يتغير جسم المرأة بشكل جذري خلال فترة الحمل، ولذلك تختلف احتياجاته الغذائية خلال تلك الفترة، في هذا المقال سأتحدث عن هذه الاحتياجات وعن أنواع الأغذية المختلفة التي تلبي الاحتياجات الجديدة، فكما يمكن أن تعلم، أنه من لحظة الحمل إلى لحظة الولادة يتشكل جسم الطفل داخل رحم المرأة وينمو ويكبر، وكل تلك العظام والعضلات وخلايا الدم والأنسجة والأعضاء تتشكل من المواد الغذائية التي تتناولها الأم، فطبعاً لايمكن للمادة أن تأتي من العدم، ويجب توفر مكونات وعناصر رئيسية لتشكّل وتكوّن جسم الجنين، لذلك فكما نتوقع تزداد الكمية اليومية المطلوبة لأغلب المواد الغذائية للمرأة، وسنبدأ بذكرها والتعرف على الأغذية التي تحويها.
السعرات الحرارية
تجدر الإشارة في البداية أن السعرات الحرارية اليومية المطلوبة التي تحتاجها المرأة تزداد بعد الحمل بمعدل من 15 - 20 % أكثر مما كانت عليه قبل الحمل. فبالطبع لا يمكن زيادة المكونات الغذائية دون زيادة السعرات الحرارية المُتناولة معها، بالإضافة إلى أن العملية الأيضية في جسم المرأة تصبح أسرع وبالتالي تحرق أو تحتاج سعرات حرارية أكثر.
البروتين
من الزيادات الواضحة في النسب المتناولة قبل وبعد الحمل هي الزيادة في نسبة البروتين، حيث تقدّر بمقدار 25 غرام كزيادة على الكمية اليومية المعتادة قبل الحمل. ويمكن للمرأة الحامل أخذ حاجتها اليومية من البروتين من خلال تناول اللحوم المختلفة والحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبذور والبقوليات. فيجب تناول أحد تلك الأطعمة أو عدد منها بشكل يومي لتلافي حدوث نقص.
الدهون
هناك زيادة طفيفة في نسب الحاجة اليومية لبعض الأحماض الدهنية المفيدة، مثل الحاجة إلى دهون الأوميجا - 3 والأوميجا - 6 ، والتي تتواجد في البذور والمكسرات المختلفة، مثل البندق واللوز وبذور دوّار الشمس.
المواد الغذائية المكوّنة لخلايا الدم الحمراء
تزداد كمية خلايا الدم الحمراء في جسم المرأة الحامل بشكل كبير، وهذا طبيعي لأن الطفل سيحتاج دورة دموية خاصة به، ولذلك تحتاج المرأة إلى الحديد وفيتامين ب12 والزنك وحمض الفوليك، لأنها عناصر تلعب دوراً رئيسياً في تكوين الخلايا الجديدة، فتحتاج المرأة إليها بكمية كبيرة قد لا تستطيع تلبيتها بشكل طبيعي من خلال الغذاء وهنا يأتي دور الطبيب في وصف مكملات غذائية من الحديد أو فيتامين ب12 أو غيره إذا رأى حاجة إلى ذلك. أما بالنسبة للأغذية التي يتواجد بها، فإن فيتامين ب12 يتواجد في المنتجات الحيوانية مثل الدجاج واللحوم والبيض والحليب، وأما الحديد و حمض الفوليك فيجب الحصول على الكفاية منهم بتناول الخضار الخضراء الورقية مثل السبانخ أو من الفليفلة الخضراء (أرغب بالتنويه هنا أن فيتامين سي يساعد على امتصاص الحديد ويزيد من المقدرة امتصاصه لذلك يفضل عصر الليمون على السبانخ أو على الملوخية، أو تناول عصير البرتقال الغني بهذا الفيتامين مع الأطعمة التي تحوي الحديد)، وأما الزنك فأكثر ما يتواجد في اللحوم الحمراء وفي البروكولي.
وتشمل الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين د وغيرهم، يتواجد الماغنيسيوم في البروكولي والأرضي شوك والطماطم وأيضاً في مكسرات الكاجو، ويتواجد الكالسيوم في الحليب ومشتقاته وفي البروكولي وفي اللوز، ولا خوف من نقص فيتامين د إذا تعرضت المرأة لأشعة شمس كافية بشكل يومي.
في النهاية أود التأكيد على عدم أخذ أي مكملات غذائية (دون استشارة طبيب)، فكما هناك مخاطر وأعراض للنقص في الحديد أو في الفيتامينات، هناك أيضاً مخاطر وأعراض سُمّية للزيادة في تناولها على شكل أقراص ومكملات غذائية، والاستعاضة عنها بالغذاء الطبيعي الصحي والمتوازن.
0 comments: