الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

غُدتا الكظر فوق الكليتين



تقع غُدتا الكظر فوق الكليتين، حيث تتوضَّع كلٌّ منهما فوق واحدة من الكليتين. تنقسم غدةُ الكظر إلى طبقة خارجية تدعى باسم "القشرة"، وطبقة عميقة تُدعى باسم
"لُب الكظر". تصنع قِشرة الكظر هرمونات لا يستطيع الإنسانُ أن يعيشَ من دونها، بما في ذلك الهرموناتُ الجنسية وهرمون الكورتيزول الذي يساعد على الاستجابة إلى حالات الشدة النفسية، بالإضافة إلى عدد من الوظائف الأخرى لهذا الهرمون. من الممكن أن تؤدِّي اضطراباتُ قشرة الكظر إلى جعل غُدتي الكظر تصنعان هرمونات أكثر ممَّا يجب أو أقل ممَّا يجب؛ ففي حالة الإصابة بمتلازمة كوشينغ، يكون إنتاجُ الكورتيزول زائداً. أمَّا في حالة داء أديسون، فإنَّ إنتاجَ الكورتيزول يكون قليلاً جداً. يُولَد بعضُ الأشخاص وهم غير قادرين على صنع الكمِّية الكافية من هرمون الكورتيزول. ومن الممكن أيضاً أن تؤدِّي الأورامُ إلى حدوث الاضطرابات في غُدتي الكظر. ومن الممكن أن تؤدِّي حالاتُ العدوى أو النزف إلى مشكلات في غُدتي الكظر يمكن أن تكونَ قاتلة إذا لم تتوفَّر معالجة سريعة لها. تعتمد المعالجةُ على نوع المشكلة الموجودة لدى المريض. ومن الممكن معالجةُ كثير من اضطربات الكظر عن طريق الجراحة أو الأدوية. 
مقدِّمة
توجد غدتا الكظر فوق الكليتين، واحدة فوق كل كلية. تصنع هاتان الغدتان هرمونات بالغة الأهمية لا يستطيع الإنسانُ أن يعيشَ من دونها. وهناك اضطراباتٌ كثيرة يمكن أن تصيبَ هاتين الغدتين. تعتمد معالجةُ اضطرابات غدة الكظر على سبب الاضطراب. وقد تشتمل المعالجة على الجراحة أو الأدوية أو أساليب أخرى. يناقش هذا البرنامجُ التثقيفي المشكلات التي تظهر في قشرة الكظر. وهو يساعد على تكوين فهم أفضل للاضطرابات التي تصيب غدتي الكظر. يتناول البرنامج الاضطرابات الشائعة التي تصيب الغدَّتين، كما يستعرض سُبل معالجة هذه الاضطرابات. 
الغُدتان الكظريتان
توجد غدَّتا الكظر فوق الكليتين، واحدة فوق كل كلية. والكليتان عضوان موجودان في منتصف أسفل الظهر على جانبي العمود الفقري. وفوق كل كلية توجد غدةٌ من غدَّتي الكظر، وهي على شكل مثلَّث. تنقسم غدةُ الكظر إلى منطقة سطحية تدعى باسم "قشرة الكظر"، وطبقة عميقة تُدعى باسم "لُب الكظر". تصنع قشرة الكظر هرمونات بالغة الأهمية. ومن هذه الهرمونات:
كورتيزول.
ألدوستيرون.
تستوستيرون.
إستروجين.
يساهم الكورتيزول في مساعدة الجسم على استخدام سكَّر الغلوكوز، وهو نوع من السكريات موجود في الجسم. كما أنَّه يساعد على مراقبة استخدام الجسم للبروتين والدهون. يساعد هرمون الألدوستيرون في ضبط التوازن بين الماء والملح في الجسم. كما يساعد في المحافظة على ضغط الدم الطبيعي. هرمون التستوستيرون هو ما يجعل الجسم يمتلك الخصائصَ الجنسية الذكرية. ومن هذه الخصائص شعرُ الوجه والصوت الخشن ونمو العضلات. ويجري صنع هذا الهرمون في الخُصيتين بشكل رئيسي. لكنَّ جزءاً منه يصنع في غدتي الكظر أيضاً. يمنح هرمونُ الإستروجين الجسمَ الخصائصَ الجنسية الأنثوية. ومن هذه الخصائص نمو نسج الثدي مثلاً. يجري صنع هذا الهرمون في غدتي الكظر وفي المبيضين أيضاً. 
الأعراض العامَّة
تشترك كثيرٌ من اضطرابات قشرة الكظر في أعراض متشابهة. والأعراض العامة لاضطراب قشرة الكظر هي الإحساس بالتعب وبالضعف العضلي. من الأعراض الأخرى لاضطراب قشرة الكظر:
ظهور كتلة في البطن.
ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
ارتفاع سكَّر الدم أو انخفاضه.
زيادة التبوُّل والإحساس بالعطش.
عدم انتظام دورة الطمث عند المرأة، أو انقطاعها.
ألم في البطن أو الظهر.
زيادة الوزن أو نقص الوزن.
من الممكن أيضاً أن تؤدِّي بعض اضطرابات قشرة الكظر إلى ما يلي أيضاً:
ظهور كتلة دهنية على الرقبة من الخلف، مع احمرار الوجه واستدارته وامتلائه.
حب الشباب.
الصلع.
سهولة التَّكدم.
تبقُّع الجلد أو اسمراره.
سِمنة في الجزء العلوي من الجسم، مع نحول الذراعين والساقين.
هناك أعراض أخرى أيضاً، وقد تشتمل على ما يلي:
ازدياد عمق الصوت أو خشونته، وتورُّم الأعضاء الجنسية أو نسج الثدي.
ظهور شعر ناعم على الوجه أو القسم العلوي من الظهر أو الذراعين.
الشعور بالانزعاج أو القلق أو الاكتئاب.
تراجع الدافع الجنسي.
لابدَّ من استشارة الطبيب إذا لاحظ المرء ظهور بعض هذه الأعراض أو ظهور تغيُّرات أخرى. إنَّ العثور على المشكلة في وقت مبكر أمر مهم، لأنه يجعل المعالجة أكثر سهولة في معظم الحالات. 
متلازِمةُ كوشنغ (فرط نشاط قشرة الكظر)
من الممكن أن يكونَ لاضطرابات الكظر تأثير على مستويات الهرمونات. فقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى جعل غدتي الكظر تفرزان كمية زائدة أو كمية غير كافية من الهرمونات. وفي حالة الإصابة بمتلازمة كوشنيغ، فإنه تكون هناك كمِّية زائدة من هرمون الكورتيزول في الجسم. متلازمةُ كوشينغ حالة نادرة. وهي غالباً ما تصيب البالغين بين العشرين والخمسين عاماً من العمر. كما أنَّ الأشخاص المصابين بالسمنة أو المصابين بالنوع الثاني من الداء السكري يمكن أن يكونوا معرَّضين لخطر أكبر من حيث الإصابةُ بهذا الاضطراب. قد تكون متلازمةُ كوشينغ ناتجة عن:
بعض الأورام التي تجعل الجسم يصنع كميةً زائدة من الكورتيزول.
تناول أدوية هرمونية تركيبية تحتوي على الكورتيزول. وقد تُستخدَم هذه الأدوية من أجل معالجة بعض الأمراض الالتهابية.
في حالات نادرة، يمكن أن تكونَ متلازمة كوشينغ ناتجة عن اضطراب وراثي. وهذا الاضطراب يُسبِّب نموَّ الأورام في الغدد التي تتولى ضبط الهرمونات في الجسم. في حالة عدم معالجة متلازمة كوشينغ، فإنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية من قبيل:
تراجع كتلة العظام.
الداء السكري.
تكرار الإصابة بالعدوى.
ارتفاع ضغط الدم.
فقدان القوة.
تعتمد معالجةُ متلازمة كوشينغ على سببها. وإذا كانت ناتجة عن تناول أدوية هرمونية تركيبية، فإنَّ من شأن تقليل الجرعة أن يساعد على ضبط الأعراض. وقد يكون تغيير الدواء ممكناً في بعض الحالات الأخرى. إذا كانت متلازمة كوشينغ ناتجة عن ورم، فمن الممكن اللجوء إلى الجراحة من أجل استئصال هذا الورم. وقد تكون هناك حاجة لاستخدام معالجات أخرى، وفي معظم الأحيان فإنَّ متلازمة كوشينغ تكون قابلة للمعالجة والشفاء. 
داء أديسون (القُصور الكظري الأولي)
في حالة الإصابة بداء أديسون، فإنَّ كمية الكورتيزول في الجسم تكون قليلة جداً. وفي بعض الحالات، تكون كميةُ هرمون الألدوستيرون قليلة جداً أيضاً. يحدث داءُ أديسون عندما تصاب قشرة الكظر بالضرر. إن هذا الضرر يمنع الغدة من صنع الهرمونات الكافية. يصيب داءُ أديسون الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ومن الجنسين أيضاً. ومن الممكن أن يكونَ خطيراً على حياة المريض في حال عدم معالجته. في معظم الحالات، يكون داء أديسون ناتجاً عن مشكلة في جهاز المناعة، حيث يهاجم جهازُ المناعة في هذه الحالة بعضَ نُسج الجسم أو أعضائه عن طريق الخطأ. وهذا ما يؤدِّي إلى إصابة الغدَّتين الكظريتين بالضرر. هناك عدوى بكتيرية تدعى باسم "السِّل" يمكن أيضاً أن تؤدي إلى إلحاق الضرر بغدتي الكظر. ويصيب هذا المرضُ الرئتين عادة. لكن من الممكن أن تمتد آثاره الضارة إلى أجزاء أخرى من الجسم في بعض الحالات. ومن الممكن أن يبلغ الضرر غدتي الكظر. وهذا ما يمكن أن يؤدِّي إلى الإصابة بداء أديسون. ويعدُّ داء السل أكثرَ انتشاراً في البلدان النامية. في حالات نادرة، يمكن أن يكون داء أديسون ناتجاً عن:
الداء النَّشَواني.
نزف داخل غدتي الكظر.
بعض أنواع العدوى الشديدة التي تستمر زمناً طويلاً.
عيوب وراثية، من قبيل عدم تخلُّق غدتي الكظر على نحو طبيعي.
الاستئصال الجراحي لغدتي الكظر.
تشتمل معالجةُ داء أديسون على المعالجة التعويضية بالهرمونات، وذلك من أجل تزويد الجسم بالهرمونات التي لا يقوم بصنعها. ويكون على المريض أن يتناول أقراص الهرمونات طوالَ حياته. من الممكن أن ينصح الطبيب المريض بزيادة مقدار الملح الذي يتناوله. وهذا أمر شديد الأهمية في الحالات التالية:
ممارسة التمارين الرياضية.
وجود المرء في طقس حار.
التعرُّض لحالات من الضغط والشدة النفسية.
من الممكن أن يتعرض بعض الأشخاص المصابين بداء أديسون بما يسمى "أزمة أديسونية". وهذا ما يتطلَّب معالجة فورية. ويجب الحصول على رعاية طبية إسعافية في الحالات التالية:
فقدان الوعي أو الإغماء.
انخفاض ضغط الدم.
ألم في البطن أو أسفل الظهر أو الساقين.
تقيؤ شديد أو إسهال شديد.

السرطان
من الممكن أيضاً أن تكون مشكلات غدَّتي الكظر ناتجة عن السرطان. يبدأ السرطان في الخلايا، وهي أحجار البناء الأساسية في الجسم؛ فالجسمُ يبني عادة خلايا جديدة بقدر الحاجة إليها حتى تحل محل الخلايا الشائخة التي تموت. وفي بعض الأحيان يصيب الخللُ هذه العملية فتنشأ الأورام. إذا كان الورم سرطانياً، فإن خلايا الورم يمكن أن تنتقل إلى نسج أخرى في أنحاء الجسم. وقد تنتقل خلايا السرطان إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللمفية. تُعطى السرطانات أسماء. ويعتمد اسمُ السرطان على المكان الذي يبدأ منه. إن السرطان الذي يبدأ في غدتي الكظر يدعى دائماً باسم "سرطان الكظر"، وذلك حتى إذا انتقل إلى أماكن أخرى من الجسم. وسرطانُ الكظر حالةٌ نادرة من حالات السرطان. من الممكن أن يكون الورم في غدة الكظر وظيفياً أو غير وظيفي. إذا كان الورم وظيفياً، فإنَّ الغدةَ تصنع كمية من الهرمونات تزيد على الحد الطبيعي. أمَّا إذا كان غير وظيفي، فإن الغدة لا تصنع أية هرمونات. يمكن أن تُسبِّب الهرموناتُ الناتجة عن الأورام الوظيفية بعضَ الأعراض. يزيد وجودُ بعض حالات الخلل الوراثي من خطر الإصابة بسرطان الكظر. وينتج الخلل الوراثي عن وجود جينات مَعيبة تنتقل من الآباء إلى الأبناء. من الممكن أيضاً أن تكون الاختلالات الوراثية ناتجة عن حدوث طفرة، أو تغيُّر، في جين من الجينات. وقد تزداد هذه الخطورة بفعل ما يلي:
متلازمة لي - فراوميني.
متلازمة بيكويث ـ ويدمان.
عقدة كارني.
من الممكن أن تشتملَ معالجةُ سرطان الكظر على الجراحة، والمعالجة الشعاعية، والمعالجة الكيميائية. وغالباً ما يجري استخدام مزيج من هذه المعالجات معاً. 
الخلاصة
توجد غدَّتا الكظر في الكليتين، واحدة فوق كل كلية. وتصنع هاتان الغدتان هرمونات كبيرة الأهمية لا يستطيع الإنسان أن يعيشَ من دونها. وهناك اضطرابات كثيرة يمكن أن تصيب الكظر. من هذه الاضطرابات:
متلازمة كوشينغ.
داء أديسون.
سرطان الكظر.
تعتمد معالجةُ اضطرابات الكظر على سببها. وقد تشتمل المعالجة على الجراحة أو الأدوية أو معالجات أخرى. كما يمكن أيضاً أن تشتملَ على المعالجة الإشعاعية أو الكيميائية إذا كان السرطان سبباً لها. يجب استشارةُ الطبيب إذا لاحظ المرء أيَّةَ أعراض أو تغيُّرات غير طبيعية. إن العثور على المشكلة في وقت مبكِّر يجعل معالجتها أكثر سهولة في معظم الأحيان.

0 comments: