السبت، 9 مايو 2015

تصوير الأبهر




تصوير الأبهر هو فحص بالأشعة السينية يسمح للطبيب بالنظر إلى الأبهر وتقرير مدى ضرورة المعالجة الجراحية. إن الأبهر هو أكبر وعاء دموي في الجسم، وهو يبدأ من القلب وينحني نزولاً باتجاه البطن. ومن المشاكل التي يتعرض لها الأبهر: 


رواسب الكوليسترول التي يمكن أن تؤدي إلى تضيّق لمعة الأبهر. 

أمّهات الدم التي تؤدي إلى ترقق جدار الأبهر، أو

تفاغرات "تشابكات" شاذة بين الأوعية الدموية. 

إن أياً من هذه الحالات يمكن أن يسبب النزف أو الموت. وعادةً يُجرى هذا الفحص وفق نظام الإجراآت الخارجية و دون الحاجة إلى التنويم في المستشفى. حيث يتم تخدير المريض، ويقوم الطبيب بحقن صباغ في شريان في المنطقة ‎الأُربِيَّة‎، وبينما ينتشر الصباغ عبر الشرايين، يتم التقاط صور بواسطة الأشعة السينية. إن هذا الإجراء آمن جداً ومضاعفاته نادرة جداً. 


مقدمة
قد يصاب الإنسان بمشكلات خطيرة أحياناً في أكبر وعاء دموي في الجسم، وهو الأبهر. 

وتصوير الأوعية هو اختبار يساعد الأطباء على فحص الشريان الأبهر لاتخاذ القرار وتحديد نوع المعالجة اللازمة. 

إذا أوصى الطبيب بإجراء صورة للأبهر، فإن اتخاذ القرار حول إجراء الصورة أو عدم إجرائها يعود إلى المريض أيضاً. 

يساعدك هذا البرنامج التعليمي على فهم فوائد ومخاطر هذا الإجراء بصورة أفضل. 


التشريح
الأبهر هو أكبر وعاء دموي في الجسم. 

يبدأ الأبهر من القلب، وينحني في الصدر، وينزل إلى البطن حيث ينقسم إلى شريانين آخرين. 

وعلى مساره، تتفرع منه أوعية دموية لإيصال الدم إلى الذراعين والرقبة والدماغ والأمعاء والكليتين والرئتين. 


الأعراض وأسبابها
إن ترسبات الكولسترول التي تتراكم في الأبهر أو في فروعه يمكن أن تسبب تضيقاً في الأبهر. 

الأبهر المتضيق لا يسمح بمرور ما يكفي من الدم عبره. وهذا يقلل من جريان الدم. 

هذا النقص في جريان الدم يمكن أن يسبب ألماً وربما ضعفاًُ في الذراع إذا حدث في الشرايين المغذية للطرف العلوي. 

يمكن أيضاً أن تحدث الأعراض نفسها إذا حدث التضيق في الشرايين التي تغذي الطرفين السفليين. 

إذا حدث التضيق في الشرايين التي تغذي الكليتين، فسوف تحدث مشاكل كلوية وارتفاع في ضغط الدم. 

ويمكن أن تتشكل تشوهات في الأوعية تدعى "أمهات الدم". 

في أمهات الدم تنتفخ الأوعية الدموية لتصبح كالبالون، مما يجعل جدرانها رقيقة. هذه الحالة يمكن أن تسبب نزفاً قد يؤدي إلى الموت. 

هناك تشوهات أخرى في الأوعية الدموية تدعى "التشوهات الشريانية الوريدية". وهي تشابك غير طبيعي بين الأوعية الدموية، ويمكن لهذه التشوهات أيضاً أن تنزف وأن تسبب الموت. 

الصورة الوعائية تساعد على رؤية الابهر والأوعية الدموية التي تتفرع عنه، فتساعد على كشف هذه التشوهات. 


العملية
يجرى تصويرالأبهر عادة للمرضى دون الحاجة للإدخال في المستشفى، في غرف تقديم الخدمة للمراجعين الخارجيين. هذا يعني أن بإمكان المريض الذهاب إلى البيت بعد انتهاء التصوير. 

يجرى تصوير الأبهر والمريض بكامل وعيه، دون تخدير عام. فتصوير الابهر بالفعل إجراء غير مؤلم. 

يطلب من المريض الاستلقاء على طاولة آلة التصوير. 

خلال تصوير الأبهر تتواصل مراقبة سرعة القلب وضغط الدم والعلامات الحيوية لدى المريض. 

يطهر الطبيب منطقة أعلى الفخذ، ثم يطبق التخدير الموضعي. 

يدخل الطبيب أنبوباً طويلاً يسمى القثطرة عبر الجلد في منطقة أعلى الفخذ، وذلك في الشريان الفخذي، ويدفع الأنبوب بلطف إلى أن يصل إلى الأبهر. 

أحياناً، وحسب رأي الطبيب أو حسب حالة الشرايين عند المريض، يمكن إدخال القثطرة في شريان كبير في الحفرة الإبطية أو في العضد بدلاً من منطقة أعلى الفخذ. 

بعد ذلك يحقن الطبيب الصباغ في الشرايين مع تصويرها بالأشعة السينية. فالصباغ يجعل رؤية الشرايين ممكنة تحت الأشعة. 

عند حقن الصباغ، قد يشعر المريض ببعض الحرارة في الوجه أو في غيره من أجزاء الجسم. 

يجب أن يبقى المريض ساكناً دون حركة خلال التصوير بالأشعة السينية كي تكون الصور جيدة وواضحة. 

بعد التصوير بالأشعة تسحب القثطرة، ويطبق ضغط على منطقة دخولها عبر الجلد حرصاً على عدم حدوث نزف في مكان إدخال القثطرة. 

إذا استخدم الطبيب أداة إغلاق الجروح، يتوجب على المريض البقاء مستلقياً لمدة ساعة واحدة؛ وإلا فعليه الاستلقاء لمدة تصل إلى 8 ساعات. ويجب عدم ثني الرجل التي تم إدخال القثطرة من جهتها.

قد لا يكون بإمكان المريض قيادة السيارة للعودة إلى البيت بعد تصوير الأبهر، فيحتاج إلى من يوصله بسيارته إلى البيت. 


المخاطر والمضاعفات
هذه العملية آمنة للغاية، ومع ذلك، فإن هناك بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. وهي وإن كانت نادرة جداً، فإنها قد تحدث. ولا بد أن يعرفها المريض تحسباً لحدوثها، فمعرفتها قد يجعل المريض قادراً على مساعدة الطبيب في كشفها باكراً. 

تستخدم الأشعة السينية خلال تصوير الأبهر. ولكن كمية الأشعة المستخدمة في الإجراء آمنة. غير أن هذه الكمية يمكن أن تكون خطيرة على الجنين. لذلك يجب أن تتأكد المريضة من أنها غير حامل قبل إجراء هذا الاختبار الشعاعي إذا كان بالإمكان انتقاء موعده. 

العدوى في مكان الحقن نادرة. 

في حالات نادرة يمكن للقثطرة المدخلة إلى الشريان أن تؤذي الأوعية الدموية للجسم. قد يسبب هذا نقصاً في ورود الدم إلى الطرف السفلي أو إلى الطرف العلوي، وهذا قد يتطلب عملية جراحية لإعادة تدفق الدم. 

يمكن أيضاً لإدخال القثطرة أن يسبب ضرراً لأحد الأعصاب في الطرف السفلي أو في الطرف العلوي حسب مكان إدخالها. 

إن السكتات التي تؤدي إلى شلل دائم أو مشاكل في النطق أو ربما إلى الموت، نادرة جداً بعد تصويرالأبهر. 

بعض الناس يتحسسون من الصباغ اليودي المستخدم في تصوير الأبهر. لذا ينبغي الحرص على إخبار الطبيب بأي حالات تحسس لدى المرضى المرشحين لإجراء تصوير الأبهر، بل عن أي تحسس من أي نوع كان من أنواع الأصبغة التي استخدممها من قبل. 

عند بعض الناس يمكن أن يؤدي الصباغ إلى فشل كلوي. والمرض الذين يعانون من مشاكل كلوية قد يكونون أكثر عرضة لخطر الفشل الكلوي. 


بعد التصوير الوعائي للأبهر
احرص على الاتصال بطبيبك إذا شعرت بأي عرض جديد، مثل الاحمرار أو الحمى، أو الخدر أو الضعف أو التورم أو النزف في مكان إدخال القثطرة. 

ينبغي الإسراع بالاتصال بالطبيب إذا حدث لدى المريض خناق صدري أو ألم في الصدر. 

سيقدم الطبيب للمرضى المعلومات الملائمة حول الوقت الذي يمكنهم بعده العودة إلى العمل. إذ تتوقف هذه المعلومات على حالتهم الصحية. وعادة، يمكن العودة إلى العمل بعد مضي أسبوع على إجراء تصوير الأبهر. 


الخلاصة
الأبهر هو أكبر شريان في الجسم. تتفرع عنه شرايين أخرى تغذي كل أنحاء الجسم تقريباً بالدم. 

قد يصاب الأبهر بأنواع متعددة من الأمراض، مثل ترسبات الكولسترول التي تغلقه وتعيق جريان الدم فيه، وأم الدم التي تسبب فيه انتفاخاً شيبهاً بالبالون، وتجعل جداره رقيقاً، والتشوهات الشريانية الوريدية التي هي كتل متشابكة من الأوعية الدموية. 

إن تصوير الأبهر إجراء يساعد الطبيب على رؤية الأبهر بحيث يمكن تحديد موقع المشكلة ومعالجتها. 

تصوير الأبهر إجراء آمن للغاية. هناك مخاطر ومضاعفات نادرة جداً. إن معرفة هذه المخاطر والمضاعفات يمكن أن تساعد المريض على كشفها باكراً في حال حدوثها

0 comments: