الجمعة، 24 أبريل 2015

التغذية الصحية


منذ 400 سنة قبل الميلاد قال أبو قراط الحكيم : " أجعل الطعام هو علاجك وأجعل العلاج هو طعامك " .
وبعد ألفى عام من الزمان فقد ثبت صحة تلك المقولة.. بأن الطعام هو علاج قوى وفعال بلا شك .. حيث وجد أن الطعام يمكن أن
يمنع ويعالج ويشفى أمراضا عدة . فقد أثبتت كثير من الأبحاث والتقارير الطبية أن الفيتامينات والأملاح المعدنية وعناصر أخرى .. والموجودة في الطعام لها خاصية الحماية من أمراض عدة منها السرطان وسكر الدم وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب وتخلخل أو وهن العظام .. (OSTEOPROSIS) .
كذلك أثبتت التقارير والأبحاث الطبية بأن إضافة المواد الكيميائية والحافظة للطعام تعجل بأعراض الشيخوخة المبكرة .. ولاشك أن بعض المشاكل الصحية مثل حالات الإجهاض وتشوهات الأجنة قد تنتج عن نقص في بعض عناصر الطعام ؛ مثل حمض الفوليك (من مجموعة فيتامينB المركب) .
ولقد كانت الفكرة المرسخة في أذهان الناس أن الطعام هو وقود للجسم فقط وليس للاستشفاء ، وعليه فقد أقبل الناس على الطعام سابق التجهيز ( المحفوظ ) والذى غالبا ما يكون محتويا على كمية عالية من الدهون والملح ؛ ومثالا لذلك المقليات والمشويات لدى أصحاب المطاعم والباعة الجائلين ومحلات البقالة . وهذه الأطعمة ينقصها الفيتامينات والعناصر الهامة للوقاية من كثير من الأمراض . 
لذا فلا بد لنا أن نعلم بأن الطعام هو سبب مباشر لعديد من الأمراض أن لم يكن كلها . فعلى سبيل المثال منذ سنين قد خلت عندما كان يقال بأن هناك فيتامين ( E ) وأنه يشفى من أمراض القلب .. فكان يقابل ذلك بالتشكك .. أما في الوقت الحاضر فإنه قد ثبت علميا وبما لا يدع مجالا للشك من أن هذا الفيتامين يمكن أن يؤخذ بصفة روتينية ضمن علاج مرضى القلب وذلك لمنع حدوث تلف بالشرايين التاجية للقلب ولمساعدة المرضى على الشفاء وذلك ينطبق أيضا على فيتامين ( ج ) فإنه حتما يساعد المرضى على الشفاء وأن شرب عصير الليمون أو البرتقال أو الجوافة الطازج أثناء نوبات المرض لخير دليل على ذلك حيث يتماثل المريض للشفاء في وقت أسرع .
ولعلنا نستطيع الربط بين الطعام وحدوث الأمراض وذلك بشكل أوضح ؛ عند دراسة المجتمع الأمريكي كسلوك ونموذج للشعوب الصناعية الكبرى .. وسرعة إيقاع الحياة في تلك المجتمعات وما يصاحب ذلك من اعتماد كلى على تناول الطعام السريع وسابق التجهيز بكل ما فيه من مخاطر صحية محتمة . حيث أنه يتم في الوقت الحاضر صرف ( البلايين ) من الدولارات على النظام الصحي في أمريكا بالرغم من الإمكانات الهائلة في نواحي التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي الدءوب للبحث عن ما يمكن أن يفيد البشر. 
فمن المعروف في الأوساط الصحية العالمية أن الشعب الأمريكي هو من أول وأكثر الشعوب في العالم إصابة بأمراض القلب والسرطان كمحصلة لأنواع الطعام التي يلتهمها نظرا للغنى والرفاهية التى يتمتع بها الشعب الأمريكي وذلك بالمقارنة مع شعوب أخرى أقل مالا ورفاهية في العالم ولكنها أكثر صحة وأطول عمرا .
وقد أدرك العلماء بالبحث والمعرفة بأن الشعوب التى تعيش على أكل الفاكهة والخضراوات والحبوب المختلفة ( الغلال ) هى شعوب تتمتع بالحماية من أمراض القلب والسرطان ؛ وذلك على عكس الشعوب الغنية التى تأكل اللحم والبطاطس أو النشويات ولا تقترب من أكل الفاكهة أو الخضراوات إلا ما ندر . فتلك الشعوب عرضة دائما للأمراض المختلفة والتى تعرف باسم ( أمراض المدنية الحديثة ) .
ومن هنا يتضح أن هناك أطعمة تؤكل لحماية الجسم من الأمراض وهى الغنية بالألياف الطبيعية والفقيرة في الدهون ، وعلى العكس تماما من منهاج الشعب الأمريكي فى تناوله للأنواع كثيرة من الطعام الغنى بالدهون والقليل في الألياف .. وهذا الذي يساعد على حدوث أمراض القلب والسرطان لدى بنى البشر فى أنحاء كثيرة من العالم من حولنا .
وقد وجد العلماء في الأطعمة الواقية من الأمراض ، المكونة من الفاكهة والخضراوات والألياف ..أنها غنية بالفيتامينات اللازمة للحياة مثل : 
( البيتا كاروتين ) وهذا الذي يتحول في الجسم إلي فيتامين ( أ ) .. كذلك يوجد فيتامين ( ج ) وفيتامين ( E ) وبعض المعادن مثل السلنيوم والبوتاسيوم وقد وجد أن قلة تلك العناصر في الجسم مجتمعة تؤدى للأمراض المختلفة التي تصيب الناس بصرف النظر عن الجنس 
أو الشكل أو المكان .
كذلك فإن العلماء والباحثون قد وجدوا عناصر أخـرى في الطعام الجيد أطلقوا عليها أسم (الفيتوكميكالز) ووجدوا أن تلك العناصر (PHYTOCHEMICALS) ربما تساعد على منع حدوث الأمراض المختلفة
ومن تلك العناصر نذكر :
( الكيومارين ) .. وهو موجود في بعض النباتات مثل .. البقدونس والعرقسوس والموالح وهذه المادة ترقق الدم وتمنع تجلطه .
( الإندول ) .. ويوجد في الكرنب والقرنبيط وعيدان الكرفس وهذا قد يساعد على منع حدوث سرطان الثدي وذلك بإبطال مفعول هرمون ( الأستروجين ) من إثارة نمو الأورام في أجزاء كثيرة من جسم المرأة .
( حمض الأيلجيك ) .. والموجود في العنب والفراولة وهذا يفسد مفعول مسببات السرطان .
( فيتاتز ) .. والموجـودة فـي الحبوب المختلفـة وهـى تبطـل مفعول الأستروجينات ..التى تشجع على حدوث الأورام لدى الإناث .
( البكتين ) .. وهو نوع من الألياف الذائبة في الماء والموجودة في التفاح والجريب فروت والتى تساعد على خفض نسبة الكولسترول وربما تحمى الجسم من الإصابة بمرض سكر الدم .

وعليه فإن عمل هؤلاء الباحثون قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك علاقة وطيدة بين الطعام الذي نأكله والحالة الصحية التى تبدو عليها أجسادنا . وبمقارنة علمية على المعطيات التى أوردها ( معهد السرطان الوطني بأمريكا ) وحسب مفاهيم الطعام ومكوناته لدى الشعب الأمريكي .. فقد صدرت النتائج التالية للتدليل على تلك العلاقة القطعية بين نوع الطعام المأكول وحدوث المرض المقرون بهذا المأكول ..
ومنها نورد ما يلى :
أن واحدا من ثلاثة من الأمريكان .. سوف يصاب بالسرطان في مرحلة سنية في حياته . وبنهاية سنة ألفين سوف تزداد هذه النسبة إلي واحد من أثنين فيما بعد .
واحد من أثنين من الأمريكان .. سوف يصاب حتما بأحد أمراض القلب الشائعة .
سرطان الثدي .. هو وباء منتشر بين النساء في أمريكا.. ويصيب واحدة من تسعة من النساء .. وليس هناك نهاية مؤكدة لذلك الشبح القاتل .
بين الرجال فوق الخمسين .. فإن واحدا من إحدى عشر.. سوف يصاب بسرطان البروستاتة .
من خمسة عشر إلي عشرون مليون أمريكي فوق سن الخامسة والأربعين سوف يصابون بمرض ترقرق أو وهن العظام (OSTEOPROSIS) .. والذي يؤدى إلى الكسور المختلفة أو يفضي إلى الموت لدى بعض المرضى.
أربعة عشر مليون أمريكي يعانون من مرض سكر الدم أو مضاعفاته والذي يساعد كثيرا على الإصابة بأمراض القلب .
وأن خمسة وثلاثون بالمائة من جميع حالات السرطان وربما قد تزيد إلي خمسين بالمائة لها علاقة بنوعية الطعام الذي يؤكل ، وإن الأكل له علاقة مباشرة بظهور أمراض القلب المختلفة والتى تعتبر رقم واحد من أسباب الوفاة بين الرجال والنساء . كما أن هناك كثير من الأمراض تنجم عن طبيعة الطعام المستهلك مثل وهن أو هشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وكثير من الأمراض الأخرى الحادة والمزمنة 

0 comments: