمراض الجلدية، ويضاف زيت السذاب لزيوت التدليك في جلسات العلاج الطبيعي والمساج.
0 comments: