جراحة الصرع

جراحة الصرع


جراحة الصرع عبارة عن عملية جراحية تزيل منطقة المخ التي تنشأ منها نوبات الصرع.

تعمل جراحة الصرع على وجه أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات تنشأ دائمًا في نفس المكان في المخ. ولكي يتم التفكير في إجراء جراحة الصرع، يحب أن تكون قد جربت تناول دواءين مضادين لنوبات الصرع على الأقل ولكن دون جدوى. إذا أخفق الدواءان المناسبان في علاج النوبات، فمن المستبعد أن يساعدك أي دواء آخر مضاد لنوبات الصرع في الشفاء.

لماذا يتم ذلك؟
رسم توضيحي يبيّن موضع الفص الصدغي
موقع الفص الصدغي
رسم توضيحي يبيّن نصفي الكرة الدماغيين
نصف الكرة الدماغية
وفي معظم الحالات، يمكن أن تقلل جراحة الصرع نشاط النوبات - بل في بعض الأحيان تزيلها. ويمكن أن تتسبب نوبات الصرع المتكررة ما يلي:

كسور بالعظام أو إصابات أخرى ناتجة عن السقوط أثناء النوبة
الغرق، إذا حدثت النوبة أثناء الاستحمام أو السباحة
تلف في الدماغ ناتج عن النوبات التي تحدث لفترة طويلة
الموت المفاجئ، وهو أحد المضاعفات النادرة لمرض الصرع
يعتمد نوع جراحة الصرع التي قد تخضع إليها على أنواع النوبات التي تعانيها والمكان الذي تبدأ منه في المخ. وتتضمن ما يلي:

إزالة جزء من المخ. إن النوع الأكثر شيوعًا لجراحة الصرع هو إزالة جزء من المخ — ويكون عادةً بحجم كرة الجولف — الذي يتسبب في حدوث النوبات. ويمكن لهذا النوع من الجراحة — ويسمى بالجراحة الاستئصالية — أن يزيل فصًا من المخ أو جزءًا من الفص أو موضع الإصابة وهي جراحة ناجحة إلى حد كبير.
قطع الاتصال بين نصفي الكرة المخيين. يقطع نوع آخر من جراحة الصرع، يسمى بجراحة استئصال الجسم الثفني، شبكة الاتصالات العصبية بين نصفي المخ الأيمن والأيسر (نصفي الكرة المخيين).

وتستخدم هذه الجراحة في المقام الأول في الأطفال الذين يعانون نوبات حادة تبدأ في أحد نصفي الكرة المخيين وتمتد إلى النصف الآخر. ويمكن لهذا أن يقلل من حدة النوبات.

إزالة نصف المخ. يزيل نوع جراحة الصرع الأكثر جذرية الطبقة الخارجية من نصف المخ. وتستخدم جراحة استئصال نصف المخ في الأطفال الذين يعانون نوبات بسبب تلف في أحد نصفي المخ (نصف الكرة المخي) فقط. ويحدث ذلك في بعض الحالات النادرة والتي تكون موجودة عند الولادة أو تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. وتكون فرصة التعافي الكامل أفضل في الأطفال الأصغر سنًا
عوامل الخطورة
قد تختلف المخاطر المعرض لها، اعتمادا على أي من مجموعة جراحات الصرع المتنوعة تُستخدم، وأي شق دماغي تنطوي عليه الجراحة:

مشاكل الذاكرة. يعد الفص الصدغي مسؤولًا عن الذاكرة ووظائف اللغة، لذلك قد تؤدي عملية جراحية في هذا الجزء من الدماغ لصعوبات في التذكر، والفهم والتحدث.
التغييرات السلوكية. الجراحات في الفص الجبهي قد تؤثر على السلوك، بما في ذلك التحفيز، والانتباه أو التركيز، فضلا عن التحكم في النبض، والاكتئاب وتغيرات المزاج.
الرؤية المزدوجة. الرؤية المزدوجة المؤقتة تتطور أحيانا بعد جراحة الفص الصدغي. قد تحدث مشاكل في الرؤية أيضا مع جراحة الفص القذالي.
تقليل المجال البصري. قد تؤدي جراحة الصرع إلى مجال بصري منخفض.
كيف تستعد؟
صور أمثلة لفحوصات الدماغ لتحديد المناطق التي تحدث بها النوبات
تحديد المناطق التي تحدث بها النوبات
إذا كنت مرشحًا للعلاج الجراحي للصرع، فقد يتضمن تقييم ما قبل الجراحة:

مخطط كهربية الدماغ (EEG) الأساسي. في هذا الاختبار، يتم وضع الأقطاب الكهربائية على فروة الرأس لقياس النشاط الكهربائي الذي ينتجه الدماغ.
مخطط كهربية الدماغ (EEG) بالفيديو. يسجل مخطط كهربية دماغ مستمر بجهاز مراقبة بالفيديو نوباتك وهي تحدث. لأنه يجب تخفيض معدل تناول أدويتك الخاصة بالنوبات أو إيقافها بشكل مؤقت حتى تظهر نوبات الصرع، فمن اللازم دخولك إلى المستشفى لإجراء هذا الاختبار. ربط التغييرات في مخطط كهربية الدماغ الخاص بك بحركات جسمك خلال النوية يساعد على "تحديد" المنطقة تبدأ فيها نوباتك في دماغك.
فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الفحص بالأشعة المقطعية (CT) للرأس. يمكن لفحوصات MRI وCT تحديد المشكلات الهيكلية — مثل الإصابات الناتجة عن جروح أو أمراض أو نسيج ندبي في الدماغ — والتي يمكن أن تكون مسببة للنوبات.
التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. يمكن لفحوصات التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي مراقبة نشاط الدماغ وتحديد الاختلالات.
تصوير طبي بأشعة غاما (SPECT). تختلف الألوان في صورة الفحص تبعًا لمقدار تدفق الدم في مناطق مختلفة من الدماغ. عادةً، تكون درجة تدفق الدم أعلى في الجزء الذي تنشأ فيه النوبات في الدماغ. في بعض الحالات، يجمع الأطباء بين عدة أنواع من أساليب التصوير للمساعدة في تحديد المنطقة المثيرة للمشكلات في الدماغ.
ما يمكن أن تتوقعه
أثناء العملية
لتجنب العدوى، سحتاج إلى تقصير شعرك الموجود على جزء الجمجمة الذي سيتم إزالته أثناء العملية. وفي الغالب سيتمكن فريق الجراحة العصبية من حلق المنطقة بطريقة ما بحيث تخفي الأجزاء المتبقية من شعرك منطقة الصلع بعد الجراحة. ويريد بعض الأفراد حلق شعر الرأس بأكمله. ولا يتم إجراء الحلاقة إذا كانت الجراحة لطفل.

وستحصل على أنبوب مرن صغير يتم وضعه داخل الوريد (الوصول عن طرق الحقن الوريدى) وستتم مراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الأكسجين طوال الجراحة. وقد تسجل شاشة مراقبة التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG) موجات المخ أثناء العملية أيضًا، ولذلك لتحديد أفضل موضع للجزء، الذي تبدأ منه نوباتك، بالمخ.

وعادة ما يتم إجراء جراحة الصرع أثناء التخدير الكلي. ويعني هذا أنك لن تكون في وعيك أثناء الإجراء، الذي ينطوي على فتحة صغيرة في الجمجمة للوصول إلى المخ. وفي حالات نادرة، قد يوقظك الجراح أثناء إحدى مراحل العملية لمساعدة الفريق في تحديد الأجزاء التي تتحكم في اللغة والحركة بمخك.

وبعد الجراحة، يتم استبدال نافذة العظام وتثبيتها في الجمجمة المتبقية للشفاء. وتستغرق معظم عمليات جراحة الصرع أربع ساعات على الأقل.

بعد العملية الجراحية
وستكون في منطقة خاصة للتعافي لتتم مراقبتك بعناية عندما تستيقظ بعد التخدير. قد تحتاج إلى قضاء أول ليلة بعد الجراحة في وحدة العناية المركزة. وعادة ما يصل إجمالي فترة الإقامة بالمستشفى لأغلب العمليات الجراحية للصرع إلى ثلاثة أو أربعة أيام تقريبَا.

وعند استيقاظك، ستشعر بوجود تورم وألم برأسك. ويحتاج أغلب الأشخاص لتناول مسكنات للألم على مدار الأيام القليلة الأولى على الأقل. وقد يكون وضع كمادات ثلج على رأسك أمرًا مساعدًا. ويزول معظم التورم والألم في مرحلة ما بعد العملية في غضون عدة أسابيع.

وقد لا تتمكن من العودة إلى العمل أو المدرسة لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر. ويتعين عليك الراحة والاسترخاء في الأسابيع القليلة الأولى بعد جراحة الصرع ثم زيادة نشاطك تدريجيًا.

ومن المستبعد أن تحتاج إلى الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل مكثف طالما انتهت الجراحة دون ظهور مضاعفات، مثل السكتة الدماغية أو شلل أو فقدان القدرة على 
 التحدث.

النتائج
بناءً على السبب الكامن وراءها، قد تكون بعض النوبات مقاومة للدواء، ولكن تلك النوبات أيضًا هي الأكثر احتمالًا للتحسن بمساعدة جراحة الصرع. على سبيل المثال، ما يقرب من 90 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من نوبات الفص الصدغي يرون انخفاضًا ملحوظًا أو حتى توقف في النوبات بعد العلاج الجراحي للصرع.


يجب أن تستمر في تناول الأدوية المضادة للنوبات بعد جراحة الصرع، للمساعدة في تحسين فرصك في استمرار عدم صابتك بالنوبات. قد يستطيع طبيبك أن يساعدك في التخلي عن الأدوية المضادة للنوبات بعد عام أو اثنين.

• غرّد
• شارك
• شارك
• شارك
• شارك