الخميس، 8 أكتوبر 2015

وقفات مع أنواع الصيام



وقفات مع أنواع الصيام
الصوم قسمان: واجب ونفل (مندوب)

القسم الأول: الواجب (الفرض) وهو نوعان:
النوع الأول: ما يتعلق بزمان بعينه:

وهو شهر رمضان؛ لأنه معين بالنص القطعي الثبوت وكذلك النذر المعين؛ لأن الناذر إن عيَّنه بنيته فحدد زمانه، فلابد من عقد النية من الليل، أي: قبل الفجر لهذا النوع من الصيام، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.

هذا، ومعلوم أن النذر واجب الأداء، لأنه عبادة محضة تتعلق بالمنذور له، وهو الله تعالى، فيجب الوفاء به كالصلاة والصيام وغيرهما.

النوع الثاني: ما يثبت في الذمة:
كقضاء رمضان أو بعض أيامه، والنذر المطلق، وصوم الكفارة، فلا يجوز الصيام إلا بنية من الليل، لأنه غير متعين، فلا بد من تعيينه عند ابتداء الصوم.

القسم الثاني: النفل أو المندوب أو صوم التطوع:
هو كل صوم ثبت بالسنة بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله.

فصيام النفل تأسيًا به (صلى الله عليه وسلم) تقربًا إلى الله تعالى زيادة في الأجر، ورفعة في المقام لمن أراد ذلك.

الفرق بين صيام الفرض والنفل:
من أدَّى الصيام النفل تأسيًا يثاب على فعله، ولا يعاقب على تركه، بل يعاتب من النبي (صلى الله عليه وسلم).

بخلاف صيام الفرض، فإنه ثابت بدليل قطعي لا شبهة فيه ومن ثم طلب فعله طلبًا جازمًا، فيثاب فاعله، ويعاقب تاركه.

وحكمه: أنه لازم اعتقادًا وعملًا، فيكفر منكره، ويفسق تاركه، ويعذب بالنار.

أنواع صوم التطوع النافلة:
1- صوم ست من شوال.

2- صيام يوم عرفة.

3- صيام التسعة الأوائل من ذي الحجة.

4- صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) نبه عليه.

5- صيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي (الأيام البيض) وهي على أرجح الأقوال صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

6- صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع

7- صوم يوم وإفطار يوم (صيام داود عليه السلام)

8- الترغيب في صيام شهر الله المحرم.

9- الترغيب في صيام شهر شعبان.. غير يوم الشك.

10- الصوم المعالج للنفس من العزبة.

هذه هي الأيام المسنون صومها تأسيًا بقول وفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد زيادة في الأجر وقربًا لله عز وجل، وتصحيحًا لبدنه، وإطفاء حدة شهوته.

وصيامها ثابت بأحاديث يصل أكثرها إلى الصحة وبعضها إلى الحسن ويطول المقام هنا بذكرها، ويمكن مراجعتها في كتابي: "قبسات من المنهج التربوي في السنة – الجزء السابع – في الصيام منهجًا وسلوكًا وفوائد".

هذا، وكل ما يروجه بعض الناس من صيام أيام من بعض الشهور وبخاصة رجب وشعبان غير صحيح، وكل ما ورد في ذلك موضوع لا أصل له.

الترهيب من صيام بعض الأيام:
كل صيام لم يثبت فيه نص، فهو خارج عن هديه (صلى الله عليه وسلم) وكذلك الأيام التي ثبت فيها نص بكراهة صيامها، فإن صيامها بدعة، ومن ذلك:

1- تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وإفراد يوم السبت بالصوم، إلا إن صادف أحد اليومين يوم صوم مشروع كيوم عاشوراء مثلًا.

2- صوم يومي العيدين لورود النهي عن صومهما.

3- صيام أيام التشريق لنهي النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صيامها.

4- صيام يوم الشك.

5- تخصيص صيام يوم النصف من شعبان والسابع والعشرين من رجب لعدم ورود النص الصحيح.



0 comments: