تحفيز العصب المبهم
تحفيز العصب المبهم هي عملية تتضمن زرع جهاز يُحفِّز العصب المبهم بنبضات كهربائية.
يوجد عصب مبهم واحد في كل جانب من جسمك، حيث يمتدان من جذع الدماغ من خلال الرقبة إلى الصدر والبطن.
كثيرًا ما يُستخدم تحفيز العصب المبهم لعلاج الصرع عندما لا تجدي العلاجات الأخرى نفعًا. يعتبر أيضًا تحفيز العصب المبهم علاجًا للاكتئاب الذي يصعب علاجه ولم يستجب إلى المعالجات النمطية.
يدرس الباحثون حاليًا تحفيز العصب المبهم كعلاج محتمل لمجموعة متنوعة من الحالات بما في ذلك التصلب المتعدد والصداع والألم ومرض الزهايمر.
في تحفيز العصب المبهم التقليدي، يتم زرع جهاز جراحيًا تحت الجلد في الصدر، ويتم توجيه سلك تحت الجلد يقوم بتوصيل الجهاز بالعصب المبهم الأيسر. لا يُستخدم العصب المبهم الأيمن لأنه يحمل الألياف التي تزود القلب بالأعصاب.
عندما يتم التنشيط، يُرسل الجهاز الإشارات الكهربية حول العصب المبهم إلى جذع الدماغ، الذي يُرسل بدوره بعد ذلك الإشارات إلى مناطق محددة في الدماغ.
تمت الموافقة على استخدام أجهزة تحفيز العصب المبهم غير الباضعة الجديدة في أوروبا لعلاج الصرع والاكتئاب والألم ولكن لم تتم الموافقة على استخدامها في الولايات المتحدة.
يخضع الجهاز القابل للزراعة الذي يُحفِّز العصب المبهم الأيمن للدراسة لعلاج فشل القلب.
لماذا يتم إجراء ذلك
رسم توضيحي لموضع الجهاز في إجراء تحفيز العصب المبهم
تحفيز العصب المبهم
لا يستجيب ثلاثون إلى 40 في المائة من المصابين بالصرع استجابةً كاملة للعقاقير المضادة للصرع. يمكن أن يكون تحفيز العصب المبهم خيارًا للحد من تواتر النوبات لدى الأشخاص الذين لم يحققوا سيطرةً باستخدام الأدوية.
ويمكن أن يكون تحفيز العصب المبهم مفيدًا أيضًا للأشخاص الذين لم يستجيبوا لعلاجات الاكتئاب المكثفة، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، والمشورة النفسية (العلاج النفسي)، والعلاج بالصدمة الكهربائية (ECT).
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء (FDA) تحفيز العصب المبهم للأشخاص الذين:
يبلغون 12 عامًا أو أكثر
لديهم صرع بؤري (جزئي)
تصيبهم نوبات لا يسيطر عليها باستخدام الأدوية سيطرةً جيدة
بالإضافة إلى ذلك، فقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء تحفيز العصب المبهم لعلاج الاكتئاب، لدى البالغين الذين:
لديهم اكتئاب مزمن صعب العلاج (الاكتئاب المقاوم للعلاج)
لم يتحسنوا بعد تجربة أربعة أدوية أو أكثر، أو باستخدام العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT) أو كليهما
استمر في تناول علاجات الاكتئاب القياسية إلى جانب تحفيز العصب المبهم
المخاطر
بالنسبة لمعظم الأشخاص، يعتبر تحفيز العصب المبهم آمنًا. ولكنه يتضمن بعض المخاطر، سواء من العملية الجراحية إلى زرع الجهاز ومن تحفيز الدماغ.
مخاطر العملية الجراحية
إن المضاعفات الجراحية مع تحفيز العصب المبهم نادرة الحدوث ومماثلة لمخاطر إجراء الأنواع الأخرى من الجراحات. وتشمل:
حدوث ألم في مكان الجرح (الشق) الذي تم شقه لزرع الجهاز
العدوى
ندبات الشقوق
صعوبة البلع
شلل الحبل الصوتي، وعادةً ما يكون مؤقتًا، لكن يمكن أن يكون دائمًا
التأثيرات الجانبية بعد الجراحة
يمكن أن تتضمن بعض التأثيرات الجانبية والمشكلات الصحية المرتبطة بتحفيز العصب المبهم ما يلي:
تغيرات بالصوت
بحة في الصوت
ألم الحلق
سعالاً
الصداع
ألم الصدر
مشكلات في التنفس، خاصةً أثناء ممارسة التمارين الرياضية
صعوبة البلع
ألم البطن أو الغثيان
شعورًا بوخز أو تنميلاً بالجلد
الأرق
تباطؤ ضربات القلب (بطء القلب)
بالنسبة لمعظم الأشخاص، تكون التأثيرات الجانبية محتملة. ويمكنها أن تقل مع الوقت، ولكن قد تكون بعض التأثيرات الجانبية مزعجة طوال الفترة التي يُستخدم فيها تحفيز العصب المبهم.
يمكن أن يساعد ضبط النبضات الكهربائية في تقليل هذه التأثيرات. إذا كانت التأثيرات الجانبية غير مُحتملة، يمكن إغلاق الجهاز مؤقتًا أو بصورة دائمة.
كيف تستعد
ومن الأهمية مراعاة إيجابيات وسلبيات تحفيز العصب المبهم قبل قرار تنفيذ العملية.
كما ينبغي التأكد من معرفة كل خيارات العلاج الأخرى وأن المريض والطبيب على السواء يشعران بالراحة بشأن كون تحفيز العصب المبهم الخيار المثالي. ينبغي أن تسأل الطبيب حول ما يمكن توقعه في أثناء الجراحة وبعد توفير مولد النبضات.
الطعام والأدوية
قد تحتاج إلى التوقف عن تناول أدوية معينة قبل الوقت المحدد كما أنه قد يطلب منك الطبيب عدم تناول الطعام في الليلة التي تسبق العملية.
ما يمكنك توقعه
بعد إجراء العملية
قبل إجراء الجراحة، سيُجري طبيبك فحصًا بدنيًا. قد تحتاج إلى إجراء اختبارات دم أو اختبارات أخرى للتأكد من عدم وجود أي مخاوف صحية قد تؤدي إلى حدوث مشكلة.
سيجعلك الطبيب تبدأ في تناول المضادات الحيوية قبل الجراحة للوقاية من العدوى.
في أثناء إجراء العملية
يتم إجراء العملية الجراحية لزرع جهاز تحفيز العصب المبهم إما دون الحاجة إلى البقاء في المستشفى مما يعني السماح لك بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم وإما أن يتطلب الأمر البقاء في المستشفى والإقامة ليلاً بها.
تستغرق العملية الجراحية عادةً من ساعة إلى ساعتين. قد تظل متيقظًا لكن تأخذ الدواء لتخدير منطقة العملية الجراحية (التخدير الموضعي) أو قد تكون فاقدًا للوعي خلال العملية الجراحية (التخدير العام).
إن العملية الجراحية في حد ذاتها لا تتضمن الدماغ. يتم إجراء اثنين من الشقوق الصغيرة، أحد الشقوق على الصدر والآخر على الجانب الأيسر من الرقبة.
يتم زرع مولِّد النبضات في الجانب العلوي الأيسر من الصدر. تم إعداد الجهاز بهدف أن يكون مزروعًا بشكل دائم، لكن يمكن إزالته عند الضرورة.
يُعتبر مولِّد النبضات تقريبًا في حجم ساعة الإيقاف ويتم تشغيله من خلال طاقة البطارية. يتم توصيل السلك الرصاصي بمولِّد النبضات. يتم توصيل السلك الرصاصي تحت الجلد من الصدر وحتى رقبتك، حيث يتم توصيله بالعصب المبهم الأيسر من خلال الشق الثاني.
تحفيز العصب المُبهم
بعد العملية
يتم تشغيل مولد النبضات في أثناء زيارتك لعيادة الطبيب بعد مرور بضعة أسابيع على الجراحة. ويمكن برمجته عندئذ لتوصيل النبضات الكهربائية إلى العصب المبهم بمدد وترددات وتيارات مختلفة.
عادة ما يبدأ تحفيز العصب المبهم في مستوى منخفض، ويزيد تدريجيًا وفقًا لما تعانيه من الأعراض والآثار الجانبية.
يتم برمجة التحفيز ليتم تشغيله وإيقاف تشغيله في دورات محددة. قد تشعر ببعض أحاسيس الوخز، أو بألم خفيف في الرقبة عندما يتم تشغيل تحفيز العصب.
وعادة يتم ضبط عمليات التحفيز لتعمل كل دقيقة إلى ثلاث دقائق. يتم إجراء البرمجة في عيادة الطبيب باستخدام جهاز برمجة يحمل باليد.
لا يكتشف المحفز نشاط النوبات أو أعراض الاكتئاب. وعند تشغيل المحفز، فإنه يبدأ في التشغيل ويتوقف عنه لفواصل زمنية يختارها الطبيب.
سيتم إعطاؤك مغناطيس يحمل باليد حتي تتمكن من بدء التحفيز بنفسك إذا شعرت أنت أو الآخرون ببدء النوبة.
يمكن أن يتم استخدام المغناطيس أيضًا لإيقاف تشغيل تحفيز العصب المبهم مؤقتًا، الأمر الذي قد يكون ضروريًا عند القيام ببعض الأنشطة مثل التحدث أو الغناء أو ممارسة التمارين الرياضية أمام الجمهور، أو عند تناولك الطعام إذا كنت تعاني مشاكل في البلع.
يجب أن تزور الطبيب بصفة دورية للتأكد من أن محفز النبضات يعمل على نحو صحيح وأنه لم يتحول عن موضعه. يزور معظم مستخدميه الطبيب مرة أو مرتين سنويًا لهذا الغرض.
كما يجب عليك الاتصال بالطبيب قبل الخضوع لأي اختبارات طبية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، الذي قد يتداخل مع جهازك، أو قبل زرع جهاز طبي آخر.
النتائج
لا يُعد تحفيز العصب المبهم علاجًا للصرع. إن معظم المصابين بالصرع لا ينقطعون عن التعرُّض للنوبات أو تناول أدوية علاج الصرع كليًا بعد العملية.
ولكن يصاب العديد من المرضى بنوبات أقل، وتنخفض بنسبة 20 إلى 50 بالمائة. كما يمكن أن تقل حدة النوبة أيضًا.
ويمكن أن يستغرق تحفيز العصب المبهم فترة تطول إلى 18 شهرًا قبل ملاحظة انخفاض النوبات. كما يمكن لتحفيز العصب المبهم تقليل وقت التعافي أيضًا بعد النوبة.
كما يمكن للمرضى الذين أجروا تحفيز العصب المبهم لعلاج الصرع الشعور بالتحسينات المزاجية وجودة الحياة أيضًا.
ولا تزال نتائج الأبحاث مختلطة بشأن فوائد تحفيز العصب المبهم لعلاج الاكتئاب.
وتشير بعض الدراسات إلى فوائد تحفيز العصب المبهم لعلاج الاكتئاب وهو ما يحدث مع مرور الوقت، وقد يستغرق الأمر العديد من الأشهر قبل ملاحظة التحسينات في أعراض الاكتئاب.
وبالإضافة إلى ما سبق، لا يفيد تحفيز العصب المبهم في علاج كل مريض، ولا يهدف بشكل عام إلى حل محل العلاجات التقليدية.
وعلاوة على ما سبق، قد لا تدفع بعض شركات التأمين تكلفة هذه العملية.
إن الدراسات حول تحفيز العصب المبهم بوصفه علاجًا للحالات، مثل مرض الزهايمر والصداع النصفي والتصلب المتعدد، لا تزال محدودة للغاية لبيان النتائج الحاسمة بشأن جودة تأثيره في علاج تلك المشكلات. هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
في مجالي الاختبارات والإجراءات حيث يكتشف الباحثون كيفية الحفاظ على سلامة الناس في العيادات السريرية.
0 comments: