رسالة من المدير الاقليمي
لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط
أيها الإخوة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فقد قال لي صديق لدى إعدادي هذه الكلمة بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين: لماذا تظل منظمة الصحة العالمية تركز على موضوع التدخين والناس جميعا يعرفون أنه ضار جدا بالصحة؟ وقال : إن المدخن نفسه يعرف هذه الحقيقة، ويلمسها لمس اليد في ما يحسه في جسمه من ضعف، وفي سرعة تفاقم المرض الذي يصيبه، وفي غير ذلك.
لكن مسألة توافر فكرة عامة عن إضرار التدخين بالصحة شيء، ومعرفة حجم هذا الضرر، والمشكلات الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تترتب على التدخين شيء آخر. فمن ذا الذي يتصور، من بين جماهير الناس، أنه في الدقائق القليلة التي يستغرقها إلقاء هذه الكلمة إليكم يكون التدخين قد قتل فعلا ستين ضحية جديدة؟ ومن ذا الذي يدرك أن التدخين يقتل أكثر من عشرة آلاف شخص يوميا ؟ أما ما يسببه التدحين من أمراض فلا يكاد يدخل تحت حصر. ويكفي أن نقول إنه لو امتنع الناس نهائيا عن التدخين، ولم يعد أحد يشعل سيجارة آو ينفث دخانا لوفر العالم على نفسه ثلث حالات السرطان بكل أنواعه، ولتحقتت الوقاية من نسبة كبير ة من أمراض القلب والأوعية الدموية، ولانخفضت الإصابات بانواع كثيرة من الأمراض الشديدة والقاتلة. وهذا كله يجعل التدخين أشد فتكآ ببني الانسان من الحروب والكوارث والأوبئة.
ومع ذلك يظل التدخين عادة مقبولة في معظم الأوساط الاجتماعية، ويظل المدخن ينفث دخان سجائره في المنزل والمكتب غير مكترث بما يعرض له أولاده واهله وزملاؤه من اضرار وويلات خطيرة. بل إن الواقع المأساوي هو أن التدخين في ازدياد، والكوارث التي يسببها تسير في تفاقم سريع. إذ يزيد عدد المدخنين اليوم في تقدير منظمة الصحة العالمية على مليار وربع مليار من أبناء البشرية، أي اكثرمن ثلث الذين تجاوزوا سن الخامسة عشرة. وإذا ظلت الاتجاهات الراهنة على حالها، فسيزيد هذا العدد كثيرا، وسيرتفع عدد الذين يقتليم التدخين في العالم إلى عشرة ملايين شخص سنويا، أي اكثرمن ألف شخص في الساعة الواحدة.
أيها الإخوة،
بالرغم من كل الويلات التي يسببها التدخين تظل هناك مصالح ضخمة من شركات اجنبية متعددة الجنسيات، وصناعات محلية واسعة الانتشار، تعمل على ترويجه ونشره، ولاسيما بين المراهقين والنساء، ذلك لان صناعة التبغ تعمل على تعويض زبائنها الذين تقتلهم سلعتها الخبيثة. وترسم للتدخين صورة من المتعة والإثارة تغري بها الشباب الصغار قبل أن تتكون لديهم فكرة صحيحة كاملة عن ضرر التدخين وما يسببه من إدمان صعب خبيث.
ومن جهة أخرى يتصور المسؤولون في بعض قطاعات المجتمع، كالزراعة والصناعة والقطاع الضريبي، أنها تجني من التبغ وزراعته وبيعه واستهلاكه فوائد مالية واقتصادية كبيرة. لكن موازنة الأرباح والخسائر في التدخين تكشف أن ما تخسره كل دولة في العالم من التدخين يزيد أضعافا كثيرة علي ماتجنيه منه. وهذا إذا اقتصرت الموازنة على حسابات الأرقام المادية البحتة . اما ما تخسره الإنسانية من التدخين، في صحة أبنائها وحياتهم، فأمر اكبر كثيرا من أن يقارن بدخل ضريبي أو فوائد مالية، تظل جميعها زهيدة مهما ارتفعت آرقامها.
هذه المأساة التى يشكلها التدخين لايمكن التغلب عليها إلا بمجهودمشترك، تتعاون فيه كل الاطراف والجهات المعنية، وتتكاتف فيه جهود كل القطاعات، ابتداء من التربية والتعليم، والصحة والإعلام، والدين والأخلاق، إلى الزراعة والصناعة والاقتصاد، وتترافد فيه اعمال الحكومات مع العمل التطوعي الذي يقوم به الأفراد وا المنظمات الاهلية في عمل متكامل يهدف اولا إلى حماية أبنائها وبناتها من الشروع في التدخين والي مساعدة المدخنين في الاقلاع عن التدخين والتوبه منه. ويهدف أخيرا اليتحرير العالم كله من إسار التدخين، والوصول بإذن الله إلى عالم لايكون فيه مكان للتبغ واستخداماته وأضراره. ولا يتحتق هذا كله إلا بتكاتف الجهود وتعاون الجميع. وقد عملت منظمة الصحة العالمية على استصحاب قطاع من قطاعات المجتمع كل عام في التركيز على علي مشكلة التدخين وضر ورة محاربته، إيقاف جهود الجهات التي تروج له، ونحن نحرص هذا العام على استصحاب كل من يعمل في مجالات الترويح عن النفس والترفيه والاعلام. ذلك لأننا إذا نظرنا حولنا وجدنا الدعاية للتدخين تحاول أن تحيطه بكل ما يترافق مع المتعة والإثارة. ووجدنا كذلك المقاهي، والمنتزهات، تقدم خدمات خاصة تساعد على التدخين. بل لقد ابتدع كثيرمن الفنادق والنوادي ظاهرة تسميها الخيمة الرمضانية، مسيئة بها إلى شهر الصوم الكريم، شهر العبادة والطاعة لله تعالى، إذ تشجع فيها على معصية التدخين، ولاسيما تدخين الشيشة أو النرجيلة. حتى أصبح تدخين النساء للشيشة في هذه الأماكن أمر مألوفا، بعد أن كان غير معروف إطلاقا قبل سنين قليلة.
ولحقيقة أن هذا كله تضليل كاذب، فليس في التدخين متعة ولا راحة. بل المتعة كلها في الممارسات والعادات التي تحفظ على المرء صحته، وتقيه المرض. ولذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تهيب بكل الاخوة والأخوات الذين يعملون في قطاعات الإعلا م والترويح والترفيه والفنون أن ينضموا إليها في موقف واحد. متكاتف ويسهموا في دعم العمل الجاد نحوتحرير عالمنا من بلاء التدخين، ويقي صغارنا وشبابنا من الوقوع في براثنه. وهذا هو ما يؤكده شعار اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام الذي يقول. ألا تنخدع.. فالتبغ قتال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الابعاد الصحية لمشكلة التدخين
أربعة ملايين شخص يلقون حتفهم بسبب التدخين كل عام. غير أن هذا لايحدث فجأة في حياة المدخن، بل تأتي الوفاة نتيجة سلسلة طويلة من المعاناة والمرض، فدخان التبغ يشتمل على أربعة آلاف مركب كيماوي، كلها ضارة، وخمسمئة منها ضارة جدا. بل أن منها 33 مركبا تسبب السرطان. وللتدخين كذلك أضرار على المدى القصير، فالمركبات المهيجة فيه تؤدي إلى زيادة البلغم والسعال، كما يحدث التدخين قصورا في وظيفة الرئة، ممايؤدي إلى صعوبة التنفس ولاسيما عند القيام بجهد بدني مفاجئ. والمدخنون أكثر تعرضا للالتهابات الصدرية بمختلف أنواعها. لكن أشد أضرار التدخين لاتبدأ بالظهور إلا بعد سنين عديدة من التدخين، مما يجعل الشباب من المدخنين يستهينون بهذه الأخطار. لكن الحقيقة المؤكدة التي لاتدع مجالا للشك هي أن التدخين سبب رئيسي أو كلي في عدد من الأمراض القاتلة، منها الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة، مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الشعبي والانتفاخ الرئوي. والأمراض الوعائية التي تصيب مواقع حساسة، والسرطان بأنواع مختلفة. فتظهر دراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكة ان احتمال وفاة المدخنين بالأمراض الرئوية الانسدادية يزيد بعشرة أضعاف عن غير المدخنين، وأن ثلاثة أرباع الوفيات بهذه الأمراض إنما ترجع إلى التدخين وتتأكد هذه النتائج بدراسة تتناول الرجال من الأطباء البريطانيين، إذ تدل على أن خطر الإصابة بالأمراض الرئوية الانسدادية بين المدخنين يزيد بثلاثة عشر ضعفا عنه بين غير المدخنين.
أما بالنسبة للأمراض القلبية الوعائية فإن أنواعها التي يسببها التدخين لا تكاد تدخل تحت حصر، منها مرض الشريان التاجي، وازمات القلب، وأم الدم الشريانية الأبهرية التي تسبب الوفاة الفجائية، ومرض الشريان السباتي الذي يؤدي إلى السكتة الدماغية، ومرض الأوعية المتطرفة في الأرجل التي تسبب الامارهيبة عند المشي، وقد تؤدي إلى بتر الرجل.
وتشمل قائمة الأمراض التي يسببها التدخين: الساد (كاتاراكت)، وتخلخل العظام، وأمراض اللثة.
أما بالنسبة للسرطان فإن التدخين هو السبب المباشر في الغالبية العظمى من الإصابات بسرطان الرئة. غير أن التدخين يعتبر أحد عاملين وئيسيين في الإصابة بسرطان الفم والبلعوم، أما العامل الاخر فهو تعاطي المسكرات. ويتضاعف خطر الإصابة إذا ترافق العاملان معا، فيزيد على حصيلة جمع ما يسببه كل منهما على حدة .
هذه خلاصة لما يسببه التدخين للمدخنين من أضرار صحية، أما ما يسببه لغير المدخنين فليس بأهون شأنا ولا أقل خطرا. فقد درست اللجنة العلمية البريطانية الخاصة بالتبغ والصحة المشكلة عام 1994 آثار دخان التبغ المنتشر في البيئة على غير المدخنين وخلصت إلى النتائج التالية:
. إن التعرض لدخان التبغ في البيئة يسبب سرطان الرئة، ويزيد احتمال الإصابة بسرطان الرئة بين من يتعرضون لدخان التبغ في البيئة على مدى طويل بنسبة تتراوح بين 20% و 30%.
. والتعرض لدخان التبغ في البيئة سبب في الإصابة بأمراض القلب الإقفارية. وإذا ما تأكدت التقديرات الراهنة لمدى احتمالات هذه الإصابات فإن هذا التعرض يمثل خطرا كبيرا على الصحة العامة.
. التدخين في محيط يوجد فيه الرضع والأطفال يسبب أمراضا تنفسية خطيرة، وأزمات الر بو.
. ترتبط الوفاة الفجائية في المهد، وهي السبب الرئيسي في وفاة الأطفال في السنة الأولى من العمر، بالتعرض لدخان التبغ البيئي. وتعتبر هذه العلاقة علاقة سبب ونتيجة.
. يرتبط مرض الأذن الوسطى عند الأطفال بتدخين الآباءوالامهات،ومن المرجح ان تكون هذه العلاقة علاقة سببية . بالاضافة الي ذلك تتعرض النساء الى خطر اضافي فهي مهددة بخطر الاصابة بسرطان عنق الرحم . كما ان النساء المدخنات ويتعاطين أقراص منع الحمل يتعرضن لاحتمال أكبر في الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية. ويؤدي التدخين إلى مضاعفات أثناء الحمل ويضر بالجنين. والأمهات المدخنات يسببن لأنفسهن أضرار صحية محققة، ويعرضن أطفالهن الصغار والرضع لأضرار التدخين بالإكراه.
هذه الحقائق الدامغة تصور ضخامة المشكلة التي تواجهها السلطات الصحية من جراء التدخين، وهي مشكلة تزداد تفاقما واتساعة، فأعداد المدخنين في معظم بلدان العالم لاتزال في ازدياد، ونسبة قليلة من المدخنين تقرر الإقلاع عن التدخين، وكثيرون من هؤلاء لايحققون النجاح في مبتغاهم. وعلى الرغم من أن معظم الدول العربية قد اتخذت خطوات وإجراءات تهدف إلى الحد من مشكلة التدخين، غير أن المشكلة تظل مستعرة الأوار، تغذوها عوامل ثلاثة مهمة أولها ان التدخين إدمان. تقول اللجنة العلمية البريطانية الخاصة بالتبغ والصحة في تقريرها الصادو عام 1988 "لقد تتين أن للنيكوتين آثارا علي نظام إفراز الدوبامين في الدماغ تماثل آثار المخدرات كالهيرويين والكوكائين.. ويبدأ الاعتماد على النيكوتين في وقت مبكر من حياة المراهقين المدخنين، كما أن هناك أدلة دامغة تؤكد أن قدرا كبيرا من سلوك المدخنين البالغين إنما يأتي بدافع من الحاجة إلى المحافظة على مستوى جرعة النيكوتين المعتادة.. ويؤكد الاشخاص الذين يسعون للعلاج من إدمان الهيرويين أو الكوكائين أو الكحول أن الإقلاع عن التدخين صعب مثل صعوبة الإقلاع عن العقار الذي يدمنونه. ومن أهم أسباب الفشل في محاولات كثيرة للإقلاع عن التدخين صعوبة التعامل مع آثار توقف جرعة النيكوتين ".
ونقول بعد هذا أن الشخص الذي يعتاد التدخين باستمرار يضاعف احتمالات وفاته قبل بلوغه الخامسة والستين أكثر من ضعفين، وإن خبر استثمار صحي يستثمره المرء هو أن لايدخن أبدا، أما للمدين فإن الإقلاع عن التدوين هو أفضل مايقوم به في حياته لتحسين صحته. ولو أن الناس جميعة تركوا التدخين ولم يعد أحد يشعل سجارة لوفرنا أكثر من ثلث حالات السرطان بجميع أنواعه.
وتوجد اليوم طرائق متعددة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين، ويجب العمل على توفيرها في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي الصيدليات وغيرها من المرافق الصحية.
ومن المهم أن نتذكر دائمأ أن الخيار المتاح لنا هو بين أمرين: التبغ والصحة. فهما ضدان لايجتمعان.
منبر عالمي لكشف الخداع في ميدان الصحة
تشن صناعة التبيغ حربا سافرة على صحة الناس. فالسجارة هي السلعة الاستهلاكية الوحيدة في العالم التي تقتل صاحبها عندما يستخدمها بالطريقة التي صنت لها. فالتبغ مادة تسبب إدمانا صعبا شديدا، وصناعة التبغ ظلت حينا من الدهر تزيف الحقائق العلمية وتعمل على إحباط جهود السلطات الصحية والسياسية لتستمر في بيع سلعة تجر مستهلكيها إلى الإدمان ثم تقتلهم. وتدل المعلومات والبيانات المتوافرة على أن ثلثي الأشخاص الذين يدخنون اليوم إنما بدؤوا بالتدخين وهم في سن المراهقة والحقيقة أن السجارة ابعد ما تكون عن مجرد لفافة من الورق في داخلها حزمة من أوراق التبغ، بل هي سلعة دقيقة الصنع تم تصميمها بحيث تجر إلى الإدمان وتقتل.
تركز الشركات الصانعة على جانب معين وهو تخفيض نسبة القطران والنيكوتين كي تطرح في الأسواق سجائر تحمل اسماء تحارية.. غايتها
طمأنة المستهـلك، بوسيلة ما، إلى ان هذه اولانواع من السجائر اكثر
"حفاظا على الصحة" من السجائر العادية.
بي. إل. شورت، شركة التبغ البريطانية الامريكية منتج جديد 1971
مزاعم باطلة
تصوير التدخين على انه قرار فردي وسلوكي هو احد الأهداف الرئيسية لصناعة التبغ. وهذا تصوير مخادع لأنه يخرج من المعادلة كل ما تقوم به صناعة التبغ من جهود وممارسات لترويج سلعتها الخبيثة. إذ يقوم هذا التصوير المخادع على افتراض أن الناس يتخذون قرارهم وهم في فراغ كامل، بحيث لايكون هناك أي تأثير للبيئة المحيطة بهم، بما في ذلك إعلانات التبغ وجهود تسويقه، في اتخاذ هذا القرار.
يقول ألن لاندرز الذي كان يعمل لدى شركة ونستون ثم أصبح من دعاة مكافحة التبغ: "تنفق شركات التبغ ستة ملياوات دولار كل عام لجر الشباب وإغرائهم بالتدخين. فهي توهم الفتى المراهق والشاب في مقتبل العمر بأنه عندما يدخن فإنه يبدو جذابا ، وناجحا، ومحبوبا بين زملائه وأقرانه، محبا للمتعة ولكل ما هو جديد وجذاب. وصناعة التبغ تعرض هذه الصورة في كل وسيلة إعلامية، ابتداء من الأفلام التي تعرض في ساعات النهار، إلى الأفلام التي تشاهد في آخر الليل، وكذلك في المجلات، وباستخدام الشخصيات ا لكاريكا تيرية.
وتدل الأبحاث على أن جهود الترويج والتسويق التي تقوم بها صناعة التبغ تؤثر تأثيرا مباشرا في اتخاذ الشاب قرار بالشروع في التدخين. فإعلانات التبغ التي تستخدم شخصيات رياضية وفنية بارزة إنما تهدف إلى تصوير التدخين بأنه ممارسة ممتعة، تبعث على السرور، وتناسب الصحة، وأنه ممارسة تعتادها الشخصيات البارزة والغنية. أما في الدول التي بدأت تحظر إعلانات التبغ فنجد أن صناعة التبغ تعمل على وضع صور التدخين بشكل يلتزم الحرص في الأفلام السينمائية وأشرطة الفيديو التي تصور الأغاني والموسيقى، لكنها تحمل نفمس الرسالة إلى المراهقين والصغار. ولكن عندما يكتشف الناس حقيقة التدخين يكون الوقت قد فات، إذ يكون الإدمان قد أخذ بتلابيبهم.
الخطر يتهددنا جميعا
تعمل صناعة التبغ في شكل قوة عالمية لاترحم دولة من الدول، ولا شعبا من الشعوب. فالحقيقة التي لاجدال فيها هي أنه ليست لترويج التبغ من حجة صحيحة من الوجهة الاقتصادية أو الصحية، فالتبغ يقتل بني الإنسان ويستنزف أموال الدولة بل إن التبغ قد قتل فعلا أربعة ملايين شخص هذا العام، ومع منتصف العشرينات او آوائل الثلاثينات من القرن الجديد، سيقفز عدد قتلى التبغ إلى عشرة ملايين شخص سنويا، غير أن من الممكن الحيلولة دون سقوط هؤلاء صرعى لتدخين التبغ. وتحتاج صناعة التبغ ومروجوه إلى حوالي 11 ألف مدخن جديد كل يوم لتعويض من تقتلهم من زبائنها. ولذلك فيهي تصوب أسلحتها نحو أطفالنا تبيعهم الإدمان والقتل بعد أن تصوره لهم على أنه عمل يمتل الحرية والتمرد والاختيار الشخصي، والتألق، والنجاح.
لابد للسجائر (كاميل فلترمن زيادة رواجها بين أبناء الفئة العمرية 14-24 سنة التي لها قيم اكثر تحضررا والتي تمثل دائرة زبائن السجائر في المستقبل . هذا اذا اردنا ضمان زيادة واستمرار نمو مبيعات هذا النوع من السجائر علي المدي الطويل.
مذكرة مرسلة عام 1975 إلى سي إيه داكار، نائب الرئيسي للتسويق، شركة أر. جيه. رينولدز
كشف الخداع
يموت شخص كل ثمان ثوان بمرض من الأمراض التي يسببها التدخين، وينجر شخص آخر بمثل هذه السرعة ليصبح ضحية أخرى لإدمان التبغ. فالحقيقة أن صناعة التبغ إنما تتجر بالموت وتعتمد على الزيف والخداع. لذلك لابد هن إيقاف هذا العدوان على صحة البشرية. وقد نهضت منظمة الصحة العالمية لمواجهة هذا التحدي العالمي، وجعلت في صميم استراتيجيتها لمواجهته وضع أول معاهدة دولية ملزمة قانونة، ومخصصة لصحة الإنسان في تاريخ العالم. هذه المعاهدة التي تعرف باسم "الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ " ستتناول القضايا الأساسية في محاربة التبغ مثل حظر الإعلان، وتهريب منتجات التبغ، والضرائب والمحاصيل الزراعية البديلة عن التبغ، في مجهود كلي يهدف إلى تحقيق مواجهة عالمية لخطريتهدد العالم كله.
بدأت جهود مكافحة التبغ تقلل من حجم أسواق التبغ في الغرب، غير أن شركات التبغ العالمية تعمل بجد ودأب على توسيع أسواقها على الصعيد العالمي. ولذلك فإن الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ ستوفر منبرا سياسيا قويا، تتوحد فيه جهود دول العالم، ليشد بحضها أزر بعض، في مواجهة هذا الخطر القاتل والأساليب المخاتلة والمخادعة التي تلجأ إليها شركات التبغ العالمية.
إذا كنت لا تزال تحسب أن صناعة التبغ لاتزيد على ان تحشو التبغ في
لفافات ورقيه، وتظن أنها لا تعمل على تحسين تناول جرعة النيكوتين،
فتأمل هذه الجملة التي نقتطفها من كلام عالم كبيم يعمل لدي إحدي شركات التبغ، وننقلها من وثيقة تم كشف النقاب عنها بعد أن ظملت
سرا مكتوما لمدة طويلة، إذ قال في عام 1972 (يجب النظرالي السجارة على انها جهاز متكامل وليست مـجرد مادة منتجة فالمادة المنتجة هي النيكوتين. ولذا لابد من النظر إلى السجارة على أنها حهاز لإعطاء جرعة نيكوتين، ولابد من النظر إلى كل استنشاق للدخان على أنه وسيلة لتعاطي النيكوتين .
من كلام الدكتورة غرو هارلم برونتلاند، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أمام المؤتمر الدولي التاسع لسلطات تصنيف الدواء، برلين، 27 نيسان/ أبريل 1999
إماطة اللثام عن صناعة التبغ
أحد المرتكزات الأساسية في امتداد شركات التبغ الكبرى وتوسعها على الصعيد العالمي هو جهود التسويق والإعلان الشرسة، ومحاولتها إقامة "ستار حديدي جديد من التبغ ". فما يتم اتخاذه من إجراءات في الغرب (مثل تشريعات دول الاتحاد الأوروبي، وأحكام التعويضات الضخمة التي تفرضها المحاكم على شركات التبغ في الولايات المتحدة، وحظر الإعلان عن التبغ، وغير ذلك) يظل غير معروف على الإطلاق في دول أخرى مثل سريلانكا أو المكسيك. ومن جهة اخري فإن أعمال التسويق التى يطلق لها العنان بين الشباب والنساء في الدول النامية (مثل الحفلات الراقصة لترويج التبغ، ومسابقات السجائر الذهبية، وما إلى ذلك) والتي لايسمح بها في الغرب لاتزال غيرمعروفة تماما. ومن اجل إحراق هذا الستار الحديدي وإماطة اللثام عن حقيقة صناعة التبغ، وحشد التآييد العالمي للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، وضعت منظمة الصحة العالمية مبادرتها الإعلامية تحت شعار: "لاتنخدع- فالتبغ قتال ".
وتهدف هذه المبادرة الإعلانية الجديدة إلى بذل محاولة منظمة لتغيير تصور الناس لمشكلة التبغ بأن توفر للهيئات الصحية والسياسية الوسائل اللازمة لتعرية شركات التبغ الكبرى، ومواجهة أساليبها المخادعة، بكل ما يتوافر لها من موارد ضخمة.
" من الواضح انه توجد في كل هذه البلاد إمكانيات ضخمة، بل اقول
إن الطلب على سجائر العالم الغربي يظل متعطشعا للمزيد. وهذه
فرصة رائعة لنا جميعا ، ولاسيما أننا نتحدث عن عدد غير محدود من
بلدان العالم ".
ستيوارت واترتن، مدير تنمية المشاريع التجارية الجديدة في شمركة التبغ البريطانية الآمريكية، في حديثه عن الفرص الجديدة في دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق، 1995
تتوافر لشركات التبغ فرصة جيدة لتجنب الأضرار، فمهما ساءت الأحوال بالنسبة لشركات التبغ في الولايات المتحدة فانها ستظل تحقق أرباحا طائلة من مبيعاتها العالمية))
ألن كابلن، محلل التبغ في شركة كيرل لنش اندكو متحدثا عن شركة فيليب موريس 1997
من فمك ادينك
صناعة التبغ تتحدث
(ا لا أعتقد أن التدخين يسبب الإدمان "
توماس ساندفور، الرئيس التنفيذي لشركة براون أند ويليامسن
" أعتقد أن النيكوتين لايسبب الإدمان "
ويليام كامبل، شركة فيليب موريس
"وأنا كذلك أعتقد أن النيكوتين لايؤدي إلى الإدمان "
جيمس جونستن، شركة آر جيه رينولدز
شهادات كبراء صناعة التبغ بعد حلف اليمين أمام اللجنة الفرعية للصحة والبيئة في الكونغرس الامريكي
((التدخين يسبب الإدمان. وهذا يعني أننا إنما نركز عملنا في بيع النيكوتين ، الذي هو عقار يسبب الإدمان "
أديسون هيمن، من شركة بى اون أند ويليامسن1963
((بالنسبة للمبتدىء يعتبر تدخين السجارة عملا رمزيا، فهو كأنه يقول لنفسه لم أعد طفلا تدلله أمه بل أنا إنسان صلب، ومغامر، ولست مثل بقية أقراني.. ولكن عندما تبدأ قوة الجانب النفسي الرمزي تتلاشى، يكون الاثر الصيدلاني!ب قد بدأ يفرض مفعوله لمواصلة ممارسة العادة ".
شركة فيليب موريسر، نائب رئيس الشركة للابحاث والتنمية ، (ا لماذا يدخن الإنسان؟ " المسودة االأولى 1969
لا تنخدع .. فالتدخين قتال
تحتاج صناعة التبغ إلى مدخنين جدد كل عام تعوض بهم زبائنها الذين يموتون بسبب إصابتهم بالأمراض التي يسببها تعاطي التبغ. فبقاء صناعة التبغ يعتمد اصلا على المدخنين الجدد من المراهقين. فقلة قليلة من الناس تبدأ التدخين بعد بلوغ سن النضج. ولذلك فإن الأطفال هم الهدف الأول لصناعة التبغ. ولهذا فليس من المستغرب أن تنفق شركات التبغ مليارات الدولارات في جهودها لإغراء الأطفال بالشروع في التدخين. ونظرة سريعة إلى بعض الوثائق السرية الخاصة بشركات التبغ والتي عرضت مؤخرا تقدم أدلة دامغة على الإهتمام القديم لشركات التبغ بإغراء الصغار بالتدخين.
ثمة دلالئل تشير الي ان الفئة العمرية 14-18 سنة تمثل قطاعا متزايدا من المدخنين ولذلك فإن شركة آرجيه رينولدز لابد ان تطرح فيها سجائر
تحمل اسما تجاريا جديدا ناجحا في هذا الحيز من السوق ان هي أرادت أن تحافظ علىمركزها في صناعة التبغ علي المدي الطويل)).
توقعات آر جيه رينولدز التخطيطية، ممهورة بخاتم " سري "، 5 (آذار/ مارس 1976
"إن توصياتنا المرفقة.. تعتبر خطوة أخري نحو تحقيق اهددافنا التسويقية
وهي زيادة حصتنا من الشباب الصغار. إن ضمان زيادة نمو سجائر ((كاميل فلتر)) واستمرار نموها على المدي الطويل يحتم زيادة حصتها
من المدخنين في الفئة العمرية 14-24 سنة فهذه الفئة هي الاكثر تحررا في قيمتها وهي تمثل سوق السجائر في المستقبل
جيه. دبليو. هند، آر جيه رينولدز 73 كانون الثاني/ يناير 1975
"... إذا اردنا لشركتنا البقاء والازدهار على المدي الطويل فلا بد لنا من الحصول على حصتنا من سوق الشباب. وفي رايي يتطلب هذا طرح أنواع تحمل اسماء جديدة تكون مصممة لسوق الشباب بالذات) .
كلود تيغ، آر جيه رينولدز، باحثة 1973
اذا كانت السنوات العشر) الماضية قد علمتنا شيئا ما، فهو ان هذه الصنات تسيطر عليها الشركات التي تتجاوب بفعالية أكبر مع احتياجات المدخنين الصغار)).
(لا شك أن مايشعر به المدخن الجديد اليوم له اثاره في مستقبل صناعة التبغ، ولذا فإن إجراء دراسة في هذا المجال أمر كبير الأهمية. ولقد صمم ((المشروع 16 ليقوم بذلك، أي أن يتعرف على كل شيء تجب معرفته عن كيفية بداية التدخين، وما هي احاسيس طلاب المدارس الثانوبة بالنسبة لكونهم مدخنين، وكيف ينظرو ن إلى استخدامهم للتبغ في المستقبل ".
لابد ان تكون الاعلانات الموجهة الي المراهقين متميزة بعدم التصنع وبان طابعها هو الامانة.
تنبذل جهود جادة لتعلم التدخين في سن الثانية عشر والثالثة عشرة في معظم الحالات.
يجد الأطفال في مختلف بلدان العالم أنفسهم محاطين بإعلانات تصور التبغ على أنه متعة، وأنه أسلوب راق وحديث يترافق مع المغامرة، كما تصوره بأنه الوسيلة التي تعطي الشاب صورة إيجابية، وأنه مفتاح التقبل الاجتماعي بين أقرانه. هذا بالرغم من أن التدخين أكثر انتشارا بكثير بين الطبقات الفقيرة والأقل تعليما في كثير من الدول المتقدمة. كذلك فإن الإعلان يعطي رسالة واضحة تقول إن التدخين هو سلوك الكبار وتقدم سجائرها على انها رمز الاستقلال والنضج.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأت صناعة التبغ توجه اهتمامها بشكل قوي نحو النساء فطرحت في أسواقها سجارة المرأة عام 1968. وفي خلال ست سنوات كان عدد الفتيات المراهقات اللاتي يدخن قد ازداد إلى أكثر من الضعف. وتكرر شركات التبغ هذا النمط التسويقي في عدد من البلدان الأخري.
وفي البلدان التي تحظر إعلانات التبغ أو تقيدها تتجه شركات التبغ إلى الرعاية التجارية للحفلات الموسيقية التي تذاع في التلفزيون، أو الأحداث الثقافية التي تنقل على الهواء. بل وتتجه كذلك إلى رعاية الأحداث الرياضية، وذلك لتحظى بفرصة كبيرة لإبراز منتجاتها تتفادى بها الحظر الإعلاني. والأهم أنها بمثل هذه الرعاية تربط في أذهان الشباب فكرة المتعة بالتدخين، وتقرن تدخين التبغ مع الصحة والتفوق الرياضي. وعندما يرى الشباب الصغار شعارات السجائر تقترن بالإثارة والمتعة والسرعة والفوز فإنهم يغفلون في الغالب عن حقيقة التدخين، وأنه يسبب الإدمان والمرض والوفاة.
تجريد التخين من طابع الاثارة
في الافلام والتلفزيون والفيديو
أربع خطوات يمكن أن تتخذها صناعة الترفيه لتجريد التدخين من طابع الإثارة عندما يحاط تدخين التبغ بهالة من الإثارة في الأفلام السينمائية وعلى شاشة التليفزيون وفي أشرطة الفيديو الغنائية فإن ذلك يبعث رسالة قوية التأثير في الشباب الصغار تقول لهم إن التدخين أمر مستحسن.
غير أن صناعة الترفيه والتسلية يمكن أن تتخذ أربع خطوات لثني المراهقين والشباب عن الشروع في التدخين، وهي:
1. تجنب الإثارة في صورة التدخين. ويتم هذا بالامتناع عن تصوير استخدام التبغ على أنه أمر مثير أو بهيج، والامتناع عن ربطه بحس المغامرة والمتعة والاحتفال.
2. استخدام حس الإبداع لتصوير عناصر التمرد والثورة، والاحتفال والاستمتاع والاسترخاء بصور وعبارات ليس للتبغ دور فيها.
3- عرض حقيقة التدخين. يعاني الناس من أمراض متعددة من جراء استخدام التبغ، تصل بهم إلى الوفاة المبكرة. ومعظم المدخنين يتمنون لو استطاعوا الإقلاع عن التدخين، ولكنهم يجدون في ذلك صعوبة بالغة بسب طابع الإدمان الشرس في النيكوتين. أما دخان التبغ المنتشر في البيئة والذي يستنشقه غير المدخنين فيعود بالضر والمرض على هؤلاء الذين لايشعلون سجارة من تلقاء أنفسهم. كذلك شان الغالبية الكبري من الناس لاتدخن، ابل تفضل العيش في بيئة خالية من التدخين.
4. العمل على تقليل استخدام التبغ. ويتم ذلك بالحرص على نشر صورة لاتعطي انطباعآ بأن التدحين أم!هـ عادي من أمور الحياة اليومية، وتجنب
تصو يرشخصيات تدخن في أوضاع غير مناسبة، مثل وجود الممثل وحوله مجمموعة من الأطفال، أو التدخين في المراكز الصحية والمستشفيات، أو في الأماكن التي يحظر التدخين فيها.
وثلاثة امور قيمة الأثر
راقب ما تشاهده. حصن نفسك ضد أية رسالة تشجع على التدخين ويحتمل أن توجه إليك عن طريق ما تنتجه صناعة الترفيه والتسلية، مدركا أن الأفلام وما يعرضه التليفزيون إنما يهدف أولا إلى التسلية والترفيه، وأنه نادرا ما يمثل الحقيقة المجردة. فالتدخين ليس بالأمر المثير ولا الممتع، بل إن العديد من نجوم السينما ماتوا بأمراض سببها لهم التدخين.
شجع الآخرين على مراقبة ما يشاهدونه، وخير وسيلة لتحقيق ذلك بأن يتحدث الشاب إلى أصدقائه عن مشاهد التدخين في الأفلام السينمائية وفي التليفزيون. كما يتحقق بأن تتحدث الأسرة عما تشاهده في الأفلام والتليفزيون، والتفاوت بين صورة التدخين في هذه الأفلام وحقيقته في الواقع. وفي وسع المدرس أن يسهم في ذلك بأن يخصص وحدة تعليمية يبين فيها مهارات المشاهدة النقدية.
توعية الناس. يمكن تنظيم أحداث إعلامية محلية تجتذب الشباب بشكل خاص في الفترة التي يتم فيها توزيع جوائز الأوسكار أو الجوائز الوطنية. كما يمكن الاتصال مع النقاد السينمائيين والتليفزيونيين كي يبحثوا موضوع التدخين والسينما والتليفزيون في مقالاتهم. كذلك فإن من المفيد توزيع هذا الملف الإعلامي في المنتديات الصحية، وفي اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، وفي غير ذلك من الأحداث والمناسبات التي تهدف إلى تعزيز الصحة والتوعية الصحية.
لماذا يدخل التبغ في الأفلام والتليفزيون؟
هنالك عدة أسباب رئيسية تسهل للتبغ أن يشق طريقه ليدخل أفلام السينما
وبرامج التليفزيون.
فهو أولا وسيلة مناسبة من وسائل التأثير التمثيلي. فإذا أراد المخرج أن يصور أن شابا أوفتاة ر بحالة من التمرد، فما عليه إلا أن يضع سجارة بين أصابعهما.
والتدخين قد يصور الحقيقة.
كما أنه قد يمثل المواقف الشخصية للكتاب والمخرجين والممثلين واعتيادهم التدخنن.
وقد يأتي نتيجة لنفوذ مباشر أو غير مباشر تمارسه صناعة التبغ.
كما أنه قد يستخدم كوسيلة للتسويق بغية الوصول إلى شرائح معينة من
المشاهدين.
إعداد دراسة
أجريت دراسات عديدة لاختبار طرائق وكثرة استخدام التبغ في الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية ذات الشعبية الكبيرة. ومن نماذج هذه الدراسات دراسة أجريت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قام بها مشروع " الاستحسان والاستهجان " الذي تشرف عليه إحدى جمعيات الرئة الأمريكية. وقد تناولت الدراسة كل الأفلام السينمائية التي درت مبيعات تذاكرها أكثر من خمسة ملايين دولار للفلم الواحد، في المدة من أيار/ مايو 1994 إلى نيسان/ أبريل 1995 ودرست كذلك برامج التليفزيون التي عرضت على مدى ستة أسابيع في ربيع عام 1996. وهذه الأفلام والبرامج تعرض في العالم كله، ولاتقتصر على الولايات المتحدة، وهي ذات إغراء وجاذبية كبيرين للمراهقين والشباب في كل مكان. وفي ما يلي أهم النتائج التي خلصت الدراسة إليها: هوليود تلقى استحسانا واستهجانا لما تعرضه من التدخين. تبين أن حوالي 50% من 133 فيلما تمت مراجعتها تتضمن من صفر إلى 10 وقائع للتدخين. أما النصف الآخر فكان يتراوح بين عرض معتدل يشمل 11-20 واقعة إلى أفلام تمتلئ بأكثر من 155 واقعة للتدخين. أما التليفزيون فكان أفضل حالا إذ إن 15% من 238 حلقة تمت مشاهدتها تضمن مشاهد للتدخين. وكان المعدل العام هوه 10 وقائع للتدخين في الساعة في الأفلام، وواقعتين في الساعة في برامج التليفزيون .
تفاوت استخدام التبغ تفاوتا كبيرا بين شركات السينما وشبكات التليفزيون. كان بين شركات السينما التي تقلل من استخدام التبغ في أفلامها شركة أفلام والت ديزني، وفوكس القرن العشرين، وشركة أفلام هوليود. أما الشركات التي تكثر من استخدام التدخين فتشمل ميراماكس، وكاسل روك، ووارنر براذرز. أما في التليفزيون فكانت شبكة ABC أقل الشبكات عرضا للتدخين، وشركة فوكس أكثرها عرضا له.
كبار الممثلين أكثر تدخينا في الأفلام. في الأفلام والبرامج التليفزيونية التي تضمنت مشاهد التدخين، تولى الممثلون والممثلات الرئيسيون إشعال السجائر
في 82% من مشاهد التدخين في الأفلام و 57% من مشاهده في التليفزيون. السجائر والسيجار منتجات التبغ المفضلة. من بين الأفلام التي تضمنت مشاهد التبغ جاء استخدام السجارة في 86% منها، بينما عرضت 52% من الأفلامم مشاهد استخدام السيجار، و 12% استخدام الغليون،7% استخدام التبغ مضغا. أما حلقات البرامج التليفزيونية فعرضت استخدام السيجارة في 67% منها، واستخدام السيجار في 42%، واستخدام الغليون في 3% فقط. ولم تتضمن برامج التليفزيون التي عرضت مشاهد التبغ أي واقعة لمضغ التبغ.
ما الذي يعنيه إشعال ممثلاث المفضل سجارة على الشاشة؟
.- لصناعة الترفيه تأثير واسع في المجتمع. فإذا كانت الأفلام وبرامج التلفزيون تصور انماط حياتنا، فإنها تساعد كذلك في تحديد معالم أنماط الحياة. وإن القوة التي تتمتع بها صناعة الترفيه في التأثير على الشباب لتدل
(( الفنان عادل إمام أقلع عن التدخين بقرار اتخذه بنفسه ودون انتظار لقرار
طبي. وهو- كفنان ملتزم- سيقلع دون شك عن استخدام السجارة أوالسيجار كوسيلة إعلان عن أعماله الفنية كما حدث في السابق.))
على أنها تتحمل كذلك مسؤولية في مراقبة وتقليل الآثار السلبية لما تقدمه من رسائل لمشاهديها. ولذلك فإن من المجالات التي يمكن لصناعة الترفيه أن تقوم فيها بدور كبير الأهمية هو أن تساعد في تشجيع الامتناع عن استخدام التبغ.
حقائق أساسية
يقتل التبغ أربعة ملايين شخص في السنة في كل بلاد العالم. وتقول منظمة الصحه العالمية إن التبغ هو أكبر سبب مفرد للوفاة والمرض في العالم يمكن اجتنابه. فهو يسبب قدرا ضخما هائلا من المعاناة، وبالإضافة إلى ذلك فإن التدخين يكلف الولايات المتحدة وحدها قرابة مئة مليار دولار سنويا من نفقات الرعاية الصحية وكلفة التغيب عن العمل. فهل ترى الفرد منا يعرف حجم تكاليف التدخين في بلاده؟ هذا الثمن الفادح نشارك جميعا في دفعه، سواء كنا مدخنين أو غير مدخنين.
الصغار لا الكبار هم ارذ ين يقررون الشروع في التدخين
في كل يوم يشعل عدد يتراوح بين 82000 و 100000 من المراهقين
سجاراتهم الأولى. فالتدخين يبدأ في سن المراهقة المبكرة. والغالبية العظمى من الشروع في التدخين انما تحدث قبل أن ينهي الطالب أو الطالبة الدراسة الثانوية. والأفراد الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة أكبر احتمالا في الوقوع فريسة إدمان صعب شرس على النيكوتين، وأكثر احتما لا في الوفاة المبكرة بمرض من الأمراض التي يسببها التدخين، من أقرانهم الذين يبدؤون بالتدخين في مرحلة متأخرة.
لماذا يعمد الصغار إلى التدخين؟
تزيد احتمالات بدء المراهقين بالتدخين إذا كان آباؤهم أو إخوانهم أو أخواتهم من المدخنين. كما أن ضغط الأقران ذو تأثير قوي. وغالبا ما يأتي العرض الأول لإشعال السيجارة الأولى من صديق. ولاشك أن الحملات الإعلامية الضخمة التي تقوم بها صناعة التبغ ذات أثر فعال في جذب الشباب للتدخين. إذ تنفق صناعة التبغ مليارات من الدولارات لتجعل شخصياتها، مثل رعاة البقر لدى مارلبورو ونظرائهم، مصدر إغراء للشباب بالتدخين. وسواء كان العامل المشبع هو كسب الشعبية، أو إعطاء انطباع بالجمال، أو الإثارة، أو الثروة، أو التفرد، فإن صناعة التبغ وكتيبتها الكبيرة من شركات العلاقات العامة لديها العدد الوافر من الوسائل التي تغري المراهقين والشباب بأن كل ذلك متيسر لقاء سحبة من دخان السجارة. والأطفال الذين يتدنى مستوى ثقتهم بأنفسهم أو يحسون بشعور من الغربة والعزلة عن أقرانهم، كثيرا ما يكونون فريسة سهلة لصناعة التبغ وحملاتها الترويجية الشرسة.
دور صناعة الترفيه
ما هو الدوو الذي تقوم به صناعة الترفيه في هذه العملية؟ عندما يحاط التدخين بهالة من المتعة والإثارة في الأفلام وبرامج التليفزيون وفي أشرطة
الفيديو الغنائية، فإن هذه الوسائل تحمل وسالة قوية واضحة بأن التدخين ممارسة مناسبة ومستحسنة. وسواء كانت هالة المتعة والإثارة متعمدة أو غير متعمدة، فإنها تؤكد الر سالة التي تنشرها حملة الإعلانات التي تنفق عليها صناعه التبغ مليارات الدولارات. بل إنها قد تكون أحيانا أكبر أثرا وفاعلية من حملات الإعلان. إذ ليس هناك تحذير صحي يصحب مشهد التدخين الذي يقارفه الممثلون. بل إن الطفل والمراهق إنما يشاهد رجلا أو امرأة ينظر إليهما بعين الإعجاب، ويعيشان حياة يتمنى مثلها وهما يدخنان.
يحاط التدخين بهالة المتعة والإثارة بثلاث طرق رئيسية:
كونه ممتعا. فالشخصيات الجميلة، والجذابة والناجحة تدخن وهي تقوم بأعمال مثيرة.
كونه يمثل التمرد. يصور إشعال السجارة على أنه رمز لتحدي نظام يقوم على القمع، سواء كان هذا النظام متمثلا في الأبوين أو في الحكومة.
كونه مخففا للكرب، عندما يزداد التوتر يشعل الشخص سجارة.
راقب ما تشاهده
ترى كيف تتعامل أفلام السينما وبرامج التليفزيون مع التدخين في بلادك؟ ذاك أمر يمكن أن يكون محورا لمشروع جيد، وحبذا لو قمتم به.
سواء كان الفرد منا يريد إرسال رسالة إلى هوليود، أو إلى صناعة السينما والترفيه في بلده، أو يبحث موضوع التدخين مع أسرته، أو يعمل في صف
مدرسي أو مشروع جماعي، فإن الأسئلة التالية التي استخدمت في مشروع الاستحسان والاستهجان ذات فائدة محققة.
مقدار ما يشاهده الجمهـور من تدخين؟ أسهل طريقة لتحديد مدى ما يعرض
من تدخين هو عد الوقائع. ومع آنه توجد طرق متعددة لهذا العد فإن الطريقة التي استخدمها مشروع الاستحسان والاستهجان كانت تعد كل مرة يظهر فيها التبغ على الشاشة واقعة للتدخين. فعلى سبيل المثال إذا كان المشهد يتضمن شخصين يدخنان فإنه يعتبر واقعتان للتدخين. وعندما تختفي اليد التي تحمل السيجاوة من الشاشة ثم تعود لتظهر عليها مع تركيز آلة التصوير على الشخص المدخن فإن عودتها تعتبر واقعة منفصلة للتدخين.
نوع التبغ المستعمل إن نوع التبغ الذي يستخدم في الأفلام وبرامج التليفزيون يمكن أن يشسجع بعض الاتجاهات في استخدام التبغ أو يعمل على التقليل منها. فعلى سبيل المثال نجد أن استخدام السيجار بشكل بارز في الأفلام وبرامج التليفزيون الحديثة في الولايات المتحدة له دور كبيير في زيادة تدخين السيجار فيها.
من الذي يستخدم التبغ؟ أدوار الشخصيات الكبري التي تسند إلى ممثلين وممثلات مشهورين هي التي تشمل قدرا كبيرا من التدخين من الأفلام والتليفزيون. وكثير من هذه الشخصيات ومن الممثلين والممثلات يعتبرون نماذج يحاول الشباب الصغار تقليدها. وعندما يقوم هؤلاء بإشعال سجائرهم على الشاشة، فإن فعلته هذه تحمل رسالة قوية مفادها أن التدخين امر مستحسن. كيف يصور التدخين؟ تعتبر الطريقة التي يصور بها التدخين عاملا هاما في
تشجيع استخدام التبغ أو الحد منه. ولذلك فعندما تصور صناعة الترفيه استخدام التبغ على أنه امر ممتع، أو أنه طريقة للتمرد وتأكيد الحرية الشخصية، أو تصوره على أنه إحدي وسائل الراحة والتخلص من الضغط والكرب، فإنها توجه رسالة مفادها أن التدخين أمر مرغوب جدا. ولكن صناعة الترفيه عندما تصور أن التدخين ضار بالصحة. ومسبب للإدمان، أو تظهر شخصية تعترض بشدة على اضطرارها ل"ستنشاق دخان سجائر الآخرين، أو تظهر بعض الجوانب القبيحة في التدخين، وما أكثرها، مثل الرائحة الكريهة في ثياب المدخن، وأسنانه الصفراء، فإن ذلك يحمل رسالة مفادها أن التدخين أمر سيئ يحسن اجتنابه.
الجهود الدعائية الموجهة للمراهقين
تعتبر جهود الدعاية بين الشباب وسيلة كبيرة الأهمية تهدف إلى تقليل آثار تصوير التدخين في الأفلام والتليفزيون على أنه أمر طيب. وفي مايلي بعض المقترحات في هذا الإطار:
أ. يمكن تشجيع المراهقين على الكتابة إلى الممثلين والممثلات معربين عن قلقهم من الطريقة التي يصور بها التدخين على الشاشة. سواء اتخذت هذه الرسالة شكل رسالة موحدة أو بيانا مكتوبا بخط اليد، أو رسائل إلى الممثلين والممثلات، أو إلى شركة إنتاج سينمائي أو تلفزيوني، أو إلى أي شخص له دور فعال في اتخاذ القرار، فإنها تشعر هذه الجهات بأن حجم مايعرض من مشاهد التدخين على الشاشة موضع ملاحظة دقيقة وأنه شيئ غير مستحسن. كذلك يمكن تشجيع الشباب على إرسال رسائل تقدير للذين يوجهون وسالة مناهضة للتدخين لتهنئتهم وتشجيعهم.
2. يمكن إنتاج شريحة تحمل رسالة ضد التدخين لعرضها قبل المشاهد الدعائية للأفلام المقبلة. ويمكن الاتصال مع دور السينما المحلية لتبين ما إذا كانت على استعداد لعرضهـإ.
3. يمكن إرسال طلب إلي ممثل من الممثلين، أو مخرج، أو منتج يوقعه الشباب الصغار معربين فيه عن قلقهم للكيفية التي يعرض بها التدخين في الأفلام. يمكن القيام بتجربة في دور السينما قبل عرض الفلم وبعده، بحيث يسأل رواد السينما عن انطباعهم عن التبغ والتدخين مح عرض بعض الحقائق. ثم
4. يسأل نفس الجمهور بعد الفلم لمعرفة ما إذا كان هناك أي تغيير في انطباعهم وردود فعلهم.
5. يمكن استئذان القائمين على احدى دور السينما لتوزيع استمارة تقييم للفلم كي يملأها المشاهدون. وعلى سبيل المثال يعتبر عرض فلم INSIDER او من الداخل، فرصة طيبة للقيام بذلك.
6. يمكن إشراك الشباب الصغار في إعداد قائمة بالأفلام التي تتضمن مشاهد التدخين.
7. ومن المفيد كذلك تشجيع المراهقين على كتابة رسائل أو مقالة في الصحيفة المدرسية، ونشر قائمة بالشخصيات المرموقة التي قتلتها أمراض يسببها التبغ.
تلك هي بعض الوسائل لتشجيع التفكير النقدي في محاولة لتجريد التدخين
من الصورة الزائفة من المتعة والإثارة. والهدف منها هو تشجيع صناعة السينما والتليفزيون على الامتنإع عن تصوير التدخين على أنه ممارسة مستحسنة.
رسالة الي الشباب
من الفنان دريد لحام
كنت مدخنا شرها لا أتوقف عن التدخين على الرغم من معرفتي بأضراوه وأنها يمكن أن تؤدي بي يوما إلى الهاوية. حاولت مرارا الإقلاع عن التخين، وسألت الكثيررن ممن أقلعوا كيف السبيل إلى الخروج من إسار هذ ا القاتل الذي نظنه لذيذا وهو فتاك؟ وباءت كل محاولاتي بالفشل، حتى كانت اللحظة التي كنت أخشاها وأتوقعها. أصابني التدخين بإنسداد شرياني في القلب، أرجعه الأطباءإلى حدوث تراكمات في الشريان من جراء التدخين،
منعت الدم عن الوصول إلى القلب. ولولا عناية الله لكنت في عداد الموتى الذين يحصد التدخين أرواحهم كل يوم وساعة.
والتدخين مخادع. نظنه مصدرا لمتعة ما. ونقبل عليه ونحن جاهلون بأخطاره. تبدأ المسألة بأن يقدم لك زميل سجارة فلا ترفضها، مدفوعا بوهم التلذذ، ووهم اختزال المسافة إلى مرحلة الرجولة عبر الدخان القاتل. ومن سجارة إلى أخرى حتى تنزلق أقدامنا إلى هاوية إدمان النيكوتين. عندها نكتشف أنه شر كامل لافائدة منه، ولا متعة من ورائه، بل هو عادة ميكانيكية يعتادها الإنسان ويصبح عبدا لها. ويتمزق المرء بين وعيه بالخطر المحدق به وبمن حوله من جراء استمراره في اقتراف هذه العادة القاتلة، وبين عجزه عن الاقلاع عنها.
وقد يفعل كما كنت أفعل أنا من قبل: أرغب في الإقلاع ولا أقوى عليه، فألتمس العون في وسائل مساعدة، مثل لصقة النيكوتين، أو الأدوية التي تجعل المرء يعاف التدخين. لكنها لاتجدي شيئا بسبب ضعف إرادة الإقلاع. وتعيدني الهواجس بشأن مايمكن أن أعانيه في مرحلة ما بعد الإقلاع إلى أسر التدخين
مرة أخرى.
حتى كانت اللحظة التى اكتشفت فيها أن المسألة هي قرار حاسم وإرادة قاطعة بالخروج من هذا الأسر وإنقاذ نفسي والنجاة بصحتي وصحة من حولي، وأن المرء يتعين عليه أن يقف مع نفسه في لحظة معينة، ويقرر التوقف وإلى الأبد عن تدمير نفسه وصحته وأمواله. عليه أن يتخذ القرار حتى لو اضطر أن يحلف يمينا كي يحترم هذا اليمن ويلتزم به أمام نفسه وأمام من حوله.
المسألة فعلا مسألة قرار. وقد اتخذته وأقلعت عن التدخين بحمد الله. وتبينت ساعتها أن شيئا مما كنت أخافه لم يحدث. لم أتق إلى السجارة على الاطلاق، ولم تحاصرني المعاناة التي كنت أتوهمها. وأصبحت أمقت هذه الآفة. ولكم تمنيت لو أني أقدمت على الإقلاع عنها قبل أن تسلمني إلى الأزمة الصحية. بل تمنيت لو انني لم أقدم على التدخين أصلا ، وتمنيت لو أن الشجاعة واتتني في صباي كي أرفض السجاوة الأولى وأحمي نفسي من أخطارها الجسيمة ومشكلاتها الكثيرة.
الأمر لايستدعي إلا قليلا من التفكير. فالسجارة تقتل في عدة اتجاهات، تقتل صحتنا وأموالنا ووقتنا. فيذهب كل ذلك هباء ودخانا ، وتورثنا بدلا منه هلاكا ودمارا.
أخي الشاب
كنت شابا مثلك. و الآن وأنا في هذه السن أدعو- لمس بالخير- على من شجعني على إشعال السجارة الأولى. أتمنى أن تملك الوعي والشجاعة كي ترفض السجارة الأولي وتنقذ نفسك ومن حولك.
التشريعات القانونية
الخاصة بالتدخين
المستشار عبد الله العيسى
نائب رئيس محكمة التمييز، الكويت
عندما بدأ العالم يتبين الآثار الكثيرة السيئة التي تترتب على التدخين، والأضرار الصحية الواسعة التي تنجم عنه سواء للمدخن أو غير المدخن، نشطت الحكومات والهيئات التشريعية لدرء الخطر، فاستصدرت بعض الدول تشريعات للحد من التدخين بأن حظرت الإعلانات التسويقية للتبغ، ومنعته في الأماكن العامة المغلقة، وحددت نسبة المواد المؤثرة في التبغ. والتشريعات هي الوسيلة الفعالة لتحقيق الضبط الاجتماعي بما تشتمل عليه من نصوص يبين فيها المشرع مجموعة الأعمال المحظورة، والتصرفات الضارة، التي تعتبر جنوحا غير مبرر يستهدف الإنسان في حياته وصحته وماله، ثم يحدد أسس المساءلة عنها
وبفرض لها من العقوبة ما يراه محققا لما يستهدفه من المقاصد والغايات. وينبغي أن يكون التشريع موائمأ لواقع المجتمع، وأن تتوافر له مقومات أساسية تجعله صالحا للتنفيذ، وبذلك يكون اداة فعالة لتحقيق الأغراض التي صدر من أجلها. وإذاكان هذا القول ينطبق على أي تشريع يستهدف الضبط الاجتماعي، ويتغيا مصلحة عامة كتشريع مكافحة التدخين. فإنه لكي يؤدي هذا التشريع دوره المرسوم له لابد أن تتهيأ لتنفيذه عدة عوامل أهمها:
(1) كون القائمين علي تنفيذه متجردين عن المصالح الخاصة التي تتعارض مع
مكافحة التدخين ،
(2) توافر القدوة الطيبة في من يناط به تنفيذ القانون، وأهم متطلباتها إيمان
بجدوى التشريع، وإلتزام بأهدافه قولا وعملا؟
(3) تحقق المساواة في التنفيذ، فلا يفقذ على شريحة ويتغاضى عن أخرى،
أو تطبق الإجراءات على شركة ويتهاون مع أخرى. ومع ذلك فإنه بالنظر إلى الواقع في فى أن التشريعات التي صدرت، سواء في دول العالم الصناعي أو دول العالم الثالث، قد أخذت طريقها إلى التنفيذ بالنسبة لحظر الإعلانات فى وسائل الإعلام التلفزيوني والإذاعي في كثير من دول العالم. ولكنها لم تحقق ذلك النجاح بالنسبة للصحافة. وقد لقي حظر التدخين في الأماكن العامة استجابة في دول العالم الغربي، غيرأن تنفيذه في دول العالم الثالث، ومنها بلادنا العربية، لايزال يتعثر.
ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن تنفيذ حظر التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل هي مسؤولية مشتركة في ثلاث جهات يجب التعاون
فيما بينها لتحقيق غايات التشريع وتلك هي:
(أ) المدخن بصفته صاحب المشكلة وعليه يقع عبء الامتثال للقانون،:
(ب) غيرالمدخن، وهو المجني عليه إذا صح القول، لأنه ركيزة أساسية في مثل هذه المواقع، وذلك في إبداء امتعاضه من التدخين، لاسيما إذا كان جليسا للمدخن أو في محيط قريب منه، يناله الضرر وله أن يطلب المساعدة من قبل المسؤول عن ذلك المكان ا، إذا تعنت المدخن وأصر على تجاوز القانون. وفي هذا المقام قد يقال إن العلاج الناجع لكي يمتنع المدخن عن خرق الحظر هو الإدعاء مدنية قبل المدخن بتعويض عما قد يسببه لغير المدخن من أضرار صحتة. وهذا الرأي صحيح إلى حد ما، إذا كان في مكنته اثبات نسبة الأضرار لشخص بعينه، كأن يعملا معا في دكان واحد فترة من الزمن، وتقتنع المحكمة بوجود علاقة سببية موجبة للتعويض. بيد أن صعوبة الإثبات في حالات كهذه تستلزمها طبيعة هذه الدعوى يجعل الأمر نادرالحدوث. وحينئذ فلا يمكن الاعتماد على هذا الاتجاه كوسيلة من وسائل مكافحة التدخين في الأماكن العامة. ومع ذلك فقد صدرت أحكام قليلة في الولايات المتحدة والسويد تقضي بتعويض للمضرور، لكن هذه الأحكام كان أغلبها ليس على المدخن ذاته وإنما على المسؤول عن المكان كمسؤول الشركة أو
المسؤول الحكومي،
(ج) المسؤول عن المكان العام أو وسيلة النقل وهو المنوط به تنفيذ
التشريع في ذلك الحيز. ينبغي أن يبادر إلى حماية غير المدخنين
وذلك بتنبيه المدخن إلى وجوب الإمتثال للقانون ومراعاة حقوق
الآخرين، فإن لم يمتثل وجب عليه تطبيق الإجراء الذي يفرضه
القا نون.
وفيما عدا ما سبق فإن تنفيذ التشريع يختلف حسب اختلاف النصوص،
فالنص الذي يلزم شركات التبغ بخفض نسبة النيكوتين والقطران مثلا نص تقع مسؤولية التحقق من تنفيذه على الجهة الحكومية المختصة. وقد تكون في بعض
البلاد وزارة الصحة، وقد تكون إدارة شؤون المستهلك. وكذلك الشأن بالنسبة
لتنفيذ النص الذي يحظر التدخين على عمال المطاعم أثناء إعدادهم الوجبات للزبائن. ولما كان الموظف المختص بمراقبة الأغذية والمشروبات التي تقدم للجمهور يقوم بمهمته هذه، فيدخل في اختصاصه ما استلزمه المشرع ضمن هذه الحد ود.
أما النصوص التي تعالج حظر الإعلانات في وسائل الإعلام، فهي وإن
كانت موجهة بالدرجة الأولى لشركات التبغ، بغية الامتثال لذلك الحظر، إلا
أن متابعة تنفيذها تقع على المسؤولين في وزارات الإعلام. وإذا كانت بعض التشريعات تحظر بيع السجائر لمن تقل سنه عن حد معين في القانون فإنها-
وإن كانت قد استهدفت حماية الشباب وهو اتجاه صائب- إلا أنه يكاد يكون
نصا إرشاديا لتعذر تنفيذه بدقة، لأسباب يرجع بعضها لانتشار أجهزة بيع السجائر الأوتوماتيكية، وبعضها توافر السجائر في الأسواق المركزية (السوبر ماركت) وغيرها. ولا يتصور أن يقوم البائع في هذه المحلات بسؤال كل شاب
عن عمره، وإذا حصل ذلك فلن يتحقق منه عن سنه من واقع هويته.
وإذا كان ما سبق هو بيان كيفية تنفيذ التشريعات فإن الأمريحتاج إلى ما
تتم به صورة دور التشريعات في مكافحة التدخين، وأهم ذلك:
أولا: سبل التزام الناس بالتشريعات
لا نظن أن مكافحة التدخين عن طريق استصدار تشريعات تحد من استعماله في بعض الأماكن وتحظر الإعلان عنه حظرا جزئيا تكفي وحدها لتحقيق الهدف المنشود. إذ إن القانون، مهما أحكم وضعه، لايقدر على تنقية المجتمع من مشكلة كهذه، ولا أن يبسط سلطانه على هذا الوباء ما لم تتكاتف جهود كبيرة، وتتوافر جهات عديدة على العمل معا لوقف هذه الجائحة. وحينئذ فلابد من أن تسير خطة العمل في طريقين متوازيين: أحدهما التشريع، وهو وسيلة مناهضة التدخين بالطرق القانونية. وثانيهما: الدعاية المضادة، وهي وسيلة مساندة للتشريع تقوم على توجيه الناس وتوعيتهم بأخطار التدخين، ومضاره الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، على أن يشارك فيها علماء في الطب والدين والاجتماع والإعلام. ويساهم فيها أهل الفن بما يؤازر أهداف هذه الحملة ويدعمها.
يجب أن تتبنى هذه الحملة وسائل وطرقا مبتكرة متجددة، بعيدا عن النداءات الباهتة، أو العبارات المتكررة المملة.
أما تمويل الحملة المضادة للتدخين، فقد يكون من المناسب أن تسعى الدول لفرض ضريبة مبيعات على التبغ بجميع أنواعه ومشتقاته، أوزيادة رسوم الجمارك على وارداته، وتخصص حصيلتها لصندوق ينشأ لهذا الغرض.
ثانيآ: الجهة المسؤولة عن تنفيذ التشريعات
لعل من المناسمب القول بأن المسؤولية عن تنفيذ تشريع تتعدد فيه أوامر الحظر وتتنوع تكون موزعة حسب اختصاص كل جهة ووفق سلطاتها. ويمكن حصر ذلك في فئتين:
الأولى: الجهة اللصيقة بالجمهور والتي أشرنا إليها فيما سبق، وهي التي تندرج تحت مفهوم المكان العام، كالمدرسة والمستشفى والنادي والدواوين الحكومية ومكاتب الشركات وغير ذلك. ويلحق بهذه الفئة كذلك وسائل النقل. وغني عن البيان أن مسؤولية التنفيذ في ما ذكر تتحدد وفق حدود السلطة الإدارية فيها.
الثانية: الجهات الحكومية، ويعهد إلى كل وزارة أو مصلحة ما يناسب
اختصاصها. وقد يعطي المشرع لجهة ما حق إصدار اللوائح والقرارات التنفيذية، وهو ما انتهجه المشرع الكويتي حيث عهد لوزير الصحة بذلك. كما
أنه في المادة التاسعة أسند لرئيس مجلس الوزراء والوزراء- كل فيما يخصه- تنفيذ القانون.
ثالثا : كيفية التصدي لمحاولات شركات التبغ التي تعمل على الالتفاف على التشريعات الصادرة وتجاوزها
(( تستغل شركات التبغ الأحداث الرياضية للترويج لسلعتها القاتلة.))
تتعدد الاستخدامات التي تتسلل من خلالها شركات التبغ إلى الجمهور متخطية حواجز تشريعات مكافحة التدخين، وتتنوع الطرق التي تبتكرها وتتفنن في تصميمها واخراجها. ومن ذلك:
(1) الإعلانات عن طريق وشائل الإعلام، ولاسيما الصحف والمجلات،
(2) الملصقات والإعلانات بالطرق والمباني ووسائل النقل، وفي المحلات
ا لتجا رية،
(3) الإعلان غير المباشر عن طريق رعاية الأنشطة الرياضية والثقافية
والاجتماعية،
(4) توزيع الدعايات والهدايا التي تحمل اسم التبغ المنتج.
وإذا كانت بعض الدول قد نجحت في حظر إعلانات السجائر بالتليفزيون،
مع بقاء محطات في دول أخرى تسمح به، فيبدو أن هذا الحظر سيكون قاصرا بعدا أن تخطى الإنسان الحدود والحواجز الدولية، واتسع نطاق استقبال محطات عبر الأقمار الصناعية، وبعضها لايلتزم بالحظر. وينطبق هذا القول على الصحافة التي تلتزم، والصحافة التي ترد من الخارج غير ملتزمة بذلك. وقد تستقطب الدعاية جمهورا من الناس بما تنطوي عليه من عوامل جذب سخرت لها إمكانيات مادية وفنية هائلة. وهذه النقطة هي إحدى الركائز التي تعتمد عليها شركات التبغ في اختراق الحظر والوصول إلى الجمهور من خلالها.
ولذلك ينبغي أن تتضافر الجهود الدولية بواسطة الأمم المتحدة ووكالاتها
المتخصصة لوضع نظام موحد تلتزم به الدول، ومن ثم تلزم به وسائل إعلانها.
وتحقيق ذلك بالنسبة للصحافة ومحطات التليفزيون التجارية ليس بالأمر
الميسور، ولا ينتظر أن تستجيب إليه في وقت قريب، لكن لابد من المحاولات المتكررة، كما هو الشأن في الاتفاقات التي تعقد بين بعض الدول وشركات التبغ بالامتناع عن الإعلانات لفترة يحددها الاتفاق.
ويحتاج الأمر إلى إجراء دراسات مكثفة لبدائل عن إعلانات شركات التبغ
ليكون تعويضا لوسائل الإعلام التي تبدي تعاونا في هذا المجال.
ونعتقد أن تشريعات حظر إعلانات التبغ لو كانت تنفذ بصورة إلزامية لكانت تلك الأنشطة تدخل في نطاق الحظر وفق نصوص التشريع، وانسجامه
مع روحه وأهدافه. وعلى ضوء ذلك لانظن أن الشركات ستتوقف عن ممارسة تلك الأنشطة التي هي بالنسبة لها أجدى وأنفع من الدعاية العادية، وأبلغ في اقناع الجمهور.
إن تبني الدول لمشروع نموذجي متكامل سوف يقضي في حال تحققه على
مجموع التناقضات التي تحدث شي الوقت الحاضر نتيجة للتفاوت الحاصل في لتشريعات المحلية، ولعل من المناسب أن يتضمن التشريع النموذجي المبادئ
التالية:
أولأ: أن تكون القاعدة أن "التدخين في الأماكن العامة محظور ما لم يوجد
نص صريح بالسماح به ". وذلك خلافا لما تتبناه أغلب التشريعات الحالية التي
تبيح التدخين في الأماكن العامة ما لم يوجد نص يحظره. وهذه القاعدة الجديدة هي التي تبناها القانون الفنلندي.
ثانيا : أن يكون للدول التي ليس بها زراعة للتبغ ولم تنشأ فيها صناعة له،
حق حظر زراعة التبغ وصناعته. وأما الدول التي فيها زراعة أو صناعة فيقتصر الحظر على منع التوسع أو إنشاء صناعات جديدة، إلى أن يتم إيجاد البدائل المناسبة.
ثالثا: حظر التدخين كلية في جميع وسائل النقل العام، بما في ذلك الطائرات.
رابعا: حظر الدعاية المباشرة وغير المباشرة، بحيث تشمل رعاية شركات
التبغ لأي نشاط رياضي أو اجتماعي أو ثقافي أو غير ذلك.
خامسا: تحديد نسب المواد المؤثرة مثل النيكوتين والقطران، وتحديد النسب
في كل سجارة واحدة بحيث يمنع تجاوزها، مع تبيان هذه النسب على كل علبة.
سادسا : التحذير الصحي: كتابة تحذير صحي على كل علبة من أنواع
التبغ، وأن تتضمن اللوائح والقرارات التنفيذية الشروط الخاصة بهذا التحذير،
والذي ينبغي أن يكون متنوعا في صيغه وعباراته، بعيدا عن الرتابة والملل.
بحيث تعطى شركات التبغ مجموعة من صيغ التحذير في كل فترة زمنية، وفى
كل دفعة جديدة تستبدل بصيغ جديدة. وتخصيص مساحة مناسبة في وجهي
العلبة للتحذير الصحي، مع كتابته بخط واضح وبارز.
الحكم الشرعي في التدخين
فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه،
أما بعد فقد ظهر هذا النبات المعروف الذي يطلق عليه اسم "الدخان" او "التبغ " أو " التمباك " أو " التتن "، في آخر القرن العاشر الهجري، وبدأ استعماله يشيع بين الناس، مما أوجب على علماء ذلك العصرأن يتكلموا في بيان حكمه الشرعي. ونظرا لحداثته وعدم وجود حكم سابق فيه للفقهاء المجتهدين، ولا من لحقهم من أهل التخريج والترجيح في المذاهب، وعدم تصورهم لحقيقته ونتائجه تصورا كاملا ، مبنيا على دراسة علمية صحيحة، اختلفوا فيه اختلافا بينا فمنهم من ذهب إلى حرمته ، ومنهم من أفتى بكراهته ، ومنهم من قال باباحته ، ومنهم من توقف فيه وسكت عن البحث عنه (1)، وكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة- السنية- فيهم من حرمه، وفيهم من كرهه، وفيهم من أباحه. ولهذا لانستطيع أن ننسب إلى مذهب القول بإباحة أو تحريم أو كراهة.
ويبدو لي أن الخلاف بين علماء المذاهب عند ظهور الدخان، وشيوع
تعاطيه، واختلافهم في إصدار حكم شرعي في استعماله، ليس منشؤه في الغالب اختلاف الأدلة، بل الاختلاف في تحقيق المناط. فمنهم من أثبت للتدخين عدة منافع في زعمه. ومنهم من أثبت له مضار قليلة تقابلها منافع موازية لها. ومنهم من لم يثبت له أية منافع، ولكن نفى عنه الضرر وهكذا. ومعنى هذا أنهم لو تأكدوا من وجود الضرر في هذا الشيء لحرموه بلا جدال.
وهنا نقول: إن إثبات الضرر البدني أو نفيه في "الدخان " ومثله مما يتعاطى ليس من شأن علماء الفقه،. بل من شأن علماء الطب والتحليل. فهم الذين يسألون هنا، لأنهم أهل العلم والخبرة. قال تعالى: "فاسأل به خبيرا" وقال: "ولاينبئك مثل خبير".
أما علماء الطب والتحليل فقد قالوا كلمتهم في بيان آثار التدخين الضارة
على البدن بوجه عام، وعلى الرئتين والجهاز التنفسي بوجه خاص، وما يؤدي
إليه من الإصابة بسرطان الرئة مما جعل العالم كله في السنوات الأخيرة يتنادى بوجوب التحذير من التدخين.
وفي عصرنا ينبغي أن يتفق العلماء على الحكم وذلك أن حكم الفقيه هنا
يبنى على رأي الطبيب، فإذا قالت الطبيب إن هذه الافة- التدخين- ضارة بالإنسان فلابد أن يقول الفقيه هذه حرام، لأن كل مايضر بصحة الإنسان يجب أن يحرم شرعا.
على أن من أضرار التدخين مالايحتاج إثباته إلى طبيب اختصاصي ولا إلى
محلل كيماوي، حيث يتساوى في معرفته عموم الناس، من مثقفين وأميين.
علة التحريم:
أما ما يقوله بعض الناس: كيف تحرمون هذا النبات بلا نص؟ فالجواب أنه
ليس من الضروري أن ينص الشارع على كل فرد من المحرمات، وإنما هو يضع ضوابط أو قواعد تندرج تحتها جزئيات نخشى، وأفراد كثيرة. فإن القواعد يمكن حصرها. أما الأمور المفردة فلا يمكن حصرها.
ويكفي أن يحرم الشارع الخبيث أو الضار، ليدخل تحته ما لايحصى من المطعومات والمشروبات الخبيثة أو الضارة، ولهذا أجمع العلماء على تحريم الحشيشة ونحوها من المخدرات، مع عدم وجود نص معين بتحريمها على الخصوص.
وهذا الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري، نراه متمسكا بحرفية النصوص وظواهرها، ومع هذا يقرر تحريم ما يستضر بأكله، أخذا من عموم النصوص. قال: ((وأما كل ما أضر فهو حرام لقول النبي صلي الله عليه وسلم : إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فمن أضر بنفسه أو بغيره فلم يحسن، ومن لم يحسن فقد خالف كتاب (أي كتابة) الله الإحسان على كل شئ. ".
ويمكن أن يستدل لهذا الحكم أيضأ بقوله صلي الله عليه وسلم : "لاضرر ولاضرار". كما يمكن الاستدلال بقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ).
ومن أجود العبارات الفقيهة في تحريم تناول المضرات عبارة الإمام النووي في روضته قال:
"كل ما أضر أكله، كالزجاج والحجر والسم، يحرم أكله. وكل طاهر لاضرر في أكله يحل أكله، إلا المستقذرات الطاهرات، كالمني والمخاط. فإنها حرام على الصحيح... ويجوز شرب دواء فيه قليل سم إذا كان الغالب السلامة، واحتيج إليه ".
الضرر المالي:
لايجوز للإنسان أن ينفق ماله فيما لاينفعه لا في الدنيا ولا في الدين، لأن الإنسان مؤتمن على ماله مستخلف فيه. وكذلك فإن الصحة والمال وديعتان من الله ولذا لايجوز للإنسان أن يضر صحته أو يضيع ماله. ولذلك نهى النبي صلي الله عليه وسلم عن إضاعة المال. والمدخن يشتري ضرر نفسه بحر ماله. وهذا أمر لايجوز شرعا.
قال الله تعالى: (ولاتسرفوا، إنه لايحب المسرفين ) ولايخفى أن إنفاق المال في التدخين إضاعة له. فكيف إذا كان مع الإتلاف للمال ضرر متحقق يقينا أو ظنا. أي أنه اجتمع عليه إتلاف المال وإتلاف البدن معا.
ضرر الاستعباد:
وهناك ضرر آخر، يغفل عنه عادة الكاتبون في هذا الموضوع وهو الضرر النفسي، وأقصد به، أن الاعتياد على التدخين وأمثاله، يستعبد إرادة الإنسان، ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة، بحيث لايستطيع أن يتخلص منها بسهولة إذا رغب في ذلك يوما لسبب ما، كظهور ضررها على بدنه، أو سوء أثرها في تربية ولده، أوحاجته إلى ما ينفق فيها لصرفه في وجوه أخرى أنفع وألزم، أو نحو ذلك من الأسباب.
ونظرا لهذا الاستعباد النفسي، نرى بعض المدخنين، يجور على قوت
أولاده، والضروري من نفقة أسرته، من أجل إرضاء مزاجه هذا، لأنه لم يعد
قادرا على التحرر منه.
وإذا عجز مثل هذا يوما عن التدخين، لمانع داخلي أو خارجي، فإن حياته
تضطرب، وميزانه يختل، وحاله تسوء، وفكره يتشوش، وأعصابه تثور لسبب أولغيرسبب. ولاريب أن مثل هذا الضررجديربالاعتبار في إصدارحكم
على التدخين.
التدخين محرم شرعا :
ليس للقول بحل التدخين أي وجه في عصرنا بعد أن أفاضت الهيئات
العلمية الطبية في بيان أضراره، وسيء آثاره، وعلم بها الخاص والعام، وأيدتها
لغة الأرقام.
وإذا سقط القول بالإباحة المطلقة، لم يبق إلا القول بالكراهة أو القول
بالتحريم. وقد اتضح لنا مما سبق أن القول بالتحريم أوجه وأقوى حجة. وهذا
هو رأينا. وذلك لتحقق الضرر البدني والمالي والنفسي باعتياد التدخين. لأن
كل مايضر بصحة الإنسان يجب أن يحرم شرعا.
والله تعالى يقول(ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ويقول جل جلاله (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ويقول الله عز وجل (ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين) ، (ولاتبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )، فهناك ضرر بدني ثابت وهناك ضرر مالي ثابت كذلك، فتناول كل مايضر الإنسان يحرم، لقوله تعالى: (ولاتقتلوا أنفسكم ) . من أجل هذا يجب أن نفتي بحرمة هذا التدخين في عصرنا.
والواقع الذي لاشك فيه هو ان الأطباء يجمعون على أن في التدخين ضررا مؤكدا. صحيح أن ضرره ليس فوريا ، ولكنه ضرر تدريجي. والضرر التدريجي كالضرر الفوري في التحريم، فالسم البطيء كالسم السريع كلاهما يحرم تناوله على الإنسان. والانتحارمحرم بنوعيه السريع والبطيء، والمدخن ينتحر انتحارا بطيئا. والإنسان لايجوز أن يضر أو يقتل نفسه، ولا أن يضر غيره. ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم : " لاضرر ولاضرار" أي لاتضر نفسك ولاتضر غيرك، فهذا ضرر مؤكد على نفس الإنسان بإجماع أطباء العالم، لهذا أوجبت دول العالم على كل شركة تعلن عن التدخين أن تقول إنه ضار بالصحة بعد أن استيقن ضرره للجميع، لهذا لايصح أن يختلف الفقهاء في تحريمه.
والضرورات الخمس التي ذكرها الأصوليون وفقهاء الدين، وأوجبوا الحرص على المحافظة عليها وعدم الإضرار بها هي الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وكلها تتأثر بهذه الآفة. فدين الإنسان يتأثر، فمن الناس من لايصوم رمضان لأنه لايستطيع أن يمتنع عن التدخين. والنسل يتضرر بالتدخن، سواء كان المدخن أحد الأبوين أو كلاهما، بل إن الجنين يتضرر من تدخين أمه، بما يعني أن المدخن لايضر نفسه فقط وإنما يضر غيره، وهناك مايسمى الآن التدخين القسري، أو التدخين بالإكراه، فيدخن الإنسان رغم أنفه وهو لايتناول السجارة وإنما يتناولها قهرا عندما يجلس بجوار إنسان مدخن أو في بيئة فيها التدخين. فأنت أيها المدخن تضر نفسك وتضر غيرك رغم إرادته وأنفه، فمن أجل هذا الضرر وغيره يجب أن يحرم التدخين وأن يجمع العلماء على تحريمه. وقد أدار بعض العلماء معظم الحكم في التدخين على المقدرة المالية وحدها، أو عدمها، فيحرم في حالة عجز المدخن عن مصاريف التدخين، ويكره للقادر عليه. وهذا رأي غير سديد ولامستوعب. فإن الضرر البدني والنفسي الذي أجمع العلماء والأطباء في العالم على تحققه له اعتباره الكبير، بجوار الضرر المالي. ثم إن الغني ليس من حقه أن يضيح ماله، ويبعثره فيما يشاء. لأنه مال الله أولا، ومال الجماعة ثانيا .
وينبغي للإنسان المسلم العاقل أن يمتنع عن هذه الآفة الضارة الخبيثة، فالتبغ
لاشك من الخبائث، وليس من الطيبات، إذ ليس فيه أي نفع دنيوي أو نفع ديني. ونصيحتي للشباب خاصة، أن ينزهوا أننهسهم عن الوقوع في هذه الآفة، التي تفسدعليهم صحتهم، وتضعف من قوتهم ونضرتهم، ولايسقطوا فريسة للوهم الذي يخيل إليهم أن التدخين من علامات الرجولة، أواستقلال الشخصية. ومن تورط منهم في ارتكابها يستطيع التحررمنها، والتغلب عليها وهوفي أول الطريق، قبل أن تتمكن هي منه، وتغلب عليه، ويعسرعليه فيما
بعد النجاة من براثنها، إلا من رحم ربك.
وعلى أجهزة الإعلام أن تشن حملة منظمة بكل الأساليب على التدخين،
وتبين مساوئه.
وعلى مؤلفي ومخرجي ومنتجي الأفلام والتمثيليات والمسلسلات، أن يكفوا
عن الدعاية للتدخين، بوساطة ظهور السجارة بمناسبة وغير مناسبة في كل
الموا قف.
وعلى الدولة أن تتكاتف لمقاومة هذه الآفة، وتحرير الأمة من شرورها، وإن
خسرت خزانة الدولة الملايين فإن صحة الأمة وأبنائها، الجسمية والنفسية، أهم وأغلى من الملايين. والواقع أن الدولة هي الخاسرة ماليا عندما تسمح بالتدخين، لأن ماتننفقه في رعاية المرضى الذين يصيبهم التدخين بأمراض عديدة وخطيرة تبلغ أضعاف ماتجنيه من ضرائب تفرضها على التبخ، بالإضافة إلى ماتخسره من نقص الإنتاج بسبب زيادة تغيب المدخنين عن العمل نتيجة مايعانونه من أمراض.
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينير بصائرنا، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا
ماينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه سميغ قريب. وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وللمسيحية رأي في التدخين
القس ويصا جرجس مرقص
موضوع التدخين بالنسبة للمسيحية وبالنسبة لنا كرجال دين نعتقد أنه موضوع ضد صورة الإنسان الحقيقية التي خلقه الله علييها. فالله عندما خلق الإنسان خلقه في قمة الطهارة، وفي قمة المجد. وكما يذكر الكتاب: "إن الله لم يخلق شوكا وحسكا إلا بعد خطيئية ادم وبعد سقوطه ". فلذلك نجد أن الشيطان عدو اخير، يزرع الشر باستمرار في وسط العالم. ومن قبيل هذا الشر يأتي التدخين والكثيرمن المشاكل التي نقابلها في حياتنا.
وأحب أن أقول أولأ: إن المسيحية لم تحرم المادة، ولكن حرمت الاستخدام السيء للمادة. وبعض المخدرات والخمور تستخدم في علاج بعض الأمراض، كما يعلم اطباء التخدير والجراحون. لكن الاستخدام السيء هو الذي يطيح بعقل الإنسان، ويعطيه صورة غير الصورة الحقيقية التي خلقه الله عليها. ولذلك فعندما نواجه الأمور التي تفقد الإنسان صحته وعافيته واتزانه، ومنها التدخين، نقول: إن الكتاب المقدس يعلمنا ان كل الأشياء تحل لنا، ولكن ليست كل الأشياء تبني. وإذا كانت كل الاشياء تحل لي، فإن علي أن لا ادع شيئا يتسلط علي. فالتدخين إدمان، ولذا فإن فيه تسلطا واستعبادا. وكما قال الكتاب المقدس: "إن من يصنع الخطيئة فو عبد للخطيئة"، فالتدخين أصبح عبودية، سواء بالنسمبة للشاب أو للرجل أو للمرأة، وبالنسبة للكبير والصغير. وهذاما نقابله عندما نلقى أي مدخن، إذ نجد ان من الصعب عليه أن يقلع عن التدخين ..
والإنسان يفقد أحيانا حياته الروحية وعلاقته مع ا ألله بسبب التدخين، فلا يعرف كيف يصلي اويصوم، او تكون له علا قة قوية مع ربه، لانه لايستطيع أن يقلع عن التدخين. واكبر مثل هو الصيام، فالذي أدمن التدخين لايمكن أن يقلع عنه من اجل الصيام. وهو يقول لك: إن الصوم صعب جدا، فكيف أصوم وأنا لابد لي من أن آخذ سجارة مع لجان قهوة في الصباح، ومن غير السجارة لا أستطيع أن أعيش طوال اليوم، ولا أستطيع أن أرفع وأسي. فنحن ننظر إلى التدخين كعبودية، لأن من يفعل الخطيئة هو عبد الخطيئة. وهذا ينطبق على الزنى، وعلى الخمر كما ينطبق على المخدرات فكلها عبودية.
لكن لو كان الاستعمال استعمالا صحيحا سليما، فإن هذا العمل قد يكون مقبولا مثل استعمال المخدر في الطب.
الأمر الثاني هو أنه لابد للإنسان أن يكون إيمانه واضحا وصريحا، وإن
الإيمان دائما يظهر عمل الإنسان بالصورة التي تمجد عمل الله كما قال الكتاب المقدس: "ليرى الناس أعمالكم الصالحة، فيمجدوا أباكم الذي في السماوات ". فبدون شك إن الإنسان الذي يلجأ إلى بعض الأشياء غير السليمة، وبعض الأشياء التي تفقده صورته أمام الناس، يعطي صورة غير سليمة عن الله وعن إيمانه بالله وعن عمل الله في حياته، فهو غير أمين. والكتاب يعلمنا أن الإنسان لابد أن يكون أمينا إلى الموت، ويقول: كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة. فالإنسان مؤتمن على جسده وعلى صحته وعلى ماله وعلى أسرته.
ورجل الدين أيضا أمين على شعبه وأولاده. وهذا يقتضي أن تظهر الأمانة
في حياتنا، ونحارب العادات الرديئة والسيئة لكي نتصف جميعا بكل عمل
بار، وبكل عمل طاهر مقدس، من أجل عمل الله. والأمانة في حياة الإنسان لاتقتصر على المال ولا على الصحة، بل تشمل كذلك الحياة الروحية في صلوات المرء وصومه، وفي علاقته بالله، وفي محبته للناس، وفي عمل المحبة والنعمة في الخير. لذلك نحن لانمنع خيرا عن أحد، ولكن نوحه إلى الخير.
والتدخين يقود إلى خطايا كثيرة. وإلى أمور أخرى معقدة، لأن الإنسان
المدخن تكون نفسيته متعبة، ويتعرض لمشاكل ومتاهات كثيرة. وكما سمعنا فالإنسان قد يدخل بيت الله، وبمجرد أن يخرج يكون متشوقا إلى السجارة،
كأن السجارة أفضل من كلام الله ومن عمل الله. وهذا يوضح لنا أن أمامنا رسالة كبيرة جدا ، فنحن لنا دور قدوة في هذا المجتمع سواء كنا رجال دين، أو أطباء، أو علماء، إذ يترتب علينا عمل مهم جدا وسط الناس، ولاسيما رجل الدين. فبلادنا تتسم بان الشخص المسيحي، أو الشخص المسلم، يحترم رجل الدين ويحترم كلمته ونصيحتيه ويعرف أن كل كلمة يقولها إنما هي من أجل مصلحته. ونحن كثيرا ما ننصح ابناءنا بالإقلاع عن التدخين لما فيه من استعباد للإنسان.
أماالنقطة الأخرى التي أريد الإشارة إليها فهي أن الكتاب المقدس يقول في سفر الأمثال: "النفس الشبعانة تدوس العسل " فالإنسان الذي ينقاد للتدخين وينقاد للمخدرات وينقاد للزنى، وينقاد للخمر إنما هو إنسان ذو نفس متعبة، مغلوبة من الشيطان، مغلوبة من الخطيئة، فيجب علينا أن نشد أزرها ونساعدها لننتشلها من هذا الشر ومن هذه البؤرة، حتى تكون نفسا شبعانة. ونحن نريد أن يشعر أبناؤنا أننا إنما نعلمهم الشبع لنعلمهم الإيمان والعمل الصالح، وأن يتركوطريق الشر والخطيئة والدنس، وأن يعيشوا في طهارة وفي قداسة، وفي محبة لله وللناس، حتى يعيشوا وينموا في كل عمل صالح.
الحقيقة أن من المشاكل المرتبطة بالتدخين، أو من ضمن أسبابه، موضوع البطالة. فالشباب الذي يرتاد المقاهي الكثيرة المنتشرة يعاني الفراغ. وإذا دخل الشاب مقهى وهو لايدخن فإنه يخرج منه مدخنا. كذلك نقول لابد أن نشغل أولادنا بالعمل وبالهوايات المفيدة، وبالرياضة، وبالأفكار السامية، وبالقراءات الروحية، وبالكتب الدينية. ولابد أن نشغل أولادنا بالتمتع بكل النعم الإلهية السماوية التي أعطاها لنا ربنا لان العقل الفارغ معمل للشيطان. والشيطان عندما يجد إنسانا ذا عقل فارغ، فإنه يسارع إلى إغواء هذا العقل مما يسبب مشكلات ومتاعب كثيرة في حياة الإنسان.
وفي الختام أود أن أؤكد ضرورة مواصلة العمل والدأب في مكافحة التدخين، دون أن ننسى أن هذا الموضوع يحتاج صبرا واحتمالا، ويحتاج أن لانيأس من جهادنا ضد هذه الأشياء الخطيرة التي تحيط بمجتمعنا، حتى نبني مجتمعنا وكل المجتمعات الإنسانية على الخير وعلى السلام وعلى المحبة.
مشاهير قتلهم التدخين
فيما يلي قائمة بأسماء شخصيات شهيرة بارزة على المستوى العالمي قتلهم
التدخين. وتضم القائمة أعمار الضحايا وأسباب الوفاة.
رجاء المساعدة في وضع قائمة مماثلة لمشاهير قتلهم التدخين في بلدك أو في
لإقليم الذي تتبعه.
نات " كينغ " كول 45 سرطان الرئة
ماري ويلز 49 سرطان الحنجرة
ستيف ماكوين 50 سرطان الرئة (أيضا تأثربمادة الأسبيستوس أثناء عمله في بناء السفن)
رودسيرلنج 51 مرض القلب (4 علب من السجائريوميا)
إيدي كيندريكس 52 سرطان الرئة
ميتشيل لندن 34 سرطان البنكرياس (4 علب من السجائر يوميا)
لي ريميك 55 سرطان الرئة والكلى
بيتي جرابل 57 سرطان الرئة
إدوارد آر. مرفي 57 سرطان الرئة
همفري بوغارت 57 سرطان الحنجرة والمريء
جيمس فرانسيسكوس 57 الانتفاخ الرئوي
ديك باول 59 سرطان الحنجرة
جاري كوبر 60 سرطان الرئة
تشات هنتلي 62 سرطان الرئة
ديك يورك 63 الانتفاخ الرئوي
سامي ديفيز الصغير 64 سرطان الحنجرة
والت ديزني 65 سرطان الرئة
يول براينر 65 سرطان الرئة
تالالاه بانخيد 65 الانتفاخ الرئوي
سارة فوفان 66 سرطان الرئة
كولين ديو هارست 67 سرطان الرئة
هاري ريزونر سرطان الر ئة
آلان جيه ليرنر 68 سرطان الرئة
ديزي أرناز 69 سرطان الرئة
نانسي ووكر69 سرطان الرئة
باستر كيتون 70 الانتفاخ الرئوي
نيفيل براند 71 الانتفاخ الرئوي
آرت بلاكي 71 سرطان الرئة
إد سوليفان 72 سرطان الرئة
ديوك إلينجتون 72 سرطان الرئة
جون وين 72 أصيب بسرطان الرئة وعاش بعد عملية جراحية في القلب
لوسيل بول 77 مرض القلب (أم الدم الأبهري)
دينيفر بايل 77 سرطان الرئة
ليليان هيلمان 79 الانتفاخ الرئوي
روبرت ميتشوم 79 لانتفاخ الرئوي
آرثرجودفري 81 سرطان الرئة
جون هاست 81 الانتفاخ الرئوي
بيتي ديفيز 81 السكتة الدماغية
الكثيرون من هؤلاء النجوم ظهروا أيضا في إعلانات تروج للسجائر. الكثيرون من الضحايا عاشوا مرضى لأكثر من عشرسنوات قبل وفاتهم.
مأخوذة بتعديلات واسعة من الملف الإعلامي " الاستحسان والاستهجان " لجمعية الرئة الأمريكية بسكرامنتو- إميجرانت تريلز.
0 comments: