سرطانُ الظهارة المتوسِّطة أو وَرَمُ المُتَوَسِّطَة أو الميزوتليوما Mesothelioma هو سرطانٌ يُصيبُ الخلايا الظهاريَّة، حيث تُشكِّل هذه الخلايا الغشاءَ أو البطانةَ التي يُغطِّي السطحَ الخارجي لمعظم أعضاء الجسم.
يوجد نوعان رئيسيَّان لسرطان الظَّهارة المتوسِّطة:
سرطان الظهارة المتوسِّطة الجنبيَّة - وهو النوعُ الأكثر شيوعاً، ويُصيبُ النسيجَ المُحيط بالرئتين.
سرطان الظهارة المتوسِّطة الصِّفاقيَّة – ويُصيب الأغشيةَ المبطِّنة للبطن.
أعراض سرطان الظِّهارة المُتوسِّطة
تشتمل أعراضُ سرطان الظهارة المتوسِّطة الجنبيّة على:
الشُّعور بالألم في الصَّدر أو في أسفل الظهر.
ضيقُ التنفُّس.
ارتفاع درجة الحرارة (حُمَّى) لدرجة 38 درجة مئويَّة مع التَّعرُّق، وخصوصاً في الليل.
السُّعال المُستمر.
نقص الوزن من دون سبب واضح.
ويمكن أن تشتملَ أعراضُ سرطان الظهارة المتوسِّطة الصِّفاقيّة على:
الشُّعور بالألم أو التورُّم في البطن.
الشُّعور بالمرض (الغثيان) أو أن يكون مريضاً فعلاً (القيء).
فقدان الشهيَّة.
نقص الوزن من دون سبب واضح.
الإسهال أو الإمساك.
قد يُصِيب سرطانُ الظهارة المتوسِّطة في حالاتٍ نادرة البطانةَ المُحيطة بالخُصيَتين (سرطان الظَّهارة المتوسِّطة الخصويَّة)، حيث يكون العَرَضُ الرئيسي هو وجود كيس مملوء بسائل فوق الخصية.
من هم الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بالمرض؟
تُشَخَّص أكثر من 2500 حالة إصابة بسرطان الظَّهارة المتوسِّطة في المملكة المُتَّحدة سنويَّاً، على سبيل المثال، وتكون نسبةُ الإصابة عند الرجال أكبر بخمس مرَّات منها عند النِّساء.
ينجم سرطانُ الظهارة المتوسِّطة بشكلٍ دائمٍ تقريباً عن التعرُّض للأسبست. والأسبستُ هو مادَّةٌ طريَّةٌ، بيضاء رماديَّة، كانت تُستَعملُ بشكلٍ واسعٍ في أعمال البناء كأحد أشكال العزل والحماية من الحريق.
يظهر سرطانُ الظهارة المتوسِّطة بعدَ سنوات طويلة من التَّعَرُّض الأوَّل للأسبست عادةً (من 20-60 سنة).
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
يجب على الشخص مراجعة الطبيب عند ملاحظة أيَّة أعراضٍ غير مألوفة أو مستمرَّة، وخصوصاً إذا كان قد تعرّض سابقاً للأسبست. وعلى الرغم من ضعف احتمال أن تكونَ الإصابة هي سرطان الظهارة المتوسِّطة، إلاَّ أنه من الضروري إجراء الفحص من قِبَلِ الطبيب.
قد يوصي الطبيبُ بالتوجُّه إلى المستشفى لإجراء المزيد من الاختبارات، والتي قد تشتمل على:
التصوير التشخيصي - مثل صورة الأشعَّة السينيَّة أو التصوير الطبقي المحوري (المقطعي المحوسَب) أو أشعَّة الرنين المغناطيسي أو التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة.
تنظير الصَّدر - وهو إجراءٌ جراحيّ، يمكن القيام به بعد تركين المريض (إعطائه أدوية مهدِّئة) أو تخديره تخديراً عاماً، الأمر الذي يسمح للطبيب بفحص الصِّدرِ والحصول على خزعة (عيِّنة من الأنسجة)، دون اللجوء إلى إجراء جرحٍ كبيرٍ في الجلد.
نزحُ السائل (الرَّشف الجنبي) - إذا تجمَّعت سوائل في المنطقة المحيطة بالرئتين أو الأحشاء البطنية، فقد يلجأ الطبيبُ إلى أخذ عيِّنةٍ من هذا السائل عن طريق إدخال إبرة (تُوَجَّه باستعمال الموجات فوق الصوتيَّة عادةً) من خلال منطقةٍ في الجلد يجري تخديرها موضعيّاً.
قد يكون من الصعب تشخيصُ سرطان الظهارة المتوسِّطة، بسبب صعوبة التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة، أو الاشتباه بينها وبين خلايا سرطانية أخرى، كما في سرطان الرئة أو سرطان المبيض.
علاج سرطان الظهارة المتوسطة
يعتمدُ اختيارُ العلاج الأفضل لسرطان الظهارة المتوسِّطة على عدَّة عوامل، منها المرحلة التي وصلت إليها الإصابةُ والصحَّة العامة للمريض.
ويُعدّ العلاجُ الكيميائي هو العلاج الرئيسي لسرطان الظهارة المتوسطة، حيث يتضمَّن استعمالَ دواء يساعد على السيطرة على الأعراض وتقليص حجم الورم.
وفي بعض الحالات، قد يُستَعمل العلاج الشعاعي للمساعدة على منع حدوث مضاعفاتٍ لسرطان الظهارة المتوسطة.
هناك عدةُ خيارات جراحيَّة يجري حالياً التحقُّق من فعاليتها كعلاجاتٍ مُحتملة لسرطان الظهارة المتوسطة، إلاَّ أنَّه لا تتوفَّر حتى الآن أيّة أدلَّة قويَّة على أنَّ هذه العلاجات فعَّالة.
بما أنَّ سرطانَ الظهارة المتوسطة لا يُشخص غالباً إلا في المراحل المُتقدِّمة منه، لذلك يصبح الهدفُ من العلاج هو السيطرة على الأعراض لأطول وقتٍ ممكن. ويُعرَف هذا باسم الرعاية المُلطِّفة أو الرعاية الدَّاعمة.
المآل
يكون مآلُ سرطان الظهارة المتوسطة سيِّئاً، وذلك لأنَّه غالباً ما يُشخّص في مرحلةٍ متقدِّمةٍ من الإصابة.
وللأسف، فإن معظمَ الأشخاص الذين جرى تشخيص المرض لديهم سوف يموتون في غضون ثلاث سنوات من اكتشاف المرض، والمعدَّلُ الوسطي للحياة بعدَ اكتشاف المرض هو سنة واحدة.
تشير الإحصائياتُ الواردة من المملكة المتحدة (بريطانيا) إلى أن حوالي 2300 حالة إصابة بسرطان الظهارة المتوسِّطة يجري اكتشافها سنوياً.
ومن المتوقَّع أن يرتفع عددُ الوفيَّات النَّاجمة عن الإصابة بسرطان الظهارة المتوسِّطة، بسبب وجود فاصلٍ زمنيٍّ كبير بين التعرُّض للأسبست وبداية ظهور المرض
0 comments: