أرقي نفسي بقراءة سورة الفاتحة، فهل أستمر أم أتوقف؟
بخصوص الاستشفاء بالفاتحة، فإن من أسماء سورة الفاتحة الشافية، فهي شفاء، ولها نفع عجيب في الشفاء من كل الأمراض الحسية والمعنوية، وهي من الرقية الشرعية التي ثبت إقرارها في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أقر أبا سعيد الخدري الذي رقى السليم الذي سأله الرقية.
فعن أبي سعيد الخدري:"أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل، فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية)؟ ثم قال: (خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم). رواه مسلم برقم «5863».
وعليه، فإن الاستشفاء بالفاتحة ممكن في كل مرض سواءً كان سحراً، أو مساً، أو حسداً، أو مرض عضوي، فقد تقدم معنا في الحديث، فإن الرجل الذي طلب الرقية كان لديغا -أي لسعه شيء-، وهذا مرض عضوي.
-ويمكن التداوي بالفاتحة عن طريق قراءة الفاتحة مرة أو أكثر، ثم النفث على اليد ومسح مكان الألم، أو القراءة على ماء و شربه، أو الاغتسال به، بشرط أن لا يسقط في مكان النجاسات، أو قراءة الفاتحة على عسل ثم تناوله، أو غير ذلك مما ثبت بالتجربة نفعه، وهذا نافع -بإذن الله تعالى- إذا كان الراقي مخلصا لله تعالى في الرقية لأنها نوع من الدعاء، وأن يعتقد أن الشفاء بيد الله تعالى وحده، وإنما الرقية سبب فقط.
-الإكثار والمدوامة على الرقية بالفاتحة بعدد أو بغير عدد لاحرج في ذلك، وبما أنك شعرت بتحسن فاستمري في ذلك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
قال ابن القيم: "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء". مدارج السالكين (1/ 58).
0 comments: