الخميس، 4 مايو 2017

الطب النبوي الوقائي




الطب النبوي الوقائي




ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد سن في أحاديثه الشريفة الكثير من السنن للوقاية والشفاء من الأمراض وحث الناس على اتباعها واللجوء إليها وهذه السنن كما تأكد للأطباء والعلماء والباحثين صحتها وحقانيتها...



إنّ النّبيّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلم- قد سنّ في أحاديثه الشّريفة الكثير من السّنن للوقاية والشّفاء من الأمراض، وحثّ النّاس على اتباعها واللجوء إليها، وهذه السّنن كما تأكد للأطباء والعلماء والباحثين صحتها وحقانيتها فهي ليست إلا وحيًّا يوحى كما قال ربّ العالمين: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} [النّجم: 3-4]؛ من أجل هذا كانت هذه المطوية توضح غيضًا من فيض السّنّة النّبويّة الشّريفة ، يسرّنا أن يكون العدد الثّاني من برنامج صحة المسلم.

1- الوقاية من أمراض القلب وضغط الدّم والسّكر وارتفاع نسبة الكولسترول:

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يقمنّ صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه» [رواه التّرمذي 2380 وصححه الألباني]، وقد توصل العلم الحديث أنّ السّمنة تعتبر خللٌ في التّمثيل الغذائيّ حيث تتراكم الشّحوم وترتبك الغدد الصّماء وقد أكدت البحوث العلمية أنّ الرّجال الّذين يزيد محيط بطونهم عن محيط صدورهم يموتون بنسبة أكبر، وقد وجد أنّ مرض البول السّكريّ يزيد في الشّخص البدين عن الشخّص العاديّ، وأنّ الدّهون تؤثر في القلب حيث تحلّ محلّ ألياف القلب العضلية مما يؤثر على وظيفته ويصاب بالأمراض كما ترسب الدّهون في جدار الأوعية الدّمويّة يؤدي إلى تصلبها وبالتّالي إلى ارتفاع ضغط الدّم.

وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لرجلٍ قال له أوصني: لا تغضب. فردد مرارًا، قال: لا تغضب» [رواه البخاري 6116].

وقد ثبت علميًّا أنّ الغضب يزيد من عدد انقباضات القلب في الدّقيقة الواحدة مما يزيد من كمية الدّم في القلب الأمر الّذي يجهد القلب ويقلل من وظيفته، والمعروف علميًّا أنّ الشخص كثير الغضب يصاب بضغط الدّم حيث تتصلب جدران شرايينه الدّقيقة وتفقد مرونتها.

2- الوقاية من أمراض الفم والأسنان:

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «السّواك مطهرة للفمّ، مرضاة للربّ» [رواه النّسائي 5 وصححه الألباني]، وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لولا أن أشق على أمّتي، أو على النّاس لأمرتهم بالسّواك مع كل صلاةٍ» [رواه البخاري 887]، ولقد ثبت علميًّا بالأبحاث الطّبية أنّ السّواك يحتوي على نسبةٍ كبيرةٍ من الفلوريد والسّليكون والمضادات الحيوية وموادَ قلويةٍ ومطاطيةٍ وشمعيةٍ وصبغيةٍ وفيتامين ج:

- مادة الفلوريد تتفاعل مع أحد المواد المكونة للسّطح الخارجيّ للأسنان وتكون مادةً مقاومةً تقلل من حموضة الإفرازات البكتيرية داخل الفمّ ممّا يساعد على زيادة مقاومة الأسنان من التّسوس ويساد الفلوريد على إحباط نمو البكتريا.

- كما أن الحركة الميكانيكية للسّواك على الأسنان واللثّة تزيد من توارد الدّم وزيادة المقاومة للبكتريا. 

- مادة السّليكون: فهي تزيل الفضلات والألوان المترسبة على الأسطح الخارجية للأسنان.

- المواد القلوية تعادل حموضة إفرازات البكتيريا وتقلل نشاطها كما أن لها أثرٌ فعالٌ في إيقاف التهاب اللثّة.

- المواد الشّمعية والتّانين:
تعملان على شدّ الأنسجة المرتخية من اللثّة مما يعطي اللثّة قوة شد وتماسك كما أن المادة الشّمعيّة تغلف الأسطح الخارجية للأسنان.

- في دراسات أجريت على بعض نباتات السّواك في المعهد الوطني للصّحة في أمريكا وجدّ أنّها تحتوي على مواد كيماويّةٍ تمنع نمو الأمراض السّرطانية بالفمّ واللثّة.

3- الوقاية من أمراض الجهاز البولي التّناسلي:

- الختان: قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقصّ الشّارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط» [رواه البخاري 5891 ومسلم 257]، لقد كشف العلم الحديث أن عدم الختان بالنسبة للذّكور يسبب الالتهابات المزمنة في الحشفة، وسرطان القضيب ولذلك فهو نادرٌ عند المسلمين والملل الّتي تقوم بالختان، وعدم الختان يسبب إصابة عضو التّناسل بالقرح والصّديد، مما يصيب الأنثى أيضًا ويؤخر الحمل.

- النّهي عن الوطء في الدّبر:

- قال -صلّى الله عليه وسلم-:«لا يستحي الله من الحقّ، لا يستحي الله من الحقّ، لا تأتوا النّساء في أعجازهنّ» [صححه الألباني 7711 في صحيح الجامع] ، والوطأ في الدّبر يضرّ بالرّجل حيث يسبب إحتقان في البروستاتا ويسبب آلامًا شديدةً في منطقة العجان، ويضرّ بالمرأة حيث يؤدي إلى تمزق عضلات الشّرج فلم تعد تتحكم في إخراج الفضلات وتنتشر الأمراض، ويؤدي ذلك على النّفرة والتّباغض الشّديد بين الزّوجين والآثار النّفسية السّيئة المترتبة على ذلك.

-النهي عن اللواط:

قال -صلّى الله عليه وسلم-: «إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي عمل قوم لوطٍ» [رواه ابن ماجه 2093 والتّرمذي 1457 وحسنه الألباني].

- فيؤدي اللواط إلى أمراضٍ عديدةٍ مثل الورم الليفي التّناسلي وهي قرحٌ تنتشر على القضيب وفتحة الّشرج تمتليء بالصّديد ويصاب اللوطي بسرطان المستقيم.

- وتنتشر الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائيّ A,B,C وفيروس الإيدز فضلًا عن الأمراض النّفسية والاجتماعية الّتي تؤدي إلى التّفكك الأسري كما يختل التّوازن العقلي بنسبة 25%.

- النّهي عن الزّنا:

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمنٌ.....» [رواه البخاري 2475 ومسلم 57].

- حيث يؤدي ذلك على انتشار أمراض السّيلان والزّهري والإيدز والتّهاب الكبد الوبائيّ بأنواعه المختلفة، ولم تقف أضرار الزّنى على الأمراض العضوية فحسب بل تتعهد إلى أمراضٍ اجتماعيةٍ ونفسيةٍ مثل اختلاط الأنساب وتفسخ المجتمع وتفكك الأسرة والانطلاق في حمأة الرّذيلة والفساد.

- النّهي عن الجماع في الحيض:

قال -صلّى الله عليه وسلم- في شأن الحائض: «اصنعوا كلّ شيءٍ إلا النّكاح» [رواه مسلم 302]، فقد أثبت العلم الحديث أنّ فرج المرأة أثناء الحيض تتغير درجة حموضته فتزداد قوة وعدد الميكروبات مما يسبب:
- التهاب قناتيّ الرّحم وبالتّالي العقم.
- التهاب المثانة والحالبين والكلى لدى المرأة. 
- التهاب قناة مجرى البول لدى الرّجل.
- تزداد شراسة ميكروب السّيلان وتنتقل الميكروبات إلى البروستاتا والحويصلات المنويّة مما يؤدي إلى العقم.

4- الوقاية من أمراض الجلدية:

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «الشّفاء في ثلاثةٍ: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمّتي عن الكي» [رواه البخاري 5680]، وعلم الطّب الحديث يلجأ إلى الكي في علاج بعض الأمراض الجلدية الّتي لا يستطيع علاجها بالأدوية مثل السّنط وقرح عنق الرحم.

وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد» [رواه البخاري 5707]، ومرض الجذام من أخطر الأمراض الّتي تصيب الجلد وتفقده الإحساس تمامًا وتسبب تفرحه وقد يمتد المرض إلى العظام وقرنية العين ويسببه مكروب أمكن مشاهدته والتّعرف عليه.
وقال -صلّى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده. حتى تخرج من تحت أظفاره» [رواه مسلم 245]، وقد أثبت العلم الحديث أنّ المزرعة الميكروبية الّتي عملت للمنتظمين في الوضوء ولغير المنتظمين.

- أنّ المنتظمين في الوضوء كانت المزرعة خالية من الميكروبات بينما الّذين لا يتوضئون كانت هناك ميكروبات كروية وعنقودية وعصوية تسبب العديد من الأمراض.

5- قال -صلى الله عليه وسلّم-:«الصّلاة وما ملكت أيمانكم» [رواه ابن ماجه 2200 وصححه الألباني]، فقد بينت الأبحاث أن أوضاع الصّلاة من الوقوف والرّكوع والسّجود تقلل الضّغط على جدران أوردة السّاقين وتنشط عمل المضخة الوريدية وبالتّالي لا تعطي فرصة لركود الدّم وتراكمه في أوردة السّاق وشعيراته.

6- الوقاية من الأمراض الوراثيّة وضعف النّسل:

قال -صلّى الله عليه وسلم-: «تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم» [رواه ابن ماجه 1615 وحسنه الألباني].

هذا ما أثبتّه العلم الحديث فإنّ الزواج بالقرابة يجعل النّسل ضعيفًا من ناحية ومن ناحية أخرى يكون نسبة ظهور الصّفات المتنحية الرّديئة كبيرٌ جدًا مثل صفات ضعف العضلات وأنيميا الدّم والدّاون، فالأمراض الوراثية النّادرة في المجتمع يكون احتمال ظهورها في الزّوجين البعيدين لا تزيد عن واحد في الألف في حين يرتفع احتمال ظهور تلك الأمراض الوراثيّة إلى 35% عندما يكون الزّوجان قريبين وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «يحرم من الرّضاع ما يحرم من النّسب» [رواه البخاري 2645].

وقد أثبتت الأبحاث العلمية وجود أجسام في لبن الأم المرضع يترتب على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرّضيع بعد جرعات من 3 إلى 5 جرعات، ولقد وجد أنّ تكون هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراضٍ مرضيةٍ عند الأخوة في حالة الزّواج، ومن هنا نجد حكمة الحديث الشّريف في تحريم زواج الأخوة من الرّضاعة من ذلك يظهر لنا أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد وضع لنا معالم علم الوراثة من أربع عشر قرنًا من الزّمان، وفي ذلك إعجاز علمي أثبته العلم الحديث.

7- الوقاية من الأمراض المقولة من الحيوانات:

-قال -صلّى الله عليه وسلم-:«إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات. وعفروه الثّامنة في التّراب» [رواه مسلم 280].

وقد وجد أن الكلب ينقل نوع من الدّيدان الخطيرة (كيت الياتيك) وذلك بانتقال البويضات في كلّ مكانٍ عن طريق البراز، وقد وجد أن لعاب الكلب يحتوي على فيروسات مرض السّعار الّذي يفتك بالإنسان بعد عضّه، ويقدر الّذين يموتون في الهند وحدها بسبب السّعار 15000 ألف سنويًّا، أيضًا يحتوي أمعاء الكلب على الدّودة الشّريطية الّتي تنتقل إلى الإنسان وتسبب وفاته وقد وجد أن نسب المصابين في استراليا 1- 39 شخص من سكانها.

- الدّيدان القوسية: وتسبب تضخما في الكبد والطّحال للإنسان وتحدث آلامًا وأورامًا جلديّة والتهابات بالجهاز التنفسي.

- الإصابة بالدوسنتاريا والتّيفويد التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق اللعاب والبراز والشّعر، وقد نهانا -صلّى الله عليه وسلّم- عن المبالغة في تربية الكلاب إلا في الصّيد أو الحراسة [رواه مسلم 280]. 

- الذّباب:
قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا وقع الذّباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإنّ في إحدى جناحيّه داء والأخرى شفاء» [رواه البخاري 3320]، وقد ثبت علميًّا أنّ الذّباب يحمل على إحدى جناحيّه بكتريا والنّاحية الأخرى آكل البكتريا.

والله أعلم. 

المراجع:
1- الإعجاز العلمي في الإسلام: أ. محمد كامل عبد الصّمد.
2- الإعجاز العلمي في السّنّة النبوية: أ.عبد الرّحيم مرديني.

0 comments: