ساعدُ بنيةُ الوجه على حماية العينين من الإصابة، ومع ذلك، يمكنُ للإصابات أن تؤذي العين، وتكون الإصابة شديدةً أحياناً لدرجة قد تؤدي إلى فقدان البصر. يمكنُ الوقايةُ من معظمِ إصابات العين،
لذلك يحتاج الشخصُ الذي يمارسُ الرياضة أو يعمل في أعمال معينة إلى حماية عينيه. تحدثُ أكثر أنواعِ إصابات العين شيوعاً عندما يهيِّجُ شيءٌ ما السطحَ الخارجي للعين. وتزيدُ أعمال معينة، كالمهنِ الصناعية أو هوايات معينة كالنِّجارة، من احتمال حدوثِ هذا النوع من الإصابة، كما يزداد حدوثُه عند مستخدمي العدسات اللاصقة. قد تحرقُ الموادُّ الكيميائية أو الحرارةُ العينين، و قد يسبِّب الألمُ في الاصابة الناتجة عن المواد الكيميائية إلى إغلاقَ العينين، ما يحتجز المادَّة المُهيجة قربَ العين ويسبِّبُ المزيد من الضرر، لذلك لابدَّ من غسلِ العين على الفور لحين الحصول على المساعدة الطبية.
مقدمة
تساعدُ بنيةُ الوجه على حماية العينين من الإصابة، ومع ذلك يمكنُ للإصابات أن تؤذي العين، و تكون الإصابة شديدةً أحياناً لدرجة قد تؤدي إلى فقدان البصر. يمكنُ الوقايةُ من معظمِ إصابات العين، لذلك يحتاج الشخصُ الذي يمارسُ الرياضة أو يعمل في أعمال معينة إلى حماية عينيه. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي إصاباتِ العين، ويناقشُ الأعراض الشائعة للأنواع المختلفة لإصابات العين، وخيارات المعالجة.
العينان
العين عضو معقَّد، تجمعُ الضوءَ وتركِّزُه على القسم الخلفي للعين، مما يسمحُ لنا بالرُّؤية. القَرنيةُ هي الجزء الأمامي الشفَّاف من العين الذي يسمحُ للضوء بدخول العين. يُغطَّى باقي العين بطبقةٍ خارجية تُدعى الصُّلبة، ويُغطَّى الجزءُ الأمامي من العين بطبقةٍ إضافيةٍ تُدعى المُلتحمة. يسقط الضوءُ على القَزحية، وهي الجزء المُلوَّن من العين، وتُدعى الفتحةُ في منتصفِ القَزحية بالحَدَقة، حيث تتحكَّمُ القَزحيةُ بكمية الضوءِ الذي يدخلُ العين عن طريق تغييرِ حجم الحدقة. بعد أن يعبرَ الضوءُ الحدقةَ، يمرُّ من خلال عدسة شفَّافة، وتتصرَّفُ عدسةُ العينِ كعدسة الكاميرا، حيثُ تركِّزُ الضَّوءَ على القسم الخلفي للعين، وتثبِّتُ المحفظةُ العدسةَ في مكانها. بعدَ أن تعبرَ أشعَّةُ الضوء العدسةَ، وقبلَ أن تصل إلى القسم الخلفي من العين، تمرُّ عبرَ مادَّة شفَّافة تُدعى الجسم الزجاجي. ويُدعى القسم الخلفي من العين بالشَّبكية. تحوِّلُ الشَّبكيةُ الإشارات الضوئية إلى إشارات كهربائية تُرسَلُ عبر العصبِ البصري إلى الدماغ، ويترجمُ الدِّماغ هذه الإشارات إلى الصور التي نراها. تساعدُ بنيةُ الوجه والعينين على حماية العينين من الإصابة، حيثُ تقع كرتا العينين ضمنَ جوف الحجاج، وهو تجويف محاطُ بحواف عظمية. يحمي الجفنان العينين أيضاً، حيث يغلقان بسرعة لمنع الأجسام الغريبة من الدخول.
الأعراض العامة
تتنوَّعُ أعراضُ إصاباتِ العين بشكل كبير، وأكثر أعراضُ إصابة العين شيوعاً هي ألم العين ومشاكل الرؤية. تتضمَّنُ الأعراضُ الأخرى لإصابات العين:
حجم أو شكل غير طبيعي للحدقة.
وجود دم في الجزء الأبيض من العين.
عدم حركة إحدى العينين كالأخرى.
بروز إحدى العينين بالمقارنة مع العين الأخرى.
وقد تسبِّبُ بعضُ إصاباتِ العين الأخرى:
جرح جفن العين أو تدمِّيه.
سيلان من العين.
الشعور بشيء ما في العين.
الحساسية للضوء القوي.
لا بدَّ من إبلاغِ مقدِّم الرِّعاية الصحيّة عندَ الشعور بأحدِ هذه الأعراض أو أية تغييراتٍ أخرى.
تكدم العين والرضوض الكليلة
قد تسبِّبُ الضربةٌ الكليلة ضرراً في بنى القسم الخلفي أو الأمامي من العين، كما قد تكسرُ العظام التي تحيطُ بالعين، وقد تُقطَعُ أو تُسحَجُ الأنسجة الموجودةُ داخلَ العين أو حولَها. قد تحدثُ الضربةٌ الكليلةُ عندما يتعرَّض الشخص للهجوم الجسدي، كأن يتلقَّى لكمةً على عينِه. قد تتورم العينُ المُصابةُ ويصبحُ فتحها صعباً، وقد يتسرَّبُ الدمُ إلى جلدِ الجَفن والمناطق المُحيطة مسبِّباً تكدُّماً . لا تؤثِّرُ العينُ المتكدمة في الرُّؤية، إلا أنَّ الإصاباتِ التي ترافقُها قد تكونُ خطيرة. تتحسَّنُ العينُ المتكدمة بدون علاج بعدَ أيام قليلةٍ أو أسابيع، وتساعدُ كمَّادات الثلجُ في أول 24 – 48 ساعة على تخفيف التورُّم والألم. كما قد تفيدُ المسكِّناتُ التي تُباعُ بدون وصفة، غير أنَّ المصابين بنزف في العين يجبُ أن يتجنَّبوا استخدامَ بعض هذه الأدوية، حيث أن أدويةً معينةً من مسكنات الألم التي تُباعُ بدون وصفة قد تجعل النزف أسوأ. قد تسبِّب ضربةٌ كليلة انقطاعَ وعاء دموي على المُلتحمة، فيتجمَّعُ الدَّم فوق بياضِ العين، ويُدعى هذا بالنَّزف تحت المُلتحمة. ومع أنَّ النَّزفَ تحت المُلتحمة يبدو خطيراً، إلا أنه ليس مهماً، حيثُ إنَّه يشفى وحده بدون علاج خلال أسبوع أو اثنين. كما قد يحدثُ النزف داخل العين بسبب التعرُّض لقوة كليلة، وهو نزف في الحُجرة الأمامية للعين بين القَرنية والقَزحية، قد يسبِّبُ فقداً دائماً للبصر بشكل كلي أو جزئي. تتضمَّنُ المُعالجةُ عادة الراحة في السرير مع رفعِ رأس السرير، وتساعدُ القطرات العينية على تخفيفِ الالتهاب وشفاءِ العين، ويوضعُ ضمادٌ واقٍ فوق العين لمنع حدوثِ إصابة أخرى، ونادراً ما يتطلب إجراء جراحة لتصريف الدَّم. قد يسبِّبُ الرضُّ الكليل انفصالَ الشَّبكية، أي رفعَها أو شدَّها من مكانها الطبيعي، وهي حالةٌ طبية إسعافية قد تسبب فقدَ بصرٍ دائم إذا لم تُعالَج بسرعة. يمكنُ علاجُ انفصالِ الشَّبكية بالجراحة أو الليزر أو المعالجات الأخرى، ويقومُ العلاجُ بإعادة وصل الشبكية أو منعِ تدهورِ الإصابة. تتضمَّن المضاعفاتُ الأخرى للرضوض الكليلة والتي تسبِّبَ فقدَان البصر:
النزف في القسم الخلفي من العين.
خلع العدسة.
تمزُّق القَزحية.
ويتطلَّبُ إحداثُ هذه الإصابات قدراً مرتفعاً من القوَّة.
السَّحجَات القرنية والأجسام الغريبة
تحدثُ أكثر أنواعِ إصابة العين شيوعاً عندما يهيِّجُ شيءٌ ما السطح الخارجي للعين، وتتضمَّنُ هذه الإصابات:
الأجسام الغريبة في القرنية.
خدوش أو سَحجَات القرنية.
تخلِّفُ الأجسامُ الغريبة في القرنية سَحجات بعدَ إزالتها، إلا أنَّ معظمَها ليس خطيراً ولله الحمد. يمكن أن تنتشرَ الجزيئات والأجسام الغريبة عبرَ الهواء من خلال:
الانفجارات.
الرياح.
العمل بالأدوات.
وتزيد بعضُ المهن احتمالَ حدوث هذا النوع من إصابات العين، ومنها الأعمال الصناعية والنِّجارة. يزيدُ احتمالُ حدوث السحجات القرنية لدى مستخدمي العدسات اللاصقة، حيث إنَّها قد تسبِّبُ الخدوش في الحالات التالية:
عندما تُزال بعنف من العين.
عندما لا تُنظَّفُ جيداً قبلَ وضعِها.
عندما تُوضَع لفترةٍ أطولَ من اللزوم أو في حالات جفاف العين.
عندما لا يكون مقاسُها مناسباً.
تشفى معظمُ السَّحجَات القرنية بدون أية مشاكل، وتشفَى حتى السَّحجات الكبيرة خلال يوم إلى ثلاثة أيام غالباً. يزيل مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيّة الأجسامَ الغريبة المتبقية في العين، وقد يُعطى مرهمٌ مضادٌّ حيوي لمنع العدوى بعد سَحجة القرنية، كما قد تُوصَف قطرات العين. تتضمَّنُ إصاباتُ العين الأخرى الأجسامَ الحادة التي تخترقُ العين، كالخردق والأظافر والأجسامِ الحادة الأخرى التي يمكن أن تثقبَ العين، وتؤدِّي إلى مشاكل خطيرة في الرؤية. وتكون المعالجة الطبية العاجلة ضرورية في هذه الحالات.
الإصابات بالمواد الكيميائية أو بالحرارة
يمكن للمواد الكيميائية والحرارة أن تحرقَ العين، وأخطرُ حروقِ المواد الكيميائية هي الحروق بالحُموض والقلويات القويَّة، ومنها القِلْي(هيدروكسيد الصوديوم) وهي مادة قَلوية توجد في العديد من منظفات أنابيب الصرف الصحي. وقد تتضمَّنُ الحروق:
السَّوائل التي قد تتطاير وتصيب العين.
المواد المسحوقة التي يمكن أن تتناثر على العين.
يمكنُ أن تؤدِّي الحروق الكيميائية في القرنية إلى:
التندُّب.
انثقاب العين.
العمى.
في حالِ الإصابة بالمواد الكيميائية، قد يغلقُ المصابُ عينيه، ممَّا يحتجز المادَّة المُهيِّجة قربَ العين ويسبِّبُ المزيد من الضرر، لذلك لابدَّ في هذه الحالاتِ من غسلِ العين حالاً في أثناء انتظارِ المساعدة الطبية. تتضمَّن المعالجةُ غسل العين أو شطفها بالماء أو بمحلول ملحي، وقد يتطلب الأمر غسل العين بشكلٍ مستمر لمدَّة 30 دقيقة إلى ساعتين. قد يستخدم مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة جهازاً خاصاً لغسيل العين، يبدو شكلُه كعدسةٍ لاصقة كبيرة، يوضَعُ تحت الجَفن ويسمحُ للمحلول الملحي أن يسيلَ بشكل مستمر إلى العين. ويُعطى مضادٌّ حيوي على شكلِ مرهم في حالِ إصابة القرنية، للوقاية من العدوى في أثناء تعافي العين. تكون بعضُ الحروقِ الكيميائية شديدةً جداً، حتَّى إنَّ أفضلَ العلاجات لا تستطيعُ منعَ حدوث العمى. كما يمكن أن تُصابَ القرنية أيضاً بالحروق الحرارية، ألا أنَّها أقل حدوثاً، لأنَّ الجفنين ينغلقان استجابةً للحرارة، وتُعالج هذه الحروق أيضاً بمراهمِ المضادَّات الحيوية.
الوقاية
يحمي ارتداءُ واقي العين من 90٪ من إصابات العين، لذلك لابدَّ من التأكُّد من وجود زوجٍ واحدٍ على الأقل من واقيات العين في المنزل. يجبُ الامتناعُ تماماً عن مزجِ المواد الكيميائية أو المنظفات، وقراءةُ بطاقات التعريف على هذه المنتجات بعناية، واتِّباع تعليمات الاستخدام . لابدَّ من التَّأكُّد من تثبيت السجاد والسياج الحديدي في المنزل لتفادي السقوط وإصابة العين، كما يجب تبطين أو توسيد زوايا وحوافِّ الأثاث الحادة، خاصَّة إذا كان هناك أطفالٌ في المنزل. كما يُنصَح بالحفاظ على جميعِ الأدوات بحالةٍ جيدة، وإصلاح أو استبدال الأدواتِ التالفة. ويوصَى بالتأكُّد من توجيه فوهة الرش في البخاخ بعيداً عن الجسم قبل الاستخدام. يُفضَّلُ وضعُ أغطية على قدور القلي لحماية العينين من تطاير رذاذ الزيت. كما يُوصى بالتخلُّص من المخلَّفات الموجودة خارجَ البيت، والتي قد تكونُ خطيرة. لابدَّ من معرفةِ الأخطار التي تهدِّدُ سلامةَ العينِ في العمل، ومن استخدامِ واقيات عينٍ مناسبة عند الحاجة.
الخُلاصة
تساعدُ بنيةُ الوجه على حماية العينين من الإصابة، ومع ذلك يمكنُ للإصابات أن تؤذي العين، وتكون الإصابة شديدةً أحياناً لدرجة قد تؤدي إلى فقدان البصر. وقد تناولنا في هذا البرنامج إصابات العين الشائعة وأهمها:
العين المتكدمة والإصابات الكليلة.
السَّحجَات القرنية والأجسام الغريبة.
الإصابات بالمواد الكيميائية أو الإصابات بالحرارة.
تتنوَّعُ أعراضُ إصاباتِ العين بشكل كبير، وأكثر أعراضُ إصابة العين شيوعاً هي ألم العين ومشاكل الرؤية، وتتضمَّنُ الأعراضُ الأخرى لإصابات العين:
حجم أو شكل غير طبيعي للحدقة.
وجود دم في الجزء الأبيض من العين.
عدم حركة إحدى العينين أو بروزها بالنسبة للأخرى.
يمكنُ الوقايةُ من معظمِ إصابات العين؛ فإذا كان الشخصُ يمارسُ الرياضة أو يعمل في أعمال معينة، فقد يحتاجُ للحماية، حيث إنَّ ارتداءَ واقي العين يمنع حدوث 90٪ من إصابات العين.
0 comments: